![]() |
يعتذرون منك ليس بسبب تبكيت الضمير الذي هبط عليهم ، أو اِدّكارهم اجتراح تلك الحماقات في حقك ، وكلم مشاعرك في أحايين ، وإنّما لكي لا يتحولون هم أو أبنائهم إلى نسخ مشابهة منك . ولعمري لم أر أقذر من هكذا اِعتِذار . |
يا أبتِ لِمَ هذا التشاؤم ؟ ستغمرنا الغبطة قريباً . يا بني لا تبعد عن الحق ، حين تبلغ من الكبر عتيا ستعرف أن الفرح غير موجود إلا في عقول البلهاء . يا بني خلقت لتحزن فلا تفكر في الفرح مطلقاً . ابتسم للمارة والغرباء ولا تدعهم يعرفون عن أتراحك شيئاً ، وأنثر مدامعك على وسادتك ولا تدع أي مخلوق يراك . |
بالأمس كنت أنا واليوم لست أنا ياليت الزمان يعيد ذاك الأنا إلى أنا كنت أنا السعيد بلا سبب ، والمجيب بلا تبرير ، واليقظ بلا وسن ، والساقي بلا دلو ، والوجه بلا قناع . كنت أنا الكلمة في فم الريح ، والقطرات في أحشاء الغيم ، والنجم في صفحة السماء والجذوة في الليل المدلهم ، والظل في النهار المتوقد . كنت أنا يد الطبيب ، وفأس النجار ، ومنجل الفلاح ، ومكنة الحائك . كنت أنا جسارة الثائر ، وصبر المبتلى ، وهيام العاشق . كنت أنا الصوت لمن لا صوت له ، والأمل لمن لا أمل له ، والنبض لمن لا نبض له , والمأوى لمن لا مأوى له. كنت أنا الينبوع للصادي ، والدواء للعليل ، والسيف للضعيف . كنت أنا الحياة والحياة كانت أنا ولكن أنا الآن لست أنا |
" من الآخر " لا أرضى بالذل والخنوع . أي حب يقوَّض رجولتي لا أريده . أي صداقة تفوح منها رائحة الغيبة وعدم الصراحة لا أرغب بها . أي شخص يسخر من مشاعري ويحتقرني لا يستحق أن يكون في قلبي . أتدري لماذا أصفح وأغفر عن كل من رماني بسهامه ؟ حتى لا أنشغل به وأجيء إلى الله بقلب سليم . |
بدأت أراقب نفسي وأتأمل تصرفاتي بعد أن تصفد شيطاني . تعجبت جدًا ، وخجلت من نفسي ، وتراءى لي أنني أهرمان آخر . هل هذا أنا فعلاً ؟ أين الملاك الذي يسكنني ؟ هل قُتل ؟ وكيف قُتل ؟ ومن الذي قتله ؟ وإن حطم الشيطان أغلاله وعاد إليَّ ، ما عمله الحقيقي ؟ هل سيجلس في المقاعد الخلفية كمخرج مسرحي ، يصفق بيديه على كل دور شرير أقوم به ؟ . وإن جاء يوم الحساب ، ووقفت أنا وقريني أمام الله ، وسأل شيطاني ، لماذا أطغيت عبدي ؟ ماذا سيجيب ؟ هل سيكون جوابه: ( ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد ) ؟ . هل أنا الآن في ضلال بعيد ؟ كنت أظن أنني أمشي على المحجة البيضاء ! . أُفٍّ مني ، ما أسهل أن أخدع نفسي ، وما أسوأ أن أراني أستاذًا إزاء شيطاني . |
...
في بعض الأحيان حين تكتب قصة أو خاطرة تضطر أن تخلق أشخاص وهميين وأحداث لم تحدث لأسباب عدة ومنها تطوير الخيال وصقل الموهبة ، ولكن المشكلة فيمن يقرأ ما تكتب لأنه سيجيء إليك ويتهمك بما ليس فيك . تذكرت كلام الأديب غسان كنفاني هل لديك حبيب ؟ لا , لمن تكتب ؟ لنفسي , لنفسك ! كلام حب ؟! نفسي تستحق الحب أكثر مما يفعلون. |
إذا أزمعت الرحيل ، اترك أثراً يجعلني أحبك واشتاق إليك . |
الألم المستمر هو أن تحب شخصًا ولا تخبره بذلك . |
الساعة الآن 04:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.