لن أفارق تلك اللحظة التي مزجت لي الموت بالحياة وجعلت من دمعة حزنٍ حارت كثيرا حتى يأست من الخروج : تنهيدة راحة خرجت من كل مسام قلبي وجسدي ..
( طوعًا ) سأبقى رهينها طويلا ولن أبرح حرمها حتى تعيد لي ما أخذت من حزن أوتبقي لي الحياة . |
كل الأشياء التي حاولت أن تعصف بتماسكي كنت أتمكن في النهاية من تحويلها الى لبنة في حائطٍ كبير يحول بيني وبين اليأس
شيء واحد كان وأستمر ولازال يعصف بكل محاولاتي لتجاوزه ويزيد قوة مع الوقت سنوات وأنا أنظر اليه يأكله الألم ويقعده العجز أمام عينيّ وهو يستجديني بنظراته الصامتة التي لايقدر على غيرها سنوات ودموعه تصرخ في وجهي مع اطلالة كل صباح وأنا ذاهب للعمل , ليستقبلني عند عودتي بإبتسامة يغلفها الصمت أيضا وكأنما يعتذر عن دمعة يعلم أنها تؤلمني وأعلم أنها سلاحه الوحيد , كنت أصبّر نفسي ولازلت بترديد أني لست ارحم به من خالقه هذا المرض الخبيث تركهم جميعا بكل مافيهم من السوء ليلتهمه أمامي , نعم يلتهمه بكل ماتعنيه الكلمة , حتى أكل نصف وجهه ونصف عمري وكل قلبي بدأ بلسانه ليحرمني كلمة طيبة تهوّن علي ما ألاقي بسبب من أمِنوا عقابه فأساؤا لي , وأستمر حتى لم يبقي الاّ عينيه كوسيلة يعاقبني بها على ذنبٍ لم اقترفه مات ( أبو نواف ) أخي الاكبر والأوحد رغم كثرتهم , مات ولا أعلم إن كنت فرحت بموته ولا أحب أن أتذكر , لكن هذا الخبيث لم يمت , بقي معي في بيتي ومع من هي أغلى من ضحيته الأولى , بقي في رأسها وكما كان الألم يعصف بي وانا ارى أبنائه حوله , أصبح الآن أشد وأنا أرى أخوتي ( أبنائي ) وهم يلتفون حولها وهي تودعهم بإبتسامة أمٍ تعلم جيدا أنهم لايستطيعون الإستمرار بدونها في ليلتها الأخيرة , ذهبوا جميعا وتركوا بندر ليحظى بحضنها الأخير وليبقى شاهدا ثابتا على حكاية الفقد الأبدي .. |
بعد ان كان اغداقك شحا في عين اشتياقي، أصبح ماترميه من فتات عطفك قوتا يكفي الروح وتقتات به، على أمل عودة أخرى..
حتى رجائي وصرخات استعطافي بات من الحكمة توفيرها، لم تعد الأمور بأيدينا. |
الساعة الآن 06:43 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.