منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ حنجرة ] (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=11261)

د. منال عبدالرحمن 08-09-2008 07:52 PM



على عتبةِ الغيابِ وقفتُ أُحصي آخر كلماتنا ,

مدهشٌ عددُ الحروفِ الّتي جمعتنا , تُطابقُ حروفَ اسمكَ تماماً ..

لماذا أنبضُ بكَ , رغمَ الألم ؟

لماذا أعدُّ على أصابعي حروفَ اسمكَ و أُخطأُ عمداً لأعيدها,
و على شفتي بسمةٌ جافّةٌ كتلكَ الّتي رافقتنا يومَ افترقنا آخر مرّة ؟


عالقٌ أنتَ بي , تتمدّدُ فوقَ ذاكرتي كأصواتِ فرحنا لحظاتِ العناق,
تتعملقُ بداخلي كسنبلةٍ حزينة و تُمطرني بمئاتِ حبّاتِ القمحِ إذا ما مرَّ سواكَ بمخيّلتي ,

و تسألني , ألا زلتُ أحبّكَ , بذاتِ الدّهشةِ الأولى ,
بذاتِ الرّغبةِ المكتومةِ في معانقةِ يديكَ و الاختباءِ تحتَ قميصك ؟

و يجيبكَ صمتي , بالصّمت , لأنّكَ وحدكَ من تقرؤهُ ,
لأنه وحدهُ من يستطيعُ ان ينفي حرائقَ الشّكِّ في صدري و قلبك !

و أنكمشُ كطفلةٍ صغيرةٍ أمامَ باب طفولتنا المشتركة ,
أمام قبلاتنا الاولى الممزوجةِ بروحِ براءةِ الازهارِ و رغبةِ العصافير ,
أنكمشُ كيدي إذ تلوّحُ لكَ ,
و أتكوّرُ على نفسي كنونٍ تجاهدُ النّقطةَ ألّا تسقط !

و أتلعثمُ كيومَ غمرتني بـِ أحبكِ , و أتهجأ :


أنا راح دايماً أهواك !



د. منال عبدالرحمن 08-09-2008 08:08 PM



" طيّب خليّك "

النّجماتُ استعارَت بحّةَ صوتكَ و رقّةَ الحاءِ فيهِ , و راحَت تردّدُ هذهِ اللّيلةَ أغنيتنا الأولى ,

أتذكرُ حينَ قطفتُ من ذاكرتي بنتاً صغيرةً و أودعتُها يديك ؟

ظننتَ يومَها أنّني هيَ فقط , و رحتَ تفتّشُ في فستانها الأبيض عن وردةٍ سحريّةٍ تُعيدُ تماسككَ إليك ,

كلّما حلَّ الغروب , كنتَ تهربُ كأيائلِ المساءاتِ في الغابة , كنتَ تحلّقُ و في فمكَ غصنٌ من وعدِ اللّقاء ,

و أبقى أنا وحدي أعدُّ نجومَ فراقكَ حتّى تحملكَ خيولُ الشّوقِ إليَّ فتحتضنُ خوفي من العتمة !

هذه اللّيلة , أنا وحدي كقنديلٍ يقتاتُ من البرد , و يُنيرُ أرقَ الانتظار ...

هذهِ اللّيلة ..


" خليّك " !



د. منال عبدالرحمن 08-13-2008 11:37 PM


أختبأُ في قلمكَ الأزرقِ كصدفَةٍ مبلّلة ..

أركضُ إلى أصابعكَ كلّما لامستَ ذاكرتكَ

و لا أعترفُ بالغياب !


أعدُّ على أضلاعي سنينَ عمركَ

و أتلو فرحي على دقائقِ حُزنك ,

تعدُّ حرائرَ اللّيلِ و نسائمَ الصُبح

تأكلُ من أصابعي سنبلتينِ و حبّة أرزّ

ثمَ ترفرفُ إليَّ كعصفورٍ خائف ..

و لا أعترفُ بالمسافات !


أسكنُ وجهك , أقطنُ في تفاصيلِ ابتسامتَكَ

و في أَرَقِ دمعاتكَ الهاربة ,

تحتلُّ صوتي ,

و أُخفيكَ في وجنتيَّ , من أسرابِ العصافير ..

و لا أعترفُ بالمساءات !


عجبين الليل !




د. منال عبدالرحمن 10-08-2008 10:18 AM



كـَ صباحَ مدينتي الصّغيرة

أحنُّ إليكَ ,

كبيتِ أبي و كرسيهِ و " كوفيّتهِ " البيضاء ,

أقفُ وراءَكَ ..

أعدُّ تسبيحاتِ اللّيلِ على فقراتِ ظهرك ,

أمرّرُ أغنيتي على شعرك

أتلو طفولتي فوقَ أناملك

أتركُ غربتي معلّقةً على مشجبِ الأرق

و آتيكَ أنا فقط ,

بدونِ وجعي ,

بدونِ رئتي الّتي تعرف ..

أنا فقط و على رأسي قطّةٌ صغيرةٌ و بينَ يديَّ مدخنةُ بيتٍ دافئ

و في حنجرتي صوتٌ لا يُشبهُ بحّةَ الفقد ..

آتيكَ أنا و حنينٌ صغيرٌ و مغفرة , و أيدٍ تتشبّثُ بنجمةٍ بعيدة و تفقدُ ذراعها ,

و طفلةٌ لا زالَت تردّدُ منذُ الدَّربِ الأوّل :


" يطوّل عمرك لا تطوّل ! "


د. منال عبدالرحمن 10-18-2008 10:29 AM


http://albom.qatarw.com/data/media/42/dc93e09d94.jpg



و تسألني الرّجوع , و في عينيكَ لا زالَ يئنُّ جرسُ الرّحيل

و على يديكَ بقايا من ريشِ الغياب

و بينَ شفتيكَ آثارُ قبلةِ الوداعِ الاخيرة , و بعضٌ من دمي !

أأعودُ ؟ ..


و هل أملكُ إلا حروفاً ظامئةً كلّما اختارها المَطر , فاجأها شبحُ المسافاتِ المَظلم و عالجها باليباس ,

و أنا كفرعِ لبلابٍ حزين , يتسلّقُ جدرانَ الوجعِ بحثاً عن ذراعٍ لأملٍ قادرٍ على منحهِ الثّباتَ في وجهِ الرّيح ,

و غيابُكَ صلاةٌ تُمارسُها سِرّاً كلّما أردتَ الإختلاءَ بقلبِكَ و درءَ مطرِ اللهفةِ المُشتعلةِ عنه ؟


:

هل نعودُ طفلينِ و قلقُ الليلِ العميقِ في تزايد ؟

و سنابلُ السّلامِ جاثيةٌ على صدرِ الأرقِ تشكو عقمها , و قلّةَ المطر

و الرّبيعُ يحتضنُ نيسانَ و يكفّرُ عن ذنبِ الورودِ الذّابلةِ بصقيعٍ يُحرقُ فيهِ أغصانَ الانتظار ,

و أنتَ ,

ذلكَ الرّجل الخرافة , الّذي يُتقنُ صُنعَ الأملِ من عجينِ الفقراء ,

و بعثَ النّبضِ في أفواهِ اليتامى ,

و إعادةَ السنّونوةِ الضّالةِ إلى عشّها الصّغير ,

ثمّ يقفُ حائراً امامَ جرحيَ المفتوح , فلا يستطيعُ لهُ ضمادا !

:

أنعودُ ؟ ..

ليتنا نعود قبلَ سؤالكَ :





شو قولك ؟


د. منال عبدالرحمن 10-20-2008 10:24 PM



سلاسلُ العشب تتسلّقُ سلّمَ الامنيات و تُحيلهُ درباً أخضر قادراً على فتحِ عينيهِ أمامَ ضوءِ الشّمس ,

قنديلٌ تبقّى من زمنِ الطّفولة , صداهُ اغنياتٌ و ظِلّهُ خريفٌ ينفضُ عنهُ عناءَ الأوراقِ الصّفراء و يطيرُ كفراشةٍ ملوّنة ,

نخلةٌ مسافرةٌ و وتر , و تربةٌ غنَّاءُ و حجر , و موعدٌ و سرٌّ صغيرٌ ..

و حكايةُ العواصفِ القديمة , تقتلعُ الأشجارَ الهزيلة و تتركُكَ مغروساً بقلبي ممهوراً بمطرٍ ناعمٍ يُغرقني و لا يأبه ,

يداكَ و قصّةُ الياسمينِ الّذي كانَ يوماً ما أنفاسك , و قصيدةٌ عتيقةٌ عنوانها رجلٌ / حزن , مشيّدةٌ بكبرياءِ قصورِ بابل ..

كلُّ ذلكَ و أنتَ راسخٌ في العمقِ كأمنياتِ الرّحمةِ و دعواتِ المغفرة ,

كطفليَ أنتظرهُ و تخبّئهُ اللهفة , أخبِّئهُ و يتلهّفّهُ الانتظار ,

و اسمكَ كلمةُ القلبِ على الدّم , يتلوها فيُطلق سراحهُ من النّسيان !

و ..

تشتعلُ الرّئة ,

غيابكَ نظّارتها السّوداء و بُعدكَ عكّازها الأعمى ,


و حلمها أن تقنعَ الرّبيعَ بقدومك

بأنّكَ ستخرجُ من كتبِ حكايا الاطفال

بأنّك لا تحبُّ حرف الهاء , و لا علاقةَ لكَ بالميم و ليسَت الواوُ بحّةَ صوتك

و أنّكَ حينَ اعتقلتَ الأبجديّة , تركتَ لي اسمي معلّقاً على جدرانِ عينيك و أتقنتَ رؤيتَهُ حتّى حفظكَ عن ظهرِ حبّ !

و أنَّ ما بقيَ من مراكبِ الحنينِ الـ بلا حدود , سيأتي بكَ إليّ قبلَ موعدي القادم مع الموت ,

قبلَ موتي القادمِ مع الموعد ,

ليسَ هذا فقط , بل ...





كلّ اللي صاير بقلبي ..




د. منال عبدالرحمن 11-07-2008 09:44 PM

http://www.oumeimaelkhalil.com/_gra/...-el-khalil.jpg




لا زلتُ أخبِئكَ في صدري ,

أنا ذلكَ البيتُ العتيقُ الّذي لا زالَ في ذاكرتك , أنا توحّدكَ و انفصامكَ و التقاؤكَ بكَ في لحظةِ هروبٍ و قلق !

أنا أمنيتُكَ الصّغيرة , و أشياؤكَ المُخبّأةُ و المعروضةُ للموتِ نسياناً ,
أنا ما بقي لكَ من طفولتِكَ و مراهقةِ يديكَ و تعبِ صوتِكَ و كهولةِ الفرحِ في مفاصلك .

أنا غابةُ التّفاصيلِ الدّافئةِ على صدرك , مهدُ أحلامِكَ المُستبعدة , و آخرُ رغباتِكَ و أطفالك !

تأتيني و اللّيلُ يرتِجفُ على بابِ البردِ بينَ دفّتي قلبكَ , و الماءُ يتساقطُ على شَفةِ الغيابِ و الأصواتِ الهاربة , و الأيائلُ الشّاردةُ في عينيكَ ترسمُ ظلّاً عابثاً لشمسِ فرحكَ , ثمَّ تعدو خلفَ ضجيجِ الوقتِ و تترككَ لبردِ الثواني القاتلة ,

فأحتضنكَ و انا أعلمُ أنَّ بردَكَ نعمةُ المساءاتِ على صدري و أنَّ ارتعاشَةَ أوصالكَ ستُعيدُ لقلبيَ نبضهُ الشّارد و لأنفاسيَ رتمها المفقود !

لكنّ اللّيلَ أكبرُ من أصواتِنا , و عُنقَ الأيّامِ يتطاولُ مُعلِناً رفضَهُ لحصارِ نوافِذِ أحلامِنا الصّغيرة ,

و أنا أكونُ تارةً شجرتَكَ و أُخرى خطيئتَكَ المعقودةَ برفرفةِ جناحيكَ خارجَ العُشّ ,


و عصفور !



د. منال عبدالرحمن 02-16-2009 03:37 PM

http://4.bp.blogspot.com/_l-TGhpx0vh...8/s1600/35.jpg

أوّل سطر حبيبي

تاني سطر حبيبي *


مثلَ عاشقةٍ ضئيلةِ الحرفِ جرّبتُ أن أكتبَ لكَ عن لهفتي لاحتضانِ الهاربِ من فرحك , الشّاردِ من صوتك , المبعثرِ من شفتيكَ و التّائهِ من أصابعك ..

مثلَ هاربةٍ من صحيفةٍ تراودُ عينيكَ كلَّ صباحٍ الاهتمام , حاولتُ أن أسرقَ صوتي المسجونِ في حنجرتكَ و أكتبَ لك ..

مثلَ حمائمِ الوعدِ يتدلّى صوتُها من باحةِ منزلٍ عتيق , مثلَ أغنيةٍ حزينةٍ نفضّت عن نوتتها الوجع و تحوّلت إلى غمامة ,

مثلَ صدرٍ مكلومٍ يشهقُ شهقتَهُ الأخيرة لأجلِ قبلةِ وداعٍ تردُّ لقلبهِ المذبوحِ اعتباره ..


حاولتُ أن أكتبَ لكَ عن شيءٍ ما آخرَ غيرِ لهفتي المُشبَعِ بها قلبُك , غيرَ إدماني على صوتِكَ و حركاتِ يديكَ العشوائيَة , عن موسيقى أخرى لم تعتَد عليها أصابعكَ و لم تألفها شفتاك ..

جرّبتُ أن أكونَ قلماً متوحّداً في ورقتِهِ الوحيدة , أو جناحاً مكسوراً على طرفِ كومةٍ من اللّونِ الأبيضِ تنصهرُ على ذاتِها لتشكّلَ رسالةً إليك ,

لكنّني كنتُ محبرةً متمرّدةً على ريشةِ استجداءِ الوقتِ و الأزمنةِ لأجلِ قبلة , كنتُ ليلةً هاربةً من الكلماتِ الضّيقةِ , كنتُ أيلولَ بثوبِ فعلٍ ماضٍ و موجةً برتبةِ صخرٍ يُعانِدُ صوتَ الماءِ و رغبتَهُ الجامحةَ في اجتيازِ رمالِ حبّكَ حتّى ذاكرتي ..

أن أكتبُ إليكَ بعدَ أن غادرَتْني لهفتُكَ الجامحة و تركَتَ بقايا صوتِكَ على عنقي يعني أن أفتَحَ صدرَ الورقِ و أغلقَ فضاءاتِ قلبيَ المفتوحِ على مصراعي انتظاري على دربك ..

أن أكتبَ إليك , يعني أن أكتبَ عنكَ لأوراقِ أيلولَ الموشّاةِ بذاكرتي , للياليِ آذارَ المُشتعلةِ بالبرد , و لصباحاتِ حزيرانِ المتفتّحةِ بقطراتِ الذّاكرةِ المنهالةِ على وردِ المواعيدِ المهملةِ و طاولاتِ العشّاقِ المهجورة ..

أن أكتبَ إليكَ يعني أن ألاطفَ ذاكرةَ الورقِ و انثيالَ الدّمِ من عنقِ القلم , ثمّ أضمّدَ غيابَكَ باستحضاركَ على الأرق ِ و مواقدِ الحبِّ و الانتظار ..

وينك ؟ .. *

و يهبُّ الحنينُ في القلب و أتوسّلُ إلى الرّياحِ أ ن تصيرَ مطَراً ليغسلَ دمعي و لا تراه ...

و ينك ؟ ..*

و أعقدُ صوتي بحبلٍ من الذّاكرة قِفلهُ حبّكَ , ينفرطُ دمعاً ملّوناً إذا ما غِبت و يتلألأ بالشّوقِ يومَ تحضر ..


و قلت بكتبلك !



الساعة الآن 01:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.