منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ظلال تحترق | محمد البلوي (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=30514)

محمد سلمان البلوي 06-01-2012 12:16 AM




كلَّمَا طًارَ الشَّوْقُ بي إليْكِ صَاحَ الشَّوْكُ بي:
يا فتى تَعَقَّلْ؛ إنَّ الوردةَ الـ تُهْدَى إلى مَيْتٍ تَمُوْت.

***
محمد البلوي
يتبع ...





محمد سلمان البلوي 06-01-2012 12:18 AM




على الطَّريقةِ الهنديَّة أحبُّكِ،
في النِّهاية؛
لنْ تموتي؛ وإنْ أطلقتُ عليكِ ألفَ رصاصة،
ولن أنساكِ؛ وإنْ فَقَدْتُ الذَّاكرة،
أو تبيَّنَ لي أنَّني أصلًا بلا ذاكرة،
أو أنَّكِ لم تُوْلَدِي بَعْد.

***
محمد البلوي
يتبع ...





محمد سلمان البلوي 06-01-2012 12:21 AM




دعوها صرخاتي تضيع في المدى،
إنْ تلقفتها آذانكم؛ تموت.

***
محمد البلوي
يتبع ...





محمد سلمان البلوي 06-01-2012 12:28 AM

ظلال تحترق / محمد البلوي
 


:: فقط .. لأنَّكِ تُحبِّينَهُ ::

البابُ الذي يتنكَّرُ لصديق؛ لا أحبُّه،
والنافذةُ التي لا تسمحُ بتسلُّل رائحة البنِّ إلى فنجاني، والسلام إلى جريدتي؛ لا أحبُّها،
والسقفُ الذي يُغِيرُ كالصعاليكِ على قافلة أحلامي ليسرق منها اسمي؛ لا أحبُّه،
والجدرانُ التي تمتعضُ من صمتي، ويزعجها التصاق ظلِّي بركبتها وبكاؤه على كتفها؛ لا أحبُّها،
والسريرُ الذي يستأثرُ بالنوم كلِّه؛ ويتنازلُ لي عن حصته في الأرق؛ لا أحبُّه
والوسادةُ التي تثرثرُ كثيرًا عنكِ؛ ثمَّ تتذمَّرُ من رائحة عرقي؛ لا أحبُّها،
وفنجانُ القهوة الذي يصرُّ على قراءة كفِّي وهو ينفثُ دخان سيجارته في وجهي؛ لا أحبُّه،
وقطَّتي التي تلتهمُ عصافير الجيران، ثم تخفي ريش ضحاياها في جيب معطفي؛ لا أحبُّها،
وكلبُ جارتي الذي يعتقدُ أنَّه فأر، ويلوذ بالفرار من قطَّتي كلَّما حاولتْ أنْ تراوده عن نفسه؛ لا أحبُّه،
والطريقُ التي يضيقُ صدرها بغريبٍ مثلي؛ لا أحبُّها،
والرصيفُ الذي لا يتسعُ سريره لمتشرِّدٍ يُشبهني؛ لا أحبُّه،
والرصاصة التي تنفذُ من صدري إلى صدر أخي؛ لا أحبُّها،
ولا أحبُّني؛
لأنِّي أحببتكِ قبل أنْ أحبَّ نفسي، وأكثر من محبتي لها،
ولا أحبُّكِ؛
لأنَّكِ أقنعتني أنَّ الحبَّ شجرةٌ، وأنَّ فأسك لن تنال منِّي،
ولا أحبُّ كلَّ امرأةٍ لا تُحبُّني،
وكلَّ امرأةٍ تُحبُّني ولا أحبُّها،
وفيما عدا ذلك؛
قكلّ مَنْ وما تُحبِّينَه ولا أحبّه؛ أحبُّه،
فقط؛ لأنَّكِ تُحبِّينَه.

***
محمد البلوي
يتبع ...





محمد سلمان البلوي 06-01-2012 12:29 AM



:: خيانة الماء ::

نتمرَّنُ على الغياب حتَّى نُتقنه،
ونُمارسُ لعبة الاختباء حتَّى نختفي.

وأنا الغائبُ؛ مُذ كان الغياب يحبو على شفق الفكرة، وكانت له وجهة واحدة.
المُختبئ؛ مُذ كان الاختباء نعامة تدفن رأسها في الرمال لترَى بأُذُنّيها.
المختفي؛ مُذ كان الاختفاء قبعة ساحرٍ مُبتدئ، وكان الساحر طفلًا يُحاول أنْ يتقمَّصُ شخصية الباب.

أرسم بالطبشور الأحمر خطًا فاصلًا ما بين الجرح والجرح،
وأقيم بالسطر الفارغ سدًَّا شاحبًا يقف في وجه اندفاع الحرف،
وأطرق كل الجدران المُحيطة بي بحثًا عن باب مُحتَمَل،
لا لشيء؛ إلَّا لأتأكَّد أنَّ البابَ مُغلَق، وأنَّ الاحتمال مُحَال.

لم يُعلِّمني أحدٌ البكاء؛ وًلِدتُ باكيا،
ومن أمِّي تعلمتُ الابتسام والضحك،
ومنكِ تعلَّمتُ أنَّ الضحك أنواع، وأنَّ الابتسامات مقاسات وألوان يغلبُ عليها الأصفر الباهت.

فحين يخون الماءُ الماءَ
ينبتُ الظمأ على ضفاف السراب،
وتتشقَّقُ شفاهُ الجداول،
وتكفرُ السنابلُ بالغيمات.

كالريح؛ سرقتُ معطفَ الوقت، ومضيت،
وكالنافذة التي تحوَّل قلبها إلى ساعة حائط؛ بقيتِ مُنتظرة،
لا شيء يُجبرني على العودة إليكِ،
كما لا شيء يُجبركِ على انتظاري،
والحب الذي كان كافيًا لأن يُقيِّدني بكِ إليكِ؛
كان كافيًا لأنْ يُحرِّرني منكِ.

الحبُّ عذري؛ وإنْ أخطأتُ في حقكِ،
والحبُّ ذنبكِ؛ وإنْ التمستُ العذرَ لكِ،
قدري أنْ أكون سحابة الشوك التي تنجلي،
وقدركِ أنْ تكوني الوردة، والشوق، والظمأ.

***
محمد البلوي
يتبع ...





محمد سلمان البلوي 06-01-2012 12:31 AM



:: صديقنا اللدود ::

الوقت:
كذبةُ الرَّمل،
وخدعةُ الظلِّ،
وحيلةُ بائع الساعات الذي ينجحُ - دائمًا - في إقناعنا بشراء الوهم،
ولعبةُ الأطفال التي نُحاول كسرها كي لا يتقدَّم بنا العمر؛ فلا تنكسر،
والقيدُ الذي يُزيِّنُ معاصمنا ونحن نقفزُ في الهواء فرحًا بحرِّيتنا، أو ونحن نتأنَّق - على عجل - لموعد غرامي مُفاجئ، ونجتهدُ في إخفاء شعرة بيضاء ظهرت بغتة في رؤوسنا قبل الموعد بدقيقة واحدة.

الوقتُ الذي يمرُّ مُختالًا كالطّلقة، ويقطعنا كالسيف، ويُرافقنا - وهو يُربِّتُ على أكتافنا - إلى مواعيد الانتظار؛ ثمَّ في طرفة عين؛ يتخلَّى عنَّا، ويتنكَّرُ لنا؛ مُتعلِّلًا بارتباطه بموعد آخر، مع مقعدٍ آخر.

الوقتُ الذي ينصحنا بالانتظار ولا ينتظر، وبالصبر ولا يصبر، وبالتأنِّي ولا يتأنَّى، وإنْ استعجلناه لا يتعجّل، أو استبطأناه لا يأتي، أو استبقيناه لا يبقى، أو استثقلناه لا يرحل، وإنْ ضقنا به ذرعًا جَثَمَ كالهَمِّ على صدورنا.

الوقتُ الذي نستأمنه على أعمارنا فيسرقها، وعلى أجسادنا فيستهلكها، وعلى قلوبنا فيحرقها، وعلى أرواحنا فيُفنيها، وعلى ذكرياتنا فيمحوها، وعلى أحبائنا فيقلبهم علينا.

الوقتُ الذي يقرأُ جريدة اليوم قبلنا، ويُعدُّ فنجان القهوة معنا، ويحضِّرُ حقيبة السفر لنا، ويغلقُ باب البيت خلفنا، ويستوقفُ عربة الريح لتُقلّنا إلى الغربة، ويحرسُ البيتَ بعدنا، ويكونُ معنا، وفي وداعنا، وفي استقبالنا، ثمَّ يحضرُ بنفسه مراسم دفننا، ويتقبَّل العزاء فينا، وهو يتصفَّحُ صُحف الغد كلّها، ويطالع (باهتمام بالغ) صفحات: المواليد، والأموات، والمناسبات، والحوادث، والحروب، دون أن يعرّج – كالعادة - على صفحات الأدب كي لا يضيِّع الوقت.

الوقتُ الذي لا تنفكُّ عقاربه تلسعنا، وثوانيه تجلدنا، وينفدُ منَّا؛ مع أنَّنا لا نمتلكُ فيه أو منه شيئًا، وكلما حاولنا قتله قتَلَنَا، ولا يزال يستمتعُ بقتلنا، حتَّى نقتله؛ فنموت.

***
محمد البلوي
يتبع ...





محمد سلمان البلوي 06-01-2012 12:34 AM



:: عيون مالحة ::

أعرفُ ما يُبكيكِ، ومَنْ يُبكيكِ،
هذا الذي حَوَّلَ خارطة الوطن إلى خارطة حُزن، ويَتَّمَ الطيرَ، ورَمَّلَ الشجر، ولطَّخَ وجه الغيم بلون الدم، وأطلقَ الموتَ يُعربدُ في شوارع حيِّنا كأغنية نشاز، تنقرُ بأصابعها على أطراف جباهنا فتفرُّ منها الحياة، وكلَّما غَفَرَ سقطَ رأسٌ مِنْ شُرفة بيتٍ، وطارتْ قدم، واختَلَطَتْ برائحة الصبر رائحةُ الغضب.
لو كان رجلًا لرَحَل، ولو كنَّا رجالًا لتَعَجَّل، ولكنَّه كهو؛ رسولُ ظلام، ونحن كنحن؛ سيوفُ كلام، إلى أنْ يَبلغَ الفطامَ لنا رضيعٌ هُمَام؛ وقد بَلَغ.

***
محمد البلوي
يتبع ...





محمد سلمان البلوي 06-01-2012 12:36 AM



:: هذا أنا أو أنا ::

أوَمَا استمعتْ عيناكِ لصدى النور، وهو ينحتُ ظلِّي فوق السطور، حتى يذوب وأتصاعد ضياءً أنا؟!
أوَما شقَّتْ أذناكِ صدر الظُّنون، وتلمَّستا وجه اليقين فيما أقول؛ حين أقول: يا أنا؟!

هذا أنا؛ من فوهة الحرف جئتكِ ثائرًا؛ فأميطي عن وجهكِ غباء السؤال، وانفضي عن ذاكرتكِ غبار النسيان، واقرئيني مُجدَّدًا، علَّ الحرف يُعيد إليكِ بعض ما كان من حديث الوردة للندى، والنغمة للمدى.

هذا أنا؛ من أول السطر؛ حتّى آخر الحبر، ومن بدايات العذر؛ حتّى نهايات الصبر، جئتك مُجتمعًا، لأعيد إليكِ بعضكِ، وأستردّ كلِّي منكِ، أتلفُ كلَّ الأسئلة الفاسدة في رأسي؛ وأرجم غيابكِ بالصمت، وأحرقُ كلَّ الأجوبة الكاذبة في صدري؛ وأطعم أعذاركِ للموت.

هذا أنا؛ من طين أرَّقه الجرح، ومن ماءٍ أجَّجه القُبح، جئتكِ مُنتفضًا، أجرُّ خلفي رماد عهودكِ، وسراب وعودكِ، وأتصدَّعُ ألمًا، أتصبَّبُ ندمًا، كفاني أقلِّم أظافرَ عقلي؛ كي لا يخدش مرآة روحكِ، وأروِّض فيَّ جرحي؛ كي لا يجمح رغم جموحكِ، كفاني أهشُّ عليكِ بقلمي، وأخصفُ عليكِ من ورق أدبي، كي أواري سوءة غرورك، وأستر قبح ظنونك.

وتسألين يا أنا: من أنا؟! وما أنا؟!
وتسألين: من نبَّه الرِّيح من غفلتها، وأيقظَ الدمعة من غفوتها، وأعطى للقلب شراعًا، ومنح للروح جناحًا؟!
مَنْ أسرجَ خيلَ النسيان، وقدح زناد الحرمان، وتوارى خلف الأعذار، وتلاشى كخيوط دخان؟!

هاتِ قميص الغياب، وذاكرة الأبواب، والخطى، والمدى، والأفق البعيد؛ وليحكم فيما بيننا قلب رشيد.
هاتِ بقايا حبري وحبركِ، وحزني وحزنكِ، وجرحي وجرحكِ، والذنب الوحيد؛ واستنطقيها كلَّها: من ضيَّع الحلم السعيد .. من ضيَّع الحلم السعيد؟!.

***
محمد البلوي
يتبع ...






الساعة الآن 06:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.