![]() |
ربما ...
مهما بلغ الصدق ... مهما سما بالدرجات
يبقى الظن فضيلة ... بالأحرى ... الظن بالذات على كل وجه أن تضمر في النقطة الأعمق ... غير حتى ما تبطن و لا يشبه ما تُظهِر في البقعة التي لا يتسرّب إليها ... إلا من كان قوام شعوره سائلاً شفافا للدرجة التي لا أشعر معها أنه تسرّب ! ذاك الذي ... أتأمله و كأني أشرب كأس ماي بحرارة جسمي ... لا بحرارة الجو المحيط فأرتوي ... و أشبع ... و أفقد الوعي ... و أسكر و أهذي و أبكي ... و هو ... لم يلقي السلام بعد ... رغم كل هذه الفتنة ... أؤمن بفضائل الظن ... التي تهزم كل فكرة تراودني |
على مدى سنوات ... و عندما لم يعد للقول مقام ...
تضخمت الحافظة لدي ... بمكاتيب لم تُرسَل نقرة على أيقونة الحفظ ترسلها إلى رف النسيان ... رغم أن العنوان صالحا و رغم أن الباب كان لم يزل مشرعاً ... لكن في لحظة ما ... يغلب على النفس كبرياء مرّ ... و إحساس بانعدام الجدوى ... لكل ما يكمن في النوايا و إن انفلت من خزانة النوايا ... يعترضه سور الصمت و يستدرجه القلم ... إلى ساحة الورق تتراكم الأوراق ... على هيئة رسائل مبهمة لا تعرف طريقها للعيون أو الأسماع ... تتراكم كالكتب التي أهملها صاحبها مذ سرقه جهاز وصفوه بالــ ذكيّ ... |
و الشوق إلى منه تجبّر ... و افترى
|
من أعاجيب القلوب ... أن ما يفتنها اليوم ... يسيئها غداً
و ما يجذبها بالأمس ... تنفر منه و يبعدها في يوم آخر ! أتراه الملل أو الشبع أم المزاجية ! و هل الكون مكلّف بمن و ما فيه أن يتغيّر دائماً ... كي يثير إعجاب شخص لن يغيّر شيئاً في هذه الحياة حضوره أو غيابه ! |
خطوة إلى الوراء ...
تجعل الرؤية أشمل ... أعمق ... و دون تدقيق على التفاصيل و ربما صار المشهد ... أجمل الروح قد تغفر ما لا تغفره العين ... و تتجاوز عما لا يغفل عنه البصر ... |
لا تتعجل بتكوين رأيك و لا بصياغة شعورك ...
امنح عقلك و قلبك فرصة كافية ... للتشاور في أمرك حتى يتفقان ... و لن يتفقان :) لكنها مهلة ... لتكون متأكداً من نفسك ... فبعض الكلمات التي نسددها و المشاعر التي نفصح عنها ... تهدم ... أو تشيّد تكسر ... أو تعمّر تقتل ... أو تخلق و كن على قدر الكلام و الوعود التي تمنحها لإنسان آخر ... ربما كان ينتظرها منذ أعوام طويلة ... لا تكن سببا في تحليقه في سماء الوهم ... حتى يهوِي في اللحظة التي تجعله كجذع خوى فجأة فانكسر ! |
و هل للعتاب حجم و كتلة و لون ...
كلّما وقفت أمام مرآتكَ ... باحثة عن طيف مارق ... أشعر برغبة قديمة متراكمة تأكلني من الأعماق و تتغذى على أطراف الحنين ... رغبة ملحّة ... للعتاب أرميه كطفلة فقدت معيلها فجأة ... و ما حضرت جنازته تقف كل يوم عند النافذة المطلة على براح فارغة ... ترمي قصاصات ملونة ... و تنظر إلى مجهول تظن أنه يقترب يوماً بعد يوم ... و قد قضت البارحة و هي ترسم مشاعرها بعفوية ... على ورق أصم ... تقصه لعل قصاصة منها ... تقع على القبر الذي أخفاه القدر عنها ... هي قصاصات حرفي ... أرميها من كل نافذة ... و الشاهد وعد فنى ... |
و لا زال الإحساس يترسخ ... و يتجذر مقاوماً كل الظروف
لكن كذلك ... هنالك طمأنينة و شعور بالرضا يكثُر ... قطرة قطرة حتى يمتلئ كأس النفس ... لأعبّه عبّاً بلهفة المتعطش للخلود للهدوء .. |
الساعة الآن 12:29 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.