منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أحاسيس حجارة... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38000)

سعاد 04-18-2017 06:02 AM

أحاسيس حجارة...
 
أقف هنا منذ سنين ...
منذ أن غرس( هو) أقدامي في عمق الأرض زرعني هنا قبل كل شيئ ..
قبل أن يملك المكان هويته وتُشق طرقه أعرف كل نجم فوق رأسي ..وعدد ما على الأرض من حِجارة ... وكم مرة أمطرت السماء .. وكم مرة أشرقت الشمس... وكم مرة إكتمل القمر .
تلك الأشجار ربتها عيني منذ طفولتِها ..أُحبها ...ربما لأنها تُشبهني ..فهي مثلي لم تخطو خطوة لأمامٍ أو حتى لخلف.
بداخل قلبي سكن (هو) من كان يبحث عن الأمان .. عن السكون فكنت له الوطن والسكن.
بكيت معه الحزن رغم جهلي أسباب حزنه..وضحكت الفرح ولم يكن يهمني لأي سبب إبتسم ...المهم أن يبتسم.
كثيراً يسافر إلى آخر الأفق ويغيب...ومهما طالت مدة غيابه كنت أعرف أنه سيعود لأحضاني ... ويشعل نار مدفأتي . يأتي إلي عندما يريد أن يكون وحيداً مع نفسه عندما يريد أن ينسى ما هو الكلام ...
يجلس على ذلك الكرسي يقرأ كتابه أو يتصارع مع قلمه وأوراقه بصمت أُرقبه وهو يُحضر قهوته أو يسحق أعقاب سجائره...كم يُحب أن يجلس على الأرض ويسند إلي ظهره ويُغمض عينيه ...ليفكر بها !!!
ترى من هي ؟ أعرف بوجودها وأنها تنتظره هناك... تلك العروق التي تنبض بتوتر على جبينه أخبرتني بذلك ...دائماً تؤكد لي أنها مُتعبه ..أنظر إلى عينيه علي أجد ملامحها أو أعرف شكلها !!!
ترى ماذا يفعل عندما يكون معها ؟كيف يفكر ؟ ماذا يلبس؟ كيف يتكلم ؟كيف هو صوته؟

.
.
.
هذه المرة عودته مختلفة !!!
لماذا أحضر هذه الحقيبة الكبيرة؟وماذا بداخلها ؟ هل سيمكث لوقت أطول معي هذه المرة؟ لماذا كل هذا الحزن المرسوم على ملامحه ؟ وهذه الرعشة التي تسري في أنفاسه. ليتني أستطيع أن أساله!!
يده دائماً كانت دافئة ما بالها اليوم وكأنها قطعة من الثلج وهي تلامس زوايايا بحنانٍ قاتل ...
وتلك الدمعة ما سر مطالبتها لي أن أسامحه...؟
هاهو الأن يفتح حقيبته ...إنها فارغة كعينيه التي تسحبني إلى عمقٍ مظلم.
لماذا يدور حولي ..؟؟ترى عن ماذا يبحث؟ تلك الأشياء التي يجمعها في حقيبته ...إلى أين سيأخذها كنت دائماً أحرسها حتى من هجمات ذرات الغبار ..
هاهو الآن يجلس على كرسيه ولكن ليس كعادته ...يُحملق إلى بقايا تلك الأوراق وبقايا كلمات لم يكتب لها النجاة.... إلى أين؟ ....لماذا يفتح الباب؟
لا.. لا تخرج يــا.....؟ ما إسمه؟ أنا لا أعرف أسمه ...كيف أُناديه ؟طوال تلك السنين لم أتكلم معه أبداً كنتُ فقط أسمع أنفاسه همساته ...
ولكن لم أكن أعرف لغته كنتُ أعرف أنه يُحب هدوئي ...فأصبحتُ أهدأ من صمته ...كم أعشق صمته أين تذهب ؟ ..... هل سترحل ؟ لا ... لا ... لا ....أرجوك لا ترحل ستعود أليس كذلك ؟
أخبرني ... قل أنك ستعود لا ترحل أرجوك.. ماذا عني ؟ ...أي مصير هو مصيري ؟ لا تخرج لأني أعرف أنك هذه المرة لن تعود هل تسمعني ....؟ا
ارجوك خذني معك ليتني أستطيع أن أدخل إلى حقيبتك
لا ... لا تبتعد لا تجعل ذلك الأفق يبتلعك انتظرني سأذهب معك ..
ها أنا أنتزع أقدامي من عمق الأرض ....
إنتظر ... إنتظرني يا إلهي ...آآآه ...لم أكن أعرف أن السير مؤلم لهذه الدرجة
إنتـــــ ـ ــ ظـ ـ ـ ـ ـ آآآآه ....لاااااا
.
.




(هو) ....يسمع في الخلف دوي صرخة ألم يستدير ليجد بيته الصغير قد إنهار على الأرض.

سعاد 04-18-2017 06:10 AM

أعزائي

. لأعرف لماذا تحاربني حروفي وتأبى أن تعود لأتنفس من جديد..
ما سبق (أحاسيس حجارة ) قصة بقلمي أخترتها لكم من أرشيفي ...
أتمنى أن تكون لائقة بهكذا صرح ..
محبتي

عبدالله السعيد 04-18-2017 11:07 AM

أنا بودي الغرق أكثر حد معرفة البيت الغريب
البيت المعبأ بالحزن والمدقوق على لوحة الصمت بمسمار ..
لأصل لنتيجة حتمية أن البيت بداخلك أعمق من أن تحمله الحروف

سعاد ..
كما " أحاديث الأبواب " * للبيوت أصوات
كما لو كانت أشياء عظيمة .. هي بالفعل أشياء عظيمة
تخاطب العتمة والطريق طويل والبؤس مكشوف ..
سأحتفظ بهذا النص وأقرأه كلما رغبت في مغادرة الحياة بخطوتي الثقيلة ..


* لأحمد مطر .

نادية المرزوقي 04-18-2017 11:59 AM

رغم صخب المسير .. تتحجر فينا بعض الأشياء كتلك الأبواب و الحجارة
 
مغرقة أنت غاليتي بالاشياء، لحد الاحساس بالحجارة،
كانت بانتظار من يعرف حال لسانها، فكنت خير من اختارت...!
أدهشتني فلسفتك، و نور احساسك بالأشياء الصامتة كما تبدو،
لكنها حقيقة ليست كذلك، و زاخرة بآلاف الحكايا،
عن سكان البيت، لو نطقت تراها ماذا كانت تقول،
تستجدي بقاءهم، أم تطلب خلاصها منهم، فتنهار على بعضها..!
هل تنتظر الصباح كل يوم بانتظار سكان مختلفين أفضل منا..!
فاللهم اجعلنا نورا لها و سعادة و بركات،
و أحبة في رفقة الحجارة و الديار...!
من تريد استقبالهم، و عمن تتعفف، لكنها بلا حيلة
هل الأبواب تبكي بابتلائها أنها أبواب، هل ترجو مثلا
لو كانت أبواب مساجد، أو مدارس،
هل تتمنى لو صنعت نوافذ لا تطالها الأيدي، فقط تعانق النور ليلا و نهارا
و إن كان من بعيد....!
علها مواضع السجود فقط من الدنيا تشفع لنا،
فتبكي لأجلنا لنا السماوات و الأرض حين يقال:
أننا صرنا أبدا مع الراحلين..!
حقا تستنطقين الحجارة ...!
دمت بخير و عفو، عافية ..

سيرين 04-18-2017 03:08 PM

الله .. قصة غاية الابهار والمتعة من مدة لم تمتعني قراءة قصة مثلها
يا لها من أحداث لها من قوة تعزيز الصمت
وتوثيق العشق عله يحشد التأييد من البعد الإنساني للوطن
احداث مفعمة الإضافة بالعمق والتشابك وجاذبية الخيال للمتابعة بتساؤلات تملأنا
وكانت الاجوبة عمر مبكر من الجمال
كاتبتنا المبدعة \ سعاد
من الآن انتظر القصة القادمة .. بوركت انامل النور
مودتي والياسمين

\..:icon20:

رشا عرابي 04-18-2017 07:09 PM

أيُّ حمّى تلك الـ أوقَدت أُوارها في الحجر حتى صاح !
وأيُّ تساؤلاتٍ تلك الـ أوكلتِها لـ صخرٍ أصمّ واستنطَقتِ بها
كوناً من إحساسٍ مودَعٌ بالهَون في أشيائنا الحبيبات اللّصيقات !

سعاد
يا دهشة السّرد ودهشة التفاصيل المنثورة بين جيئةٍ وذهاب
كما غمضة عينٍ تزفّها التِفاتات مبتورة الدروب

يا سعاد
إمتلأت بك لحظتي
وصوت الحجارة أخاله كما الصّريع الـ حاول التماسك لـ آخرِ حظٍّ من الثّبات

أحب أن أُنصت أن ألملِمَ أن أتقمّص حرفك
مرة ومرات

فلا تبخلي يا وارفة

سعاد 04-22-2017 07:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله السعيد (المشاركة 1004745)
أنا بودي الغرق أكثر حد معرفة البيت الغريب
البيت المعبأ بالحزن والمدقوق على لوحة الصمت بمسمار ..
لأصل لنتيجة حتمية أن البيت بداخلك أعمق من أن تحمله الحروف

سعاد ..
كما " أحاديث الأبواب " * للبيوت أصوات
كما لو كانت أشياء عظيمة .. هي بالفعل أشياء عظيمة
تخاطب العتمة والطريق طويل والبؤس مكشوف ..
سأحتفظ بهذا النص وأقرأه كلما رغبت في مغادرة الحياة بخطوتي الثقيلة ..


* لأحمد مطر .


صدقني يا أخي السعيد ..بعض الأشياء أسهل بكثير من الغرق لنعرفها هي فقط تحتاج لأن ننصت قليلا

أخي الكريم جدا
أسعدني حضورك فكيف يكون أحتفاظك بالنص .... كن بالقرب دئما
محبتي

سعاد 04-22-2017 07:53 PM

عزيزتي نادية المرزوقي

عندما اتأمل الاشياء التي حولي أزداد يقينا أنها تحس ولكننا لا نفقه أحساسها ..
للبيوت أسرار مقولة ربما لم تكن تقصد من يسكن بداخل البيت فقط ..تلك الجدران التي علقنا عليها أحلام الطفولة .. واتخذنا منها دفاتر قبل حتى أن نتعلم
كيف نمسك بالقلم .. عندما نغضب نضرب الجدار .. واحيانا اخرى يضربنا الجدار ..
عزيزتي
مرورك الراقي شرف قصتي ..، فلا تحرميني حضورك
محبتي


الساعة الآن 09:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.