منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   تفكـير بصوتٍ مسمُـوع ..! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=13807)

عبير العلي 01-15-2009 01:30 PM

.

.


لجسدي جُغرافيا تستحِقُ أن تُؤرخها
كـ مفازةِ رغَـد !

عبير العلي 03-02-2009 05:12 PM

.
.


نشيج نفسي ,
والروح تأن من فرط تغييبنا لنا , أسير وأنا مُحملةً بهاجسك الذي
لا يخبو ولا يقل حتى بتُّ لا أعلم من يفوق الآخر بداخلي تمكناً :
أنت ... أم وهجُ حبك !

على صدر أوراقي سأشكوك وأنت الخصم والقاضي
و بيني وبين نبضي سأعترف لك كم أنت ماكنٌٌ في الروح وإن كابر
اعترافي في الظهور ..


سأسير يا حبّة الروح وسط هذه الجموع الرديئة , بين ثُلة المخاتلين و المرائيين بعقلٍ لا عقل فيه , سأسير وأنا أستهدي
بسناك داخلي وأجعل منك لي مناراً ... ولو لم أصله !

عبير العلي 03-02-2009 05:14 PM

.
.

" أيها الرجل الذي لا يقوى على السعادة، اشتمها ، أمسك يدها ، تطلع في عينيها.. أما أن تبقى مصلوباً كالجثة ، فهذا لا يغفره أحد ! " *


هم كُثر كهذا الرجل ياعبدالرحمن ! يركلون السعادة بسذاجه
ثم يبكونها عند فقدها ... قد تكون الآن تترقرق كجدول أمام
أعينهم .. كنسمة غيمه .. كرائحة قهوة ممزوجة بالأغنيات
ككل شيء باذخ .. جميل , ولكن لا يرون شيئاً لا يرون إلا أنفسهم !

أنفسهم لن تغفر لهم
سعادتهم المفقدوة لن تغفر لهم
عينها .. يدها ... رائحتها لن تغفر له أبداً,
و لا أنا !!








* عبدالرحمن منيف
من قصة حب مجوسية

عبير العلي 03-17-2009 10:23 PM

.

.

مشهد 1
المكان : الخبر
الزمان : 1415



- تدرين وش باطلب بابا هدية نجاحي ؟
- إيش ؟
- يغيّر اسمي ... ما حبيته !
- طيب وش بتسمي نفسك ؟
- أشجان !!!


أشجان ... أشجان هذا المساء يا أمل بُعيدك
هل كان هذا الحوار من ذاكرة طفولتنا كمسار قدر رسمته لنفسك مُبكراً ؟ تتنازلين برضاك وبحلم طفلة عن الأمل لتغرقي مُبكراً في وحل الشجن
هل الأقدار تتأثر بتصرفاتنا و تصطبغ بأفكارنا ونظرتنا للحياة
هل تحمل هاجسنا وحماقة كلماتنا التي تخرج جِزافاً ؟
الأمل لم يرق لكِ يوماً ورغبتكِ في أن تكوني أشجان تحققت يا أمل , غدوتِ شجناً أتخذ له في قلوبنا محلاً وأصبحت حلماً لن تناله الأيدي مجدداً !

آه هذا المساء مكتظٌ بالشجن وعينا " شهد " تحاصرني .

عبير العلي 03-17-2009 10:24 PM

مشهد 2

المكان : الرياض
الزمان : 1420




- أقولك سِرّ .؟
- هات
- شفت عادل أمس
- صاحب الظل الطويل ؟
- لا تسميه كذا
- شفتيه ... وبعدين ؟!
- ............
- اعقلي يا بنت ... خلينا نخلص ثانوي وجامعه قبل, بعدين فكري في صاحب الظل الطويل
- يوووه قلت لك لا تسميه كذا !



صاحب الظل الطويل رأيته أنا الليلة يا أمل
لم يعد صاحب ظلٍ طويل ... انكمش كثيراً , وغدا كسيراً
أراهن أنه الآن صاحب حزنٍ طويل طويل
لم أتصالح معه أبدا قبل هذه الليلة , كان يجلس في ركن قصي مُكتفياً بلبس شماغه بلا عقال
ذلك الوسيم أصبح شيخاً هرم , لم أغفر له اختطافه لك مبكراً من عرش أحلامك .
كنت مجازفة , اعترفتِ لي بهذا لاحقاً , ولكنك انسجمتِ سريعاً مع دور الأم وربة البيت
ضحكاتك ذات الغنّة المميزة استمرت ولكن سكنها حزنٌ عميق لا يكتشفه إلا من ولدت هذه الضحكات معه مبكراً وربى بين أسرارها و يعلم كيف يستثيرها
ضحكاتك هذا المساء يا أمل اسمع صداها في منزل والدك نشيج يتردد
وصاحب الظل الطويل يناجي هذا الصدى بعبرات يكتمها !

عبير العلي 03-17-2009 10:25 PM

مشهد 3

المكان : جده
الزمان :1429




- وش السرّ يا عبير ؟
بدون إجابة أشير لها إلى صدري متجاوزة جراحه النازفة ناحية القلب
- يعني شلون ؟
- الحب هو الحل الحقيقي لكل شيء يتعبنا في هذه الحياة , معنوياً أو مادياً , حينما نحب أنفسنا بصدق ونحب من يستحق ستكون جميع أشجاننا آمال ...


هل قلت لك أشجان يا أمل ؟!
تذمرتِ كعادتك من فلسفتي وطلبتني أن " أحكي عربي " وحين بحت لكِ بآخر سر
في عمر معرفتنا وسربت لكِ ارتباكات قلبي و كيف أتعاطى الحب مع " ..... " تعباً وتيهاً وفرحه رغم كل شيء ... فأصبح طبي و طبيبي
تنهدتِ بعمق وقلت " عادل ما يحبني ! "
لا أستطيع أن أغفر لنفسي الآن لأن دمعتك تلك الأُمسية تدحرجت على خدك كحبة لؤلؤ بسبب خرافاتي
أفهمتك أنها مزحة وخيال أقتات به , ثم حدثتك كثيراً عن فائدة نظرتنا الإيجابية للأمور وكيف ستنهي معه أي معاناة ... ثرثرتُ كثيراً ولكن صمتك استوقفني ونظرتك الخاثرة كانت تهزأ من تطلعاتي . نصف ابتسامة حلت محل الضحكات الناضحة ألقاً قبل سنوات تخبرني كم اليأس ماكنٌ من روحك كتمكن ذلك الخبيث من أطرافك !

كنتِ تحبين الأسرار وتبدئين حديثك بقول " أقول لك سر " . نحن لا نقول هذه العبارة إلا إذا كنا ممتلئن حديثاً وسنقوله لأول من نلتقيه , وكنتُ وجهتك التي تملأينها بأسرارك الصغيرة وأحلامك البسيطة .

لم أمارس معك " الطبطبة " يوماً , كنت أقسو لأجلك ولأجل أحلام طفولتنا
واليوم أتمنى أن تقولي لي سراً آخر حتى أطبطب على كتفك طويلاً و أوافقك في كل كلمة .

اعترف لكِ بأنني تهربت مؤخراً منك وتجنبت لقائك , اعترف بأنه كان ضعف مني وجزع . فآخر مرة رأيت فاطمة الحبشية تساعدك على الجلوس بعدما تعطلت حركة ساقيك أحسست بوهن شديد . صُدمت حينما حسرتِ عن شعرك أو ما تبقى منه لأتذكر كيف كان على الدوام ثائراً وجامحاً كفرس أصيل في ميادين الزهو . كنت أضعف من أن أزورك مرة أخرى لتبدأ جلسة الذكرى والمقارنة وتعودي لتسأليني ... ما السرّ يا عبير ؟!

عبير العلي 03-17-2009 10:27 PM

مشهد 4

المكان : أبها
الزمان : 18 / 3 / 1430





- هلا لولو
- عبير هل وصلك خبر عن ......
- من ؟
- .........
- تكلمي لماذا تبكين لولو ؟
- أمل !


لم أنتظر لولو تكمل حديثها , فقد كنت كجميع من حولك نعلم أن النهاية وشيكه ولكن يقيننا يجادل الأقدار بصلفٍ دائم حتى يصرعنا بفُجاءته
حينما ابتلع البحر خالد قبل أشهر ورشحتني والدتك بأن أنقل لك الخبر لأني صديقتك المقربة , تأخرت كثيراً في أخبارك لأجد مدخلاً مناسباً للحديث . كان العجز وقتها قد وصل ذراعيك ففضلت تناول عشائك الخفيف من يدي , كنت أناولك رشفات الشوربة وتستقبلينها كطفلٍ بدأت خطواته للتو , عدتِ طفلة وسرحت كثيراً في هذا البياض الممزوج تعباً أمامي . لم أقل لك سراً كرغبتك الدائمة في بدء أي حديث , بل مهدت كثيراً حتى مللتِ وسألتي:
- من مات ؟ قولي واضح عليكم أنه في شيء صار
- خالد
- يا الله ... يعني أنتم تنتظروني أنا أموت , ويموت خالد قبلي ؟!


لم تسألي كيف مات وهو الذي يصغرنا بعامين ولم استطع البقاء أكثر بجوارك فقد آلمني تصريحك بانتظار هذا الشبح الذي نفزع منه جميعاً

كنت في طفولتنا مثار سخرية أبناء حارتنا لكثرة بكاءك وضعفك , واليوم جميعنا مثار سخرية لبكائنا وضعفنا أمامك كلما رأيناك مسجّاة على سريرك الأبيض .
الأقوى يظهر في النهاية , فما البدايات سوى وهم !

زارك من انتظرته منذ عام , زارك بالأمس ولا أعلم كيف كان مع بضاضة جسدك ورقة بسمتك . زارك وتركنا خلفك نكتظ بالشجن بلا أملٍ هذه المرة .

عبير العلي 03-17-2009 10:27 PM


المشهد الأخير
المكان : منزل والد أمل
الزمان : بعد القبر بساعات





- ماما كانت تحبك
- وأنا أحبها جدا وسأبقى
- قالت لي أن عندك صور لها وأنتم صغار ... تعطيني ؟!
- حاضر , بس توعديني ما تبكي بعد

هزت رأسها بالموافقة ... وخنت أنا الوعد بالحال لأغرق في نشيجي بين يديها , شعرها ثائر تماماً كأمل وعيناها ذات وميض يتقاطع مع عيني والدتها .
ناولتني كأس الماء الذي أحضرته لها , تبادلنا الأدوار سريعاً , لم نعلم كيف نواسي بعض

طلبتني أن آخذها لوالدها فزحام المنزل لا يتيح لها رؤيته . وصلت لباب علمت أن وراءه يجلس صاحب الظل الطويل , كانت كلمات العزاء بيننا مبتورة وغارقة في حيرتها من يواسي الآخر .
أخذ شهد, بكرهما, لصدره و شاركها النحيب .
تصالحت معه هذه الليلة فقط , غفرت له حرماني من أمل , غفرت له شكواها منه التي نقلتها لي مراراً . لم تكن دمعاته سوى دليل إدانة لحب أمل .
وددت لو أملك طريقة لأخبرها بهذا المشهد وأطمئنِها بأن لديها ذات السر الذي سألتني عنه كثيراً " ما السرُّ يا عبير ؟ "




أمل ... كتبت عن كل شيء , و لأي شيء
فكان حقاً علي أن أكتب لك وعنك
لروحك الوداع , ولقلوبنا الصبر


الساعة الآن 05:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.