منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   عناقيد سوداء (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=28841)

سلمى الغانمي 11-24-2011 08:34 PM

عناقيد سوداء
 


"برقية ملوثة"

لغريب
كان كل شيء بين يديه غريب
بداياته .. مُخلفاته
وفي الدرب الذي سارت بينهما نمى ما تدفق
لربما في غفلة
ولربما في وجع قديم استقرت بذرة
احتملت لنفسها نمو
ولم تمنع ذاتها من حلم
أن ترى نفسها ذات يوم شجرة باسقة ذات ثمر يانع
لكنها لم تدرك أنها موعودة بدين الغرابة
لتكُن فيه ذات أمنية ثقيلة , حُبلى باليأس ..
وددت ذات ليلة , لو أنها تضمك بكل ما أوتيت من قوة
وتزفر برقياتها في نفس ملوث
وفي دفعة واحدة
لكنها تقرر قبل طرق وجه الصباح على النوافذ
فتجهض على حافة ساعات ملتحفة بسواد ليل حمل قلبها الثقيل
وتتنفس اليُتم المخبئ برشاقة في قلب مثقوب
لتهني صباح الخير
والخير أنت في ذاتها
جُله ونوره ..
يرتد إليها الصباح خانق كما كانت تلك الفجيعة ,
تضمه بشفقتها وتزفر
رحلوا .. رحلوا
كما غرباء اللحظات القصيرة .

_________________________

"وكل الحكايات أنت .."

أنت حكايتي
الحكاية المتوغلة في أغواري
العتيقة الشاحبة على جدار الذكريات
العظيمة المتكسرة في أرض المهاجرين
أشلاء الحطام وركام النهايات
ولذلك عندما ودعت فيك بهجتي
بعد طول أمل
بدأت وبرغبة شديدة
أجوب المنافي دون خطوات
أغرس فيها مع كل ذكرى همسة لك
نسمات متحالفة لنا باتت خلف النجوم
وفي كل ليل بدأ يلاطف كياني للسفر البعيد ,

هذه المنافي أصبحت وطن مُمزوج
يرى كل قتل رقصة رصاصة
كل ذبحة صدرية مزحة
وكل بركة دماء نهر جاري
فما غرسته يستساغ كل ذلك أمام جراحك ,

لا شيء باقي فيني يفتعل
غير الجراحات المُتكشفة لي
المّتدثرة بمشاعر ظاهرة
لا شيء يملأ فراغي غير تذبذبات مني إليك
لكنها لا تصل
فهي تحترم رغبات المهاجرين للمنافي
العاشقين من أعالي الكرامة
المنصتون للوفاء دونك ,

أنت حكايتي
ماضي أتوكأ عليه
سراب قادم
فهو زادي .. نفسي .. مُلين العين المصلوبة نحوك
أبتسم بحنين وأتنفس
أتقدم للشواطئ وأخاطبها
أنني أشتاق لمن لا يعود
وقمرها الوضاء مُنعكس لأرى وجهك في سكون
بلا أمواج
أحبك يا راحلاً على تهادي
يا فاتح أوطان ومغادرها مفتوحة
للرياح والشتاءات الباردة .

____________________

"يا مطـر"

ليتنا كالطيور
أسراب فصول ,
نحلق معاً
وندنو سوياً
ونرفف في الربيع

ننطق الحُب
ونسمع البشر
من السماء
صدى قُبلات
وحكايات
وضحكات تغري السحاب

يتغنون يا مطر
يا مطر
وأنا وأنت في مطر أحمر
زاهي اللون
كالسكر تُلذّذا .




مجموعة نثرية – سلمى الغانمي


فاتن حسين 11-24-2011 11:22 PM



عناقيد بلون الشموخ..
ارتشفت جزءاً من ذاكرة سلمى..
تسابقت فيها الانفاس..
فتارة ترتفع تناهيدها بصدر الاماني وتارة تنخفض..


نعمنا بـِ سقيا نبيذ التوت ..!

رُوح 11-25-2011 09:36 PM

وبعضُ اسوداد العناقيد نَضج !

وذلك ما رأيته بين كلماتك بلا ريب ..

أعجبتني جملك القصيرة ، المشبعةُ بأنصاف الحقائق ، وأنصاف الأحلام ..

:icon20:

عبدالإله المالك 11-25-2011 10:23 PM

سلمى
وتتنفس اليُتم المخبئ برشاقة في قلب مثقوب

رسائل نثرية معبرة في سماء ملبدة بالغيوم

همس الحنين 11-26-2011 01:51 AM


سلمى

" أي فتنة أستترت ها هنا ~ كنت الأكثر اختلافاً و الأنقى "

مودتي

فرحَة النجدي 11-26-2011 01:53 PM

أنني أشتاق لمن لا يعود
وقمرها الوضاء مُنعكس لأرى وجهك في سكون
بلا أمواج
أحبك يا راحلاً على تهادي
يا فاتح أوطان ومغادرها مفتوحة
للرياح والشتاءات الباردة . *


هل نشتاق فقط لمن لا يعود ?! بل حتى الحب لا يستحوذ عليه إلا من لا يعود !
و تبقى ا?بواب مفتوحة و يزورنا كل أنواع الزائرين إلا هم ،
لا تغريهم ا?بواب التي تركوها يوماً مفتوحة!


الله عليك يا سلمى ،
متفردة !

يحيى الحكمي 11-26-2011 02:25 PM

اقتباس:

من أعالي الكرامة
المنصتون للوفاء دونك ,

أنت حكايتي
ماضي أتوكأ عليه
سراب قادم

ليست العناقيد سوداء هنا

إنها جميلة ،، نديَّة كندى قطرات الروح

،، وطاب حرفك،





..

عفراء السويدي 11-27-2011 10:53 PM

لاأدري لما شعرتُ بالغربة بين سطورك .. وتدثرتُ شالي .. برد ..
دون وطن .. وعافتني المنافي .. وصادقت زمن الحنين ..
غرباء اللحظات القصيرة .. تركونا في عمق اللحظة .. دون قدم ..
لانملك القدرة على تجاوزهم .. إلى مابعد النقطة الآخيرة ..
روحي تتأملني قلباً .. وتبكيني ..!






حكاياك مذهلة .. أخذتني في دروب الدهشة .. ليبتسم ليلي ..
شكراً لكِ كل هذا البهاء ..








الساعة الآن 03:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.