منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   ذاكرةُ .. أنف (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=16359)

وشـــاح 03-11-2009 04:56 PM


بدر العرعري ,
شكراً لأنك كريم
و سمحتَ لي باقتصاص بعض وقتك
لكَ الجنة

:

عائشة المعمري
اسمكِ المربوط بالبهجة
طلّي و سلمي عليّ , و اتركي بيدي قليلاً من فرح
و بخفّتكِ يا حمامة , أهديني الجناح مرة لأكون معكِ في الغيم
لكِ شكراً و جنة


وشـــاح 03-11-2009 05:31 PM

5. رائحة عايدة ..
 


لتوّي استدركتُ أمراً تغافلتُ عنه :
- "أني عشتُ طفولتي بطفولة الآخرين , و ذاكرتي بذاكرتهم"

في بيت جدي الذي على أبعاده المتوسطة إلاّ أنه كان رحباً جداً من الداخل , فسيحاً جداً من الخارج ننتشرُ فيه فتأكلنا الأزقة و المسالك و تكتمُ "شيطنتنا" أبواب الغرف .. و رغم أننا نحنُ الأطفال نوقظُ هموم الجدران مبكراً بالضرب و الخبط و الإتيان على السلم صعوداً و نزولاً إلاّ أن الأنفس كانت تسعنا و تسعُ حماقاتنا و نحتُ ذكرياتنا ..
كل شيء كان جميلاً و بخير دائماً .. هذه العصافير التي تحتلُ شجرة الليمون تظلُ تمدُ صوتها نحو السماء تغريداً و تلحيناً , و القطةُ التي تسترخي بين النخلتين أو الثلاث نخلات المائلة , خالتي التي تطلَُ علينا من باب المطبخ المفتوح على المُلحق و نحنُ نركض و نمثلُ مسلسل "ريمي" و نظلُ نلهثُ حول حلقة لا نريد لها أن تُقطع إلا بصوتها حين ينادي على وجبة الصُبح .., لا نعطي أذناً للكبار و لا نأخذ بهموم العائلة فـ كل شيء كان يمشي كـ حقيقة مطمئنة و ثابتة حتى صحنُ الجبن و العسل ..

البساطة تجعلُ منكَ انساناً أكثر , تُأصلُ فيكَ حب الحياة و الرغبة في عيشها بأقل التكاليف , تعيدكَ دائماً إلى حقيقتك و تمشّطُ فيك خصلة الفطرة , حتى إذا ما جُمّدت مشاعرنا و صارت وجوهنا كـ المعلبات , شقينا و صارت الأيام تفاحة مُرّة بعفن الذبول تغصُّ بها في منتصف حلقك , حياة رتيبة .. كـ يومي هذا ..

كنتُ أسير متوجهة إلى غرفة المجلس وقفتُ على الباب و سفرةُ الصباح ممتدّة و فوقها قطعُ خبز أطرافها تقوّست و تخشبت على حالها و بقايا عسل و جبن كانت لوردية قامت عن مقاعدها و تركت أكواب الشاي و الحليب نصفُ فارغة ونصف ناشفة ..
جاءت عمتي "عايدة" بإكرام المتأخرين عن الوجبة - و منهم أنا - بطبق بيض مقلي أعدتهُ و اختارت رائحتهُ الشبه محروقة التي حاولت أن أكررها اليوم و ألتقطُ اللحظة التي رفعت عن النار مقلاتها ,.. أندمجُ تماماً و تبدو لي الأبخرة غمامات حالمة أميلُ بأنفي و ذاكرتي بعمق لـ استرداد مشاهد خطفها النسيان مني , مشاهدٌ تقفُ على عتبة اسمنت بعيدة ينفرُ منها سلك حديد متين يثني رأسه مرة أخرى باتجاه العتبة المتآكلة , أبللُ اصبعي بالماء و أرسمُ على الباب البنيّ الغابر ألف صورة و حكاية حتى يتقاطر الباب بالماء و أكتشفُ أن إصبعي كان مكنسة جيدة .. أتركه ينشفُ قليلاً ثم أعود بغمس اصبعي و أرسم بملل خفيف .. صورٌ لا أراها إلاّ بحضرة هذه الرائحة , الوجوه التي نفضت النوم عنها و ربما ضحكةٌ مارقة سدّت عن شقوق الباب مداخل الحزن .. و أشياء كثيرة , أحرقتها شمس الضحى .. أكون على حالي فيرتفعُ صوت أمي:
"يآ في المطبخ طفّ النار"
ألوي ألسنة اللهب و آكل وجبة محروقة , نارها .. لا تشبه أبداً نار أضلعي ..
و لا نار "عايدة" ..
.

فهد الطيّار 03-12-2009 08:09 AM


لعَلّي أقُومُ مِن مَكَانيَ الآن،
وَ أذهَبُ بي بـِ قلبي بـِ أنفي بـِ مِحْفَظَةِ ذكريَاتي
إلى المَطْبَخِ

لـِ أصْنَعَ طَبَقَ فُولٍ أعْدَدْتُهُ لـ أبي يَوْمَ كُنتُ أبلُغُ
منَ العُمُرِ رُبَمَا أربَعَةَ أعْوَامٍ بعدَ عَقْدٍ من تاريخِ قفزي إلى الحَيَاة

كُنتُ قد تَعَلَّمْتُ الطَّبْخَ شَغَفًا به، وَ حينَ أتقَنْتُ صُنْعَ الفُولِ
الذي مَا كانَ لـِ أبي يَوْمًا وَ قد تَذَوَّقهُ بعدَ اخْتِلاطِ أنفَاسي به،

مَدَّ يَدَهُ إلى الطَّبَقِ وَ أنظُرُ وَ جَوَارحي كلُّها تَبْتَهِلُ أن يَنَالَ
إعْجَابَه، وَ يَتَصَفَّدُ جَسَدي قَلَقًا،

حتى أقبَلَت عبارَتُهُ تلك:

الله يَا فهد! تقُول فُول أفغاني.



شُكرًا لكِ كثيرًا
وَ قد صَنَعتِ برائِحَةِ البَيْضِ المَحْرُوقِ أن..
سَقَطَت الذكرياتُ على قلبي وَ تمَطَّت، آخذةً مَوْضِعًا وَاسِعًا
جَرَّاءَهُ، أتُوقُ العَوْدَةَ إلى ذلكَ الزمن، فقط لـِ أعيشَ ذلك اليَوْم.

عطْرٌ وَ جَنَّة 03-12-2009 05:26 PM





[ البساطة تجعلُ منكَ انساناً أكثر ]
وأنتِ ياوشاح .. حُضن الْكِتابة ..الَّذي يَجْعلني أمّ الأطْفال الْعَشرِ
../ وَ ’’ الكحة ’’ المُستشيطة بَعد نَفْضةِ الْغَبار ..تِلك التي أحنّ فِيها
لِرُطوبة صَوتِي وحُنْجرتي .


كمّ أُحبك http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif





نهله محمد 03-14-2009 07:05 PM

وشاح...
مامن شك بأني عندما قرأت لكِ قبل ذلك ولأول مرة
بأنكِ ممن يتقنون السرد بشكل لافت...
حضرتُ هنا وكلي يقين تام النصاب بأن خلف الوشاح قلم لابد
أن يقرأ بهوادة..


وشاح..
في المقاعد الأخيرة من نصك...جلست واعجابي نصفق حين انتهى من ذلك
الحضور قبلنا..

عطْرٌ وَ جَنَّة 04-16-2009 02:57 PM





يَاوِشاح ..
عُنْقِي يُرْهقه الْبَرد ,

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif



وشـــاح 05-08-2009 02:56 AM


فهد الطيّار,
يا الله , هذه الذاكرةُ عيشٌ في عيشْ!
أنتَ تعيش, وتخلقُ من غير علمٍ عيش آخر, لن يتعارض مع لحظتك الآتية,
يُختزل و يكتنزُ الدفء حتى الليالي المُعتمة ..
وقتها .. تتساقطُ عليكَ حياة قديمة تعيشها بوعي حاضر ..
و حزن حاضر ..
و صورةٌ تغالطها " وشوشةُ الحاضر"

يا أهلا بك ..

:

عطر و جنة,
كل خطوةٍ تحت أقدامكِ تنبتُ وردًا
و ربيعًا لا يعرفُ الفصول إلا نفسه

و أنا أيضًا
و أنا ..
.

وشـــاح 05-08-2009 03:08 AM


نهله محمد,
شكرًا لكِ على حبِ سرديّاتٍ ك العبث ..
أقدّرُ لكِ وقتكِ , ومسحةُ يدكِ على شعري ,
و ابتسامتكِ التي التصقت بي ..
لكِ الجنة يا نهله ..

:

عطر و جنة,
هل ضاقت بكِ الأرضُ مرّة!
تعالي في عيني إذًا ..

.


الساعة الآن 12:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.