![]() |
رائحة العِطر وأنفاس الصَّباح تبعث الخدر في ساحات الأيام , لستَ تدري أين يذهب بك وأنت تسطر ما بقي من دقائق لترويها على جدار الوقت , كم من عقل تحتاج لتدرك معنى الأحلام التي تسابقك , وأنت في الرّيح تدفن صوتك لتنقله إلى السماء مخضَّب بالنهايات , ما أجملك أيّها الصبح حين ترتدي جباه المحزونين ساعة غيّ لليلٍ بهيم , وأنت تتراقص كالفراش في أدمغة الورى , تعلن بدأ خليقة ممزوجة بالحنين والأشواق , تكبح جماح الحزن , وترسي التغافل عن كل الأشياء التي بلا لون . |
وحين تهدد أمواجك هذا المركون في أيسر الصَّدر , تزفر سفن الحنين مزامير الوعود , وينحني البحر على شفير شمسٍ غائبة . |
كما أغلبُ ذات الصباحات المُنتشية بفوضويَّة الغُربة, أنثُركم على مرأى السنون الباكية إثرَكم , أستَطيلُ بِكم هُربا ًمِن آفة الواقِع العتيد , ولا زِلت أشعل لفافة الوَقت على بِساطِ ثٌكلِكم وأسَتندُ صامِتا ً برفق على تِلك الشظايا التَّهِمَة التي لطالما كَبَّت بعقلانيَّتي غَرق الفراش الحالم بيقظة الجَديد , أمعن النَّظر في قلوبِكم قَبل العَين : أرى الظِلال تَعقِد مِن الالهام حِكاياتٍ كَثيرَة يتخبَّطها الورى بانفتاح شهيَّة ويَنقشها اللَّيليون على جِباه ثِقَتهم لتستميلوا على فضاء السراب ما كثين بحنق , يا سادتي ما فيزيائيَّة التَّجردُ مِن أنفُسِنا.؟ , وما لَونُ عِظامِنا وهي تَخنع لضربِ الرؤى البعيدة ؟ كَم عَددٌ لَكم وأنتُم واحد ..؟ والفصول كاذبة لا يألفها رُعاة الخريف ولا تقوّس الشتاء في حَملته الصَّيفيَّة الحارقة على رَبيع القلب .؟ أما زالَت أحداقُ الهَوى الضّال تَسلبُ مِن الأجفانِ دفء كَينونَتها والريح تسابق الاقدام لتصل قَبلكم في كلّ شيء , أتراها الروح حبَّذت سَطو الخُمول على الإفاقَة الدُّنيويَّة واستَنارَت بتلك الاسئِلة البالية التي تُعاندها أجوبَتها , ما فَرق الركون في إمتِدادِنا وقَد لَفظ العَقل سوءَته على ريق الفجيعَة ساعة ضَبطِ خُطوط اليَد حسبَ الميتَة الواقية لسبيلٍ لا يَحضر .! |
والرَّب أدعوا مخلصا ً أن يرفع البلاء عن هذه الأمّة إنَّه ولي ذلك والقادر عليه . |
ما أضيق حُجَّتك حين تختالين بزهو في منابت القلب فيثمر آخر , بكل اعتياديَّة لا مبالية , تنازع الحياة وأنت أخرب ما يكون داخلك ... ما أظلم العباد حين يتقوّون بضمير غائب , يباشرون لعنة الهروب بكلّ تصيّد لجبين الأبرياء , ويتولّى ظلّهم مسودّا ً كرياح مسمومة تعصف بحال الحال , قل موتوا بغيظكم يا سادة اللَّيل , ما زال هذا القلب المعسول حزنا ً يستجيب لنداء السماء , يعتلي بنفسه وحيدا ً هناك في عالم أبيض يعي قلّة قيمة هذه الحياة وما عليها . |
يارب عفوك إنّي في المصير متعبٌ , شغلتني ذنوبي عنك , ولا ملجأ ولا منجى إلا إليك , كيف يهرب من وجدك , ويبتعد من أحسّ بحفظك , تولَّني فيمن تولَّيت يا أرحم الراحمين . |
اكتسح يا مطر هفوات الأرض , فربّ قطرة يستفيق عليها الخَرِبون . |
سوف يمضي بنا مركب للوداع . |
الساعة الآن 11:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.