الأيامُ التي مضت تعودُ بكاملِ جبروتها
لاشئ يمضِي وإن مضى
فإنَّ ذِكراهُ تعود

أبعتذر عن كلِّ شي
الا الهوى … مال الهوى عندي عذر

هل حقاً إعتذر عن كلِّ " شي "
كان ذاكَ الإعتذارُ وهماً عبَرَ بهِ إلى شاطِئ أحزانِه

قَدْ تَكُونُ حُروفُنا هِي مكونات أرواحنا التي ترحلُ في مجرّات الزمن
وتطوي المسافات كي تصِل إلى أرواحٍ أحببناها لأنها توآئمنا التي
لم نسعد بلقآءها ذات قدر

يُقالُ إنّْ أعذبَ الشّعرِ أكذبه
وأقولُ لن يصِل إلى الشّعِر العذّب إلاّ من مرّ بمعاناةٍ من نوعٍ خاص

إحساس رآئع من دايم السيف
وإنْ لجمَ شِعرهُ وأناخَ رِكابَهُ فإنّه لمْ يزَل غريب الدار

أصّْعبُ ألأيامِ تِلكَ التِي لَمْ أشّْعرْ بِها
لأنِّي لَمْ أكُنْ داخل الزمن …

أخبرتنِي رُوحِي بِأنَّ لِكلِّ شئٍ رُوحٌ بِهِ تحيَا
فأصبحَ لِكُلِّ شئٍ لَدِّيَ مَعنَى
فالحجَرُ الأصَمُّ يشّْعُرُ بالعابِرِينَ
والزَّهْرُ يبْتَسِمُ للحَالِمِين
والصَّحْرَآءُ تَعْرِفُ مَنْ دَرَجَ عَليهَا
والْشَّجَرُ يُظِلُ العَاشِقِين
والأمَاكِنُ التِي مَشينَاهَا تَحِنُّ إلَيْنَا
ونَحنُ نَشّْتاقُ إِلَى مَامَضى مِنَّا
إلَى أَمّْسِنَا ومَاضِينَا
وتَتَنَاغَمُ أروَاحُنَا مَعَ الْكَونِ والأَرضِ والسَّمَآءِ
وَكُلُّ شئٍ يَحْتَوِينَا
ويُصّْبِحُ الزَمَنُ لاشَئَ
فإِنَمَا هُوَ سَرَابٌ خَادِعٌ لانَرْتَوِي مِنْهُ ولاَ يُسّْقِينَا