رغمآ عني ..
أنام على كتف الشمس ..
أستحضر جدتي بعكازها الذهبي وهي تهش به على العتمة ..
وفي فنجان قهوتي كانت ضحكة أبي تزركش بقايا البن ..
وعلى مقربة من شهقتي .. رأيتك ..
كنت تأتي إلي على متن صدفة حمقاء لا تلم بتضاريسي ..
وحين أشار إلينا تيتان بنوره الشاحب ..
كنت أنت السراج الذي أضاء الروح ومكث في أضلعي ..

رغمآ عني ..
أناوش " الأنا" .. وآمرها بأن تغط في تواضعها بعد أضغاث الغطرسة ..
قيل : بأن قلبي قد صُنع من طين ناري .. لازب الدر ..
وأن نفسي قد كساها الحكمة البيضاء ..
وثمة بريق لروحي .. ونبضات بهية لوعيي ..
هم لا يعلمون ما اعتراني ..
حتى برحت كائن غير محسوس ..
مجرد طيف يجوب الزمن .. ولا يلم بعنوانه أبدآ ..
على أرصفة السماء ..

رغمآ عني ..
أكابد النور .. أنظر إليه من طرف خفي كي لا يخدش حلمي ..
ثم أصفف أمنياتي على طاولة الليل .. وأختار منها فألآ ..
أدسه في علبة حريرية .. وأطبع جناحآ على مقلتيه ..
أحلق به إلى سفح نجمة مشاكسة ..

رغمآ عني ..
أسير في درب شائك وملتوي على ضفة الزمن ..
أقترف البحث عن ثمرة النور المهتوكة ذات ظلمة نائية ..
وأشجار السرو وحدها تأكل الضوء .. وتنبت الفئ بين الخمائل المحتدة الطباع ..
وعلى بعد تنهيدة من صوتي .. أراها تيك الشمعة والعشب يربت على ذوبانها ..
أحملها في قلبي .. وأستعين بها على بلوغ مأربي ..

رغمآ عني ..
أعقد ظل ناري على إبهام الذكرى ..
والحريق على نواصي القلب يستعر
كان وشاح الألم يكتنفه البِلى ولا يستر منكب الروح ..
وشئ مني يعكف على لملمة الباقي من كينونتي ..
أغزل منديلآ وألقيه على ضفائر الليل ..
وأدع النجوم تمكث في هذا الإحتفاء بالحزن ..
رويدآ حتى يقبل زائر الفجر .. النوم ..