![]() |
. . بعض الحكايات لا تروى دفعة واحدة وبعض الجراح لا تبوح .. الا إذا آمنت أن البوح أصبح عبادة . فلا تنظروا لما مضى كأنه نهاية اجعلوه مفتاحا لبابٍ ظل مغلقاً لسنين ، خشية أن يُرى ما في الداخل . وما كُتب من قبل كان مما يقال وفاءً وما سيأتي .. لا أستطيع السكوت عنه وإن آلم . لن أكتب لأستدرّ تعاطفًا ولا لأثبت شيئاً لمن تأخّر عن الفهم . النذر الذي ألزمني أن أكتب عن علاقة مع الله فشوّهها من تزينوا باسمه وتاجروا بالطهر ! : و : : |
. . تلبّسوا بالطهر فأصبح الظلم مباحًا لهم كأن النذر الذي رفعني أعطاهم الحقّ في دفعي للأسفل ! جعلوا من صمتي رضا ، ومن صبري سلعةً يُسوّق بها كرمهم ومن حيائي مِلحًا على جرحي . لم يكونوا أعداء بل عرفوا أنني لا أردّ اليد لأني ظننت أن فيها شيئًا من الله فإذا بها سكينٌ مزخرفة باسم الرحمن! تمنيت أن يمرّ الظلم من حياتي بصمت وأن الله سيتكفّل بإنصافي !! . . |
. . سؤال : هل جرّبتم أن تبلعوا الكلمات عشرات السنوات ؟ هل جربتم أن تخنقوا حلمًا لأن الممنوع أكثر من الممكن ؟ هل جربتم أن تُربّوا أبنائكم وأنتم لا تملكون ضمان الغد لهم ؟ أنا لم أُقمَع فقط بل أصبحت أقمع نفسي حتى لا أبدو متطلبًا . حتى لا أكون في : عالم العطاء المتعجرف ! . . |
. . الحياة الكريمة ليست مالًا فقط هي حقك أن تتنفس مثل غيرك دون أن يُحسب عليك كل شهيق هي أن لا تشعر بأنك ضيف في وطنك وأن لا تُحاسب على إنسانيتك وكأنك تطلب شيئًا لا تستحقه . لكنّ الظلم لا يقف عند الخذلان إنه يدخل المطبخ يطفئ النار يفرغ الصحون ثم يسأل : لماذا أنتَ جائع ؟ . . |
. . أنا أكتب لأن الله يرى ولأني تعبت من تبرير وجودي تعبت من صمتي الذي كان طاعةً فأصبح لعنة تعبت من أن أبدو بخير لأجل الله ... بينما البشر باسم الله ، يظلمون ! أكتب لأن العدل هو الشيء الوحيد الذي لم أعرفه! . . |
. . لم يعد في العمر متّسعٌ للصمت ولا في الصدر مساحةٌ لدفن ما تبقّى . والله وحده يعلم كم مرّة قلتُ : الحمد لله وأنا أختنق ! وكم مرّة باركتُ نصيب غيري وأنا أدفن نصيبي في صدري كأنني أشيّعه وحدي ..!! وأدوّن هذا لأنني لست بوقًا للرضا الكاذب ولا شهيدًا لصورة مزوّرة عن الصبر ! . . |
. . هذا الألم كله هو ظلُّ ذلك النذر الذي لم أبح به بعد وهو أصلُ هذا الخوف المُزمن وهذه العزلة التي اتخذت لنفسها اسماً جديداً : .. نـــــذرولـــــوبــــيــا .. ومنذ بدأتُ كتابتها لم أعد أطمئن لما في قلبي . كأنّ النذر الذي أعياني هو ذاته الذي يشككني الآن ! وكأن نذرولوبيا سؤالًا لم أجرؤ على طرحه من قبل . فتزداد تلك الشكوك يومًا بعد يوم ولا أملك إلا كتابتها هنا ، فالصبر عليها قاتل وكتمانها خيانة أخرى . . . |
. . وهكذا انفتح بابُ الشك الذي لا أحد يريده . لم أشكّ في الله . بل شككتُ في ( الله ) الذي أرادوه لي . في تلك الصورة المرسومة بفرشاة الخوف حيث يُرفع الظالم فوق المنبر ويُطلب من المظلوم أن يصمت باسم الصبر ! . وهذا أصعب لأني إن غضبتُ على الله ... بكيت . وإن هم غضبوا باسمه ... برّروا الظلم كأنه عبادة ! * * اللهم إني أعوذ بك من أن أسيء الظنّ بك ومن أن تُفتن روحي بفعل عبادك وأنت الحق العادل * . . |
الساعة الآن 06:44 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.