سامية الفكر
سعادة لا تبور |
نص من فلسفة حياة واقعية وطاحنة والضحية هو الإنسان ..مثل هذه النصوص لا يمكن قرائتها والتملص من سطورها بسهولة لأن العقل البشري والنفس البشرية يستمران في طلب الوضوح وبسط ما وراء المعنى ليتثبت العقل بما لم يعرفهُ فهذا النسيج المُترابط من المفاهيم والأفكار نبعَ من بيئة خصبة لها جذور من التجارب الحياتية . تنتهي المعركة عند انتصار اليأس الذي يُصبحُ داء لا يمكن مُعالجته إلا بنهوض نفسا قوية سليمة مُعافة من هزيمتها . فما الحياة إلا ساحة معركة تبدأ عند أول صَرخة لمولود ٍ يحاول مُرغماً التأقلم مع الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون -مع كل ملوثات البيئة - وتنتهي عندَ انتصارِ اليأس على كل مايُغريهِ منْ مُقوِّمات البقاء . الحياة ساحة معركة تفرض الأدوار علينا فرضا . يا لظلم وقعَ علينا ولا نملكُ إلا المواجهة لأشرس المعارك فقط بعقل وعزيمة يعز علينا الهزيمة فلا نقبل أن نخسر معركة مفروضة علينا . ما الحياة إلا ساحة معركة تفرض الأدوار علينا فرضاً فما نختاره محكوم جداً بهوى النفس ورغبة يمين أو يسار . وقع الطمع على الأرض وإنتشاره بين البشر جعل الارض تثور براكين غضب على من يعتليها . من شعر أبي العتاهية : طلبتُ المستقَّرَ بكلِ أرضٍ فلم أرَ لي بأرضٍ مُستَقرا أطعتُ مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعتُ لكنتُ حُر احتباس حراري أم احتباس أخلاقي والأرض تئنُ منْ وقع ِحوافرِ الطَّمع وتثورُ بركاناً يصل دخانه أعالي السماء - لتبكي السماء بِمَطرِ المُنْذَرين فلا هم يَخشعون ولا هم عن اللهوِّ مُعرضون - ولاهُم عمَّا يفعلون . الكاتبة منى مخلص تحدثي عن نزعة فلسفية هامة واخذتنا الى اغوار النفس الإنسانية ومعارك الحياة دمتِ بخير . |
الأخت منى
نص جميل، بدأ كطلوع الشمس خافتا، فإذا به يشع ويتوهج شيئا فشيئا إلى أن بلغ الذروة عن طريق السؤال المشكل الذي جُعل صدر هذه المقالة، لن أخفيك أنني اكتشفت في أبعاد اللحظة قلمين ناضجين إثر دخولي لموضوعك هذا، قلمك -بكل تأكيد- وقلم الفاضلة نادية، والسعادة تغمر القارئ النهم المتذوق للكلام الباحث عن الأقلام التي اختطت لأنفسها طريقا أدبية واضحة المعالم ثابتة الخطى دون مواربة! فيكون بذلك سعيدا أيما سعادة، بل ويشعر بالأنس الأدبي، في زمن تشردت فيه الأقلام الجادة الناضجة! مزيدا من السداد والفتح أختي. موفقة دائما |
اقتباس:
:34: مــنـــى :34: صباحك الياسمين صباحك الجوري تحفة هذه والله سامقة أنت تحلقين بجناحين من نور لا عــدمت ثمار روعـتك سلمت أناملك العـطر تصفيقي الحار مع شهد محبتي وتسنيم تحياتي ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف |
جواب السؤال في الآية ..
هو .. علم الغيب عند رب العالمين .. بتحليل موقف الإنسان .. فان بعض من هذا الإنسان .. مازال غير قادر على تقليد " الغراب " .. رمز يتعلم منه .. مازال يقتل .. دون رادع .. الإنسان هو أكبر عدو لذاته .. وهو السلاح المدمر للأرض والكون .. في نظري موضوعك جدا مهم .. وتفكري .. وسأتشهد بالآية الكريمة ( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) سيطغى الإنسان .. أكثر من هذا لحد يكون فيه الجنون أقل ما يطاق .. عندها .. يعتقد هذا الفاني وهم السيطرة على الأرض .. لا عجب أن ننظر بتمعن في أنفسنا وخبايها .. فهي تحمل داخلها اشراقة الشمس .. وظلام الجحيم .. طبيعة البشر .. مجرد ردود أفعال وفق المنطق والعاطفة ..ولو تغيرت بعض المتغيرات . لدينا عنصر ثابت ( الإنسان ) . فما ان تمنع ذلك الصغير عن لقمة العيش .. وتهدد ممتلكاته .. حتى يصحوا بداخله كائن الخوف .. يزحف مسعوراً .. للشعور بالأمن والأمان .. تنعدم كل سبل الحضارة والقيم .. وتخمد معالم المدنية والقانون .. وتَصنع المكانة الإجتماعية .. ليغدوا عارياً .. متأهب بأنيابه .. باحثاً في استماتة عن فريسة .. إن لم يكون هو الآخر مجرد صيد عابر .. هذه ليست نظرة سوداوية إطلاقاً .. هذا واقع .. هذه حقيقة .. هذه غريزة بشرة مخلوقة فينا .. التاريخ يثبت ذلك .. فكان الدين مقوم لطريق الصواب .. ومانع اندلاع احتباس أخلاقي .. تطغى فيه هوائم الشهوات وسبل الإنتشاء .. فالدين يكبح جماح كل هذه الفوضى العارمة .. ليكون لكل حادث حديث .. ولكل فعل .. حساب .. ولربك حدود .. وجنــــــــود .. وحزب .. مغايراً .. لحــــــــــزب ... وجنــــــــــــــــــود .. الشيطان اللقيط .. ولفوضى وساوسه .. وهنا يأتي دور يوم القيامة .. لولاه لمات المظلوم قهراً .. ولكانت العدالة ملجئ الحالمين .. فسبحان الله رب العالمين .. أتمنى اني ماطولت .. وما قصرت .. موضوع زي هذا لازم .. نتعمق فيه .. لأنه مبدأ حياة ومعيشة .. والتفكر السليم يبني حياة بمفهوم سليم ومعتقد يفضح نكران الأفكار المسمومة .. بارك الله فيك على طرح هذا التساؤل المهم .. المهم .. المهم .. جداً .. الذي لا ينفك عن النبض داخلي .. وبالنسبة للنص .. فكان متماسك وغاية في الجمال .. بديع .. أجدت الحوار .. وخطفت الأضواء .. شكرا لك .. أحلى تقيم ... |
اقتباس:
صباح الخير هاني وعذرا لتأخري في شكرك على هذه القراءة الرائعة للنص الذي حمل ماحمل من تساؤل وقلق انساني مبرر بسبب مايجري هذه الايام وماقبلها بكثير انا معك في كل ماتقدم وباعتقادي ان الله اختار لنا الحياة على هذه الارض ليميز الخبيث من الطيب فينا ومن ثم ينال كل منا على حسب عمله وبرحمة ربه بالنهاية البعض ينفي نظرية الامتحان والبعض يؤيد ومانشهده اليوم يقف معها تماما من يسكن الجنة عليه ان يتحلى بالاخلاق الكافية لذلك رغم انسانيته التي تدفعه الى الخطأ احيانا كثيرة بالنهاية الخير هو الغالب برحمة رب الخير ورب الانسان والاكوان شكرا لكل هذا الحضور الراقي والمؤثر :) |
اقتباس:
الغالية سيرين شكرا لك وبحجم الكوووووووووووووووووووووون :) |
اقتباس:
صباح الخير استاذ حسام معك حق في كل ماقلت - المسالة مسالة موت الضمير واختناق المعاني الطيبة واجتثاثها من جذورها ورميها جثة هامدة على قارعة الطريق عفوا الاعلام الموجه لكل شىء الا الخير للاسف اسعدني حضورك الراقي والمؤثر دمت بعدا جميلا ومؤثرا في ابعاد الادب كله :) |
الساعة الآن 07:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.