وهنا بين يدي كتاب حي يتنفس بروح الأوراق يحكي أبيات شفيفة لشاعر مرهف (العباس ابن الأحنف) ومنه قرأت الكثير وسأنثر منه وردا عطرا
أما والذي لو شاء لم يخلق النوى
لئن غبت عن عيني لما غبت عن قلبي
يوهمنيك الشوق حتى كأنما
أناجيك من قرب وإن لم تكن قربي

من (البيت والعالم) لرابندارات طاغور..ومنه انتقيت هذه الرائعة...

كنت من قبل كنهر صغير على حافة قرية لان إيقاعي ولغتي غير ما هما الآن ولكن المد جاء من البحر..
وجاش صدري وتداعى شاطئاي..وتجاوبت أمواج البحر تقرع الطبول في تياري المجنون
لم أستطع أن أفهم معنى ذلك الصوت في دمي..
أين كانت نفسي الأولى؟
من أين جاء هذا السيل الآتي من المجد يزيد في باطني
وتساءلت..هل خلقني الخالق من جديد؟!
وهل أراد أن يعوضني الآن عن طول ما نبذني..

من كتاب (طوق الحمامة) لابن حزم الأندلسي ...
في قال في ذكر أن القلب لا يحب اثنان في آن واحد..
‏(فكما العقل واحد ليس يدري..
خالقا غير واحد رحمان
فكذا القلب واحد ليس يدري..غير فرد مباعد أو مدان )

من روائع طاغور..

‏(إن لم تتكلم..فسأحتمل في الحق صمتك..وسأملأ به قلبي..
سأنتظر ساكنا..في الليلة المتلامحة النجوم..ورأسي حان سيقبل الفجر بلا ريب..وستنقشع الظلمة..
ويسيل صوتك في رعشات مذهبة تتسرب عبر السماء..‏
حنذاك ستتسق كلماتك في أغنيات حول أي عش من أعشاشي وتتشقق أغنياتك زهورا في جميع منعطفات غاباتي..)‏‎ ‎

فلتتسق في نشيدي الأخير كل أنغام الفرح..
الفرح الذي يهيب بالأرض أن تمرغ العشب الغزير الخصيب
الفرح الذي يجعل هذين التوأمين..الموت والحياة يتراقصان في الأرض الرحيبة
الفرح الذي يسوق العاصفة وهو يهز الحياة كلها بضحكة
الفرح الذي يفئ إلى دموعه في زهرة لوتس الألم المنورة الحمراء
الفرح الذي ينفض كل ما لديه إلى التراب ولا يعرف أي كلمة

‏( روائع طاغور )

الشباب هو القوة،،فالشمس لا تملأ النهار في آخره كما تملؤه في أوله..
وفي الشباب تصنع كل شجرة من أشجار الحياة أثمارها وعد ذلك لا تصنع الأشجار إلا أخشابا..
يا شباب العرب !! اجعلوا رسالتكم إما يحيا أن الشرق عزيزا وإما أن تموتوا..

وحي القلم الجزء الثاني مصطفى صادق الرافعي

الحرف حمّال احتمالات وأحواله محيرة حين نحبو إليه
فيمنح المحروم ويفرح المحزون ويحوط الوحيد
ويحتضن الحائر
ثم يحلق نحو الأحلام المستحيلة ..
حيث تمحى الحدود المحذرة
وحين نحيد عنه
يمحو يمحق أرواحنا يحث أحجارنا
يحيل الحياة حفر جحيم
حممها محجرة
الحروف للأرواح حبس ساحق
وملح حارق أحيانا وأحيانا حلاوة
وحرية وحب وبحر وارتحالات متحررة

يوسف زيدان متاهات الوهم

تطلّين بلا موعد..
وأجمل الأشياء هذه اللتي تجئ فجأة
ترتفع مثل سنبلة قمح في زمن القحط
وتنبثق مثل حفنة ماء في ليل الظمأ
وتومض مثل نجمة صبيّة في جليد الظلمة
كنت اجمع اشيائي..وبقية أغصاني والأوراق
وأركض إلى منفى بعيد بلا جذور
وطلعت بلا موعد..
من تكونين؟؟...تجمد سؤال على الشفتين
وحين اقتربت كان لوجهك دفءالوطن
ولعينيك نافذتاه المفتوحتان على الغد


وطن واحد ونساء كثيرات
خالد محادين