![]() |
فلتُغادِر كلُّ ذِكرى واحزن ياأنتَ وانّسَى |
تجربة زمن
ومضى .. إلى أرضٍ وفضآء وفِي سيرهِ تعثَّرت بهِ الخُطى لمْ يتفطّن أنّ تِلكَ علامةٌ ربّما مِن السّماء ومضى .. وبعدُ .. ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ عادَ تآئهاً ثقيلةٌ هي الخُطى ثمّ بكى وبعدَ بُكآءٍ عادَ وبَكى وبعدَ عُمرٍ إنقضى ثمّ مضى راودتهُ نفسهُ ربّما وذاكَ يعنِي ربّما فلبِسَ الدَّرعَ وأسرجَ الخيلَ وأحدَّ السّيف ثُمّ تقلدهُ ومضى فلاحَ لهُ طيرٌ يسقطُ مِن السّمآء ونسِي ماكانَ يوماً نَسى .. ومضى |
لاشئ .. يستحق فلا تحزنْ ولا تأسى فإنَّ كُلّ شئٍ سيمضِي وحينَ يمضِي ستقِف ذاتَ يومٍ وتتذكر |
إعزفيني لحنَ موتٍ فأنا نوتةُ حُزنٍ وبقايا سِنين |
أيا ... تآئهاً فِي الدُّنيا تبحثُ عن إشارةِ الطريقِ الذي أضعتهُ ذاتَ دهرٍ مضى ويا أُيُهَا.. مضتْ بِكَ الدُّنيا بينَ أهآتِ ألمٍ وصحرآءِ ظَمأٍ وبقايا من حنَينِ ذِكرى وأيا.. توشّحتَ لِباسَ راهِبٍ ومسوحَ ناسِكٍ وخلوتَ في صومعةِ المَنِّ والسلوى ودنوتَ ثُمّ نأيتَ إلى حيثُ لاضيآء فيُرى فأصبحتَ كسرابٍ يُرى ولا يروي مِن ظَمَأ وأنَا .. تأئهُ الأمّْسِ تأئهُ اليومِ لاأعلمُ مَن أنا ولا إلى أينَ تسيرُ بِيَ الخُطى |
كان وقعُ الحافِرِ على الأرضِ إنقباضُ صَدرٍ مؤلم لأنّ صاحبهُ لمْ يعُد موجوداً لتلك الذكرى بعدَ ألمٍ سلام |
مدُّ البحرِ قدْ أغرقَ سُفنَ الطُمأنينة وتكسرّت السواري وأرى الروحَ تضطربُ إضطرابَ الموجِ .. فلا سَكَن |
" وفي جملة الأحوال " كان والدِي رحمه الله يختصِّر بها الكثيرَ مِن الشرح والتعليل ويُنهِي بها نِقاش الموضوع .. وتعجبتُ حينَ رأيتُ قريباً لِي يستخدمها بعد زمن ويقولها لِي وعلمتُ أنّ أرواحنا تسكنها الذِكرى والذكرى لاتموتُ وإن فنى أصحابُها |
الساعة الآن 02:10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.