منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النقد (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   هكذا قرأت الزمن عند البدر (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=10929)

جمال الشقصي 05-11-2008 11:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م.عبدالله الملحم (المشاركة 275612)



مُدْهِش
حد الــ لاوصف ... :)


باقة ورد



\

الملهم/ عبدالله الملحم

:

لك زرقة المدى.. وعصافير صبح لا يغرب نهاره تحت غابات النخيل.

:

هل تدلني على ذلك المكان الذي أردتني أن أعبر فيه عن وجه ما؟ فأنا مخمور الذاكرة، ولا وعياً يُطاق تحت سمائي يا عبدالله.. منذ أمد!

/

جمال الشقصي 05-11-2008 03:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الغبين (المشاركة 275638)
عندما يكتب الشاعر الحقيقي مفردة ما،
فهو يعنيها.. حتى رغم وجود الكثير من المرادفات لنفس مفردة.
أحياناً أود من القاريء أن يفكر لماذا تم أختيار هذه المفردة دون سواها ؟!
يزعجني اذا تم تجاهل هذه التفاصيل البسيطة العظيمة في نفس الوقت .
التفاصيل البسيطة هي أعظم ما في النصوص الشعرية.
وجود قاريء يدرك هذا يجعل للقراءة لذة ما بعدها لذة.
وجود قاريء يدرك هذا يجعل للكتابة لذة ما بعدها لذة.
هنيئاً للبدر بقاريء كجمال.
هنيئاً للشعر بقاريء كجمال.



\

عبدالرحمن.. صديقي الذي ألتقي به دوماً بين المطر والورد..

صباحك حقيبة.. مساؤك صالة مطار أيها النورس المسافر..

لا أود أن أحتفي بهذا الرجل الشفيف هنا، إنما أنا بصدد قراءة ملامح عدد من الأصوات الشعرية الخلاقة، وأتمنى أن يعينني رب يسوع على إكمال هذا المشهد الأنيق جداً بأصحابه، وعبدالرحمن الغبين من أول الأسماء تلك.
:

عزيزي.. دعنا نحفر في هذا الحجر الصلد/ الصلب.. قد نصل ولو لمرة واحدة إلى تخوم الماء في الأعماق.

ممنون لكرم روحك أيها الأامير الكبير.

/

جمال الشقصي 05-11-2008 03:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أصيله المعمري (المشاركة 275761)
يا جمال
أن ترتب ذوائقنا

وتصنع جيل :)

سـ أذكرك كثيراً
وسـ أذكرهم



شكراً لك عليك
شكراً لنورك هنا
شكراً ترتلك:)



\

الأصيلة أصيلة

شكراً لنور وعيك.. لقوافل كرمك التي حطت رحالها على مضارب الغريب..

إنني أجتر ذاكرة الصّغـَر كي لا تؤول للنسيان يا أصيلة، فذاكرة مثلي لا تدوم بها الملامح طويلاً.. والأطهر من الملامح تحديدا..
:

بعمق مطرح، وخضرة الجنوب.. ألف شكر لكِ يا أصيلة.

/

جمال الشقصي 05-11-2008 03:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شــمــ نـجـد ــس (المشاركة 275922)
:

الشاعر جمال

شكرا للجمال



\

بل هو العابر على هامش النص يا شمس نجد، وكل نهاراتها الدفيئة.

وإن كان جمال شاعراً.. فهو وسام من النجمات القصية، أعلقه على صدر الغريب، إكراماً لجال ذاتك التي أهدتني سبل المرافئ القديمة.

ممنون لكفك الكريمة يا شمس.

/

محمد الضويحي 05-12-2008 01:01 PM


القدير : جمال الشقصي .. روؤيتك الداخليه لمكامن النص وأثر الزمن بحروفه كانت ذات وقع جميل يدل على صفاء ذهنك الشعري لتسبر من خلاله أبعاد الزمن لدى الشاعر .. وهنا أقول اننا كمتلقين ينتابنا إحساس أثناء قراءة النصوص الشعريه ونبدأ بالإبحار بحسب وقوع النص في قلوبنا لذا يمكن أن نصل به مالم يكن بحسبان الشاعر نفسه لكنني أجزم بأن كتابة الشعر بصدق كفيلة بالإبداع والخيال والصور والبلاغه من القول لنتأكد تلقائياً بأن الشعر يكتبنا ولا نكتبه ليدخل بنا في عالم لم نكن مستعدين له أبداً ... ليأتي من يسبر أعماقه ويخرج مكامنه لمضيئة الجذابه ... وحدهم الذين يحملون نَفَساً شفافة مرهفة يقدرون على هذا التحليق كما فعلته أنت هنا ..... لذا نحن أحوج للقراءات الشعريه من الشعر نفسه كل الود والتقدير لقلمك ...

جمال الشقصي 05-12-2008 02:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نافع التيمان (المشاركة 276577)


الأقرب جمال الشقصي ..


قرأت أكثر من مرة فــ أردت أن أقتص مقطع من هذه الترانيم الفلسفية المنطقية حينا ,, والمثالية الجبارة حينا آخر .. فعجزت .. أردت أن أثني .. فأدركت أن لا جديد .. فهو جمال الشقصي .. ولا يحتاج هذا ..

أبحث عن ما يمكن أن أعلق عليه للإثراء .. فلا أجد .. فأنت الثراء .. وربي

تمور بي أمواج الإنطباع الذاتي للرائع جمال الشقصي لتخلق لدي عدوى تصيبني بالدهشة فأوافق كــ مؤمن بلا نقاش بذاتية تنمو لتشكل رأي عام في كل ذرة من ذرات خيالي ومنطقي ..


هناك لمحات خارقة ودقيقة جدا .. لا أتردد بأن أقول أن القراءة حين تصاغ بكل هذا الوعي المحكم بــ ما هية الزمن واللاوعي المتدفق من خلال صوت وترانيم عبادي الجوهر تعطي بعدا ثالثا ورابعا لقيمة النص ..


فأحببت أن أبدي رأيا بسيط هنا .. يزيدني فخرا .. أن يكون بحضرتك ..

..........................

يقول الأستاذ جمال الشقصي ..

فالبدر يستشعر اللحظات كلها، ويستقرئ جيداً ذلك المجهول القادم، أو ليس هو الذي قال يوماً:
(ألا يا الله كان اللي مضى لي يشبه المجهول).. ونحن ندرك أن المجهول صفة تقترن دائماً باللقادم/بالمستقبل.. فكيف أصبح المجهول لدى البدر هو رمز الماضي (مضى لي) ؟!.. ولو كان هذا الشاعر كاتباً عادياً لقال دون أن يتعثر به الوزن (بقى لي يشبه المجهول).. ولكنه لو فعل ذلك لتعثر به الإبتكار، وسقط في هاوية التقرير والإخبار والتبسيط لا محالة!

فكرتي الخجولة .. بحضورك :

أستوعبت جيدا أن المستقبل كــ زمن لدى البدر ما هو إلا ماض أدركه فهو بحكم المنصرف _ الزمن _ .. وهي خبرة وحدس وقدرة على التعايش بغير الزمان .. لقدرات ومؤهلات تقرب الشاعر من النبوءة بوجهها الجدلي ..



أو أن البدر مع تجربته للــ ماضي كزمن لا تزال مجهولة لا يتذكرها ولا يستوعبها .. ربما لحكمة شعورية أرادها .. وهنا يخالف استيعابه للقادم / المجهول فهو لم يستوعب الماض المعلوم فكيف سيدرك المستقبل / المجهول ؟
وهنا أيضا بعد عن التقريرية والمباشرة .. وتوجه نحو الإبتكار , أو ربما التناقض .. لأن الشطر من قصيدة أخرى .. والتناقض ليس عيبا على الإطلاق .. لكنه تناقض فيما يميزه وهو .. الزمن .. وهنا .. ولأن الزمن من المؤثرات النفسية التي تؤثر في رسم ملامح أي شاعر_ بل أي إنسان _ بنسب متفاوته من شاعر _ أو إنسان _ لآخر أرى أنه ينقص من نسبة تأثر البدر بماهية الزمن .. لأن الزمن وشم يرتسم في مخيلة وشعور أي شاعر ويؤثر بشكل متكرر في كل نصوصه وفق نظرة ثابتة ومكررة بنسب متفاوتة لكنها لا تثبت حينا وتنفى حينا آخر .. هذا ما استطعت فهمه من خلال الشطر التالي ..

(ألا يا الله كان اللي مضى لي يشبه المجهول)..


كيف وهو المدرك للزمن القادم .. يجهل مامضى ؟

إلا إن كان الأمر تناقض مقصود ومبتكر .. وهذا ما لا أعتقده .. أمانة .. لأن الأمر هنا يفرض علينا ويوجهنا لتعاطى تجربة البدر كاملة وفق منظومة الزمن وتأثيره في تجربة البدر .. وحين نتناول هذا الأمر ربما سنجد الكثير يخالف هذا التوجه ..


أوافقك أخي جمال أن القصيدة محل القراءة فعلا أجاد البدر في توظيف الزمن .. لكن الكثير من الروعة وتسليط الضوء كانت نتيجة قراءة جمال الشقصي .. ومداه فالقراءة الإبداعية هي من تضيف للجمال جمال ..

لكني لا أرى أن البدر يتعامل وفق إدراك تام ومقصود لعنصر الزمن .. وإن كان كثيفا في نصوصه .. لا يصل لدرجة التقصد .. ومبرر طرحي لهذا الرأي أرى أنه الشطر أعلاه ..بالأحمر ..


ربما نتفق أن البدر يدرك الزمن لكنه ليس إدراكا بمعنى العلم والإستعداد لما سوف يحدث ,, ويقابل ذلك بشجاعة ,, لكنه مستعد لأنه محبط .. فنعلم أن المحبط يستطيع رسم تفاصيل إحباطه وهو الإقدر على التبرير .. من خلال الإحباط ..لا الشجاعة ..

وهذا ما أراد البدر أن يكوّنه لذاته كشاعر حين تحدث عن العارف بالزمن .. ليست معرفة حقيقة ترسم للشخصية في القصيدة صفة الشجاعة .. بل هو إحباط واستسلام .. منطلق من إحباط لا معرفة .. والدليل على ذلك _ أقصد إحباطه _ أنه في النص محل القراءة لا يعاتب ويتوقع النهاية منذ البداية .. وفي الشطر موضوع الإحتاج لدي .. يصور أنه محبط لدرجة أنه يجهل الماضي .. بينما هو لا يجهله حقيقة .. لكن بلا مبالاة محبطة كان " لا يعاتب .. يدرك النهاية .. ويجهل المعلوم .."



الجميل أن تتوالد الأفكار الصغيرة في ذهني حين تبهرني الأفكار العظيمة التي يتحدث حولها الرائع جمال الشقصي ..

الشاعر الأستاذ جمال الشقصي ..
دمت جميلا .. لك الود .. وأكثر ..


\

الرائع/ الأمير.. القريب من الذات جداً

نافع التيمان


إن التفكيكية هي بؤرة التنظير والنقد الأاكاديمي كما هو معلوم ومتفق عليه، وأنا لا أبحث في هذه القراءة عن شيء من التنظير، قدر بحثي الدؤوب عن أسباب وقوع ذاتي أسيرة داخل فضاءات بعض النصوص الشعرية، بالضبط كما يحدث معي داخل هذا الأسر الحر عند الرائع بدر بن عبدالمحسن، وإنني أعلم مدى وعيك وتفهمك لهذه النقطة، كونك أحد أهم الأسماء التي أحتفي بسقوط ضوئها المبهج على عتمة حرفي الباهرة أيها الأنيق الرائع.
:
أما في ما يخص الزمن داخل هذا النص، فهو لا يعدو كونه وقت اللحظة، وقت المشوار، وقت الخطوة التي سُمّيت لحظة نهايتها مسبقاً، وقبل الخوض في غمار وخضم هذا الطريق المؤدي جهة الحب/ أو قبلة الآخر. مقابل ذلك فنحن لابد أن نعلم جيداً أن الزمن في تجربة البدر ـ لا في نص وحيد من نصوصه ـ هو الأمر الأخطر، ذلك أن هذا الشاعر يأتي ـ من وجهة نظري الصغيرة ـ كواحدٍ من أهم المجربين الحقيقيين في مخاض الشعر الشعبي، ويعد أخطر من يؤنسن الموجود/ البالي/ والرتيب لدى الآخرين، ليصنع منه أنموذجاً حياً يشعرك أن كل الجماد من حولك ما هو إلا مخلوق يستحق نظرة منك إليه، أو توجهاً لو لوهلة وقتٍ صوب كيانه المهمل.

وإن جئنا إلى مثال المجهول الذي أدرجته هنا:
(ألا يالله كان اللي مضى لي يشبه المجهول).. وتحدثنا عنه بصورة أعم وأكمل، فذلك هو الأسلم لنا يا نافع، ذلك أن هذا الشطر له ما يبرره كثيراً في ما لو أننا أكملنا قراءة البيت كاملاً، حين يقول البدر:


ألا يا الله كان اللي مضى لي يشبه المجهول=تيسر لي عدوٍ ما عليه أشباه مضنوني



[POEM="font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]ألا يا الله كان اللي مضى لي يشبه المجهول+تيسّر عدوٍ ما عليه أشباه مضنوني![/POEM]

فباكتمال هذا البيت، أجدني متفق معك في كل ما يتعلق بانكسار البدر، ولكنني أضع نقطة أخرى كإضافة إلى مكامن هذا الانكسار، فيحن يصف البدر عدوه (تيسّر لي عدوٍ) بأنه أنقى وأسلم من الحبيب (ما عليه أشباه مضنوني) فهنا إشارة إلى أن مسببات الانكسار أخطر مما كنا نتخيل.. وأبعد من كونه الزمن هكذا.. حافاً وحيداً. فالإنسان من وجهة نظري هو عامل تكوين الزمن والوقت، وهو المعوّل عليه أنسنة عصره وتحضيره وتطهيره من شوائب الحقب القديمة، وهو المسئول كذلك عن ربط الزمن الآني بالأزمان السابقة حسب الفعل الإنساني الذي هو قائم على إنجازه. وبين هذا وذاك.. فالبدر يرى أن (إنسانه) المشار إليه داخل نصوصه ليس واحداً أو فردا في أغلب الأحيان، بل يتجاوز هذا الكم أحايين كثيرة ليصل إلى مستوى الأمة والشعب برمته!.. وفي هذا الجانب سيطول الحديث بيننا أيها الرائع نافع التيمان، ذلك أنني أحد الذين لا يتحدثون عن ذائقته كثيراً أمام الملأ، بل أنا المحتاج دوماً إلى ركن صغير ضيق، لا يضيء أحرف النقاش فيه إلا أمثالك الكبار، الذين يحولون أضيق الأركان إلى سماء اخرى، تكفي للتحليق طويلاً، وتكفينا قطع الأميال الكثيرة في أقل فترة زمنية ممكنة.

:

من هذا وذاك.. إنك رائع يا نافع، ولا أجد بين يديك إلا فانوساً تحمله أنت كما يقول سركون بولوص : (حامل الفانوس في ليل الذئاب).. وأقول لك: إنك حامله في ليل الغرباء يا نافع.

ممنون لروحك إلى ما لا نهايات.

/

جمال الشقصي 05-12-2008 02:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الضويحي (المشاركة 278476)

القدير : جمال الشقصي .. روؤيتك الداخليه لمكامن النص وأثر الزمن بحروفه كانت ذات وقع جميل يدل على صفاء ذهنك الشعري لتسبر من خلاله أبعاد الزمن لدى الشاعر .. وهنا أقول اننا كمتلقين ينتابنا إحساس أثناء قراءة النصوص الشعريه ونبدأ بالإبحار بحسب وقوع النص في قلوبنا لذا يمكن أن نصل به مالم يكن بحسبان الشاعر نفسه لكنني أجزم بأن كتابة الشعر بصدق كفيلة بالإبداع والخيال والصور والبلاغه من القول لنتأكد تلقائياً بأن الشعر يكتبنا ولا نكتبه ليدخل بنا في عالم لم نكن مستعدين له أبداً ... ليأتي من يسبر أعماقه ويخرج مكامنه لمضيئة الجذابه ... وحدهم الذين يحملون نَفَساً شفافة مرهفة يقدرون على هذا التحليق كما فعلته أنت هنا ..... لذا نحن أحوج للقراءات الشعريه من الشعر نفسه كل الود والتقدير لقلمك ...


\

أخي العزيز القدير محمد الضويحي.. طابت حياتك أيها الجميل

أشكرك جداً على عبور أشبه بإقامة الورد على رمال البيد، ليستحيل المدى القاحل من حولي لواحة عطر.
إنني لا أجدني قارئاً سابراً بمعنى السبر الحقيقي لدواخل النص، قدر كوني شخص يرغب بأن يقول للعالم.. هكذا قرأت ما قرأت. وإن وصلت هذه القراءة إلى درجاتٍ تعلو عتبة انطباعيتي البسيطة، فثق تمام الثقة أيها الرائع.. أنك الجناح الذي حمل انطباعيتي نحو فضاء القراءات الأبعد/ الأجود.

ممنون لحضورك المعشب/ وممنون لكرم روحك أخي محمد الضويحي.

/

نافع التيمان 05-13-2008 03:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال الشقصي (المشاركة 278538)
\

الرائع/ الأمير.. القريب من الذات جداً

نافع التيمان


إن التفكيكية هي بؤرة التنظير والنقد الأاكاديمي كما هو معلوم ومتفق عليه، وأنا لا أبحث في هذه القراءة عن شيء من التنظير، قدر بحثي الدؤوب عن أسباب وقوع ذاتي أسيرة داخل فضاءات بعض النصوص الشعرية، بالضبط كما يحدث معي داخل هذا الأسر الحر عند الرائع بدر بن عبدالمحسن، وإنني أعلم مدى وعيك وتفهمك لهذه النقطة، كونك أحد أهم الأسماء التي أحتفي بسقوط ضوئها المبهج على عتمة حرفي الباهرة أيها الأنيق الرائع.
:
أما في ما يخص الزمن داخل هذا النص، فهو لا يعدو كونه وقت اللحظة، وقت المشوار، وقت الخطوة التي سُمّيت لحظة نهايتها مسبقاً، وقبل الخوض في غمار وخضم هذا الطريق المؤدي جهة الحب/ أو قبلة الآخر. مقابل ذلك فنحن لابد أن نعلم جيداً أن الزمن في تجربة البدر ـ لا في نص وحيد من نصوصه ـ هو الأمر الأخطر، ذلك أن هذا الشاعر يأتي ـ من وجهة نظري الصغيرة ـ كواحدٍ من أهم المجربين الحقيقيين في مخاض الشعر الشعبي، ويعد أخطر من يؤنسن الموجود/ البالي/ والرتيب لدى الآخرين، ليصنع منه أنموذجاً حياً يشعرك أن كل الجماد من حولك ما هو إلا مخلوق يستحق نظرة منك إليه، أو توجهاً لو لوهلة وقتٍ صوب كيانه المهمل.

وإن جئنا إلى مثال المجهول الذي أدرجته هنا:
(ألا يالله كان اللي مضى لي يشبه المجهول).. وتحدثنا عنه بصورة أعم وأكمل، فذلك هو الأسلم لنا يا نافع، ذلك أن هذا الشطر له ما يبرره كثيراً في ما لو أننا أكملنا قراءة البيت كاملاً، حين يقول البدر:


ألا يا الله كان اللي مضى لي يشبه المجهول=تيسر لي عدوٍ ما عليه أشباه مضنوني

[POEM="font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]ألا يا الله كان اللي مضى لي يشبه المجهول+تيسّر عدوٍ ما عليه أشباه مضنوني![/POEM]

فباكتمال هذا البيت، أجدني متفق معك في كل ما يتعلق بانكسار البدر، ولكنني أضع نقطة أخرى كإضافة إلى مكامن هذا الانكسار، فحين يصف البدر عدوه (تيسّر لي عدوٍ) بأنه أنقى وأسلم من الحبيب (ما عليه أشباه مضنوني) فهنا إشارة إلى أن مسببات الانكسار أخطر مما كنا نتخيل.. وأبعد من كونه الزمن هكذا.. حافاً وحيداً. فالإنسان من وجهة نظري هو عامل تكوين الزمن والوقت، وهو المعوّل عليه أنسنة عصره وتحضيره وتطهيره من شوائب الحقب القديمة، وهو المسئول كذلك عن ربط الزمن الآني بالأزمان السابقة حسب الفعل الإنساني الذي هو قائم على إنجازه. وبين هذا وذاك.. فالبدر يرى أن (إنسانه) المشار إليه داخل نصوصه ليس واحداً أو فردا في أغلب الأحيان، بل يتجاوز هذا الكم أحايين كثيرة ليصل إلى مستوى الأمة والشعب برمته!.. وفي هذا الجانب سيطول الحديث بيننا أيها الرائع نافع التيمان، ذلك أنني أحد الذين لا يتحدثون عن ذائقته كثيراً أمام الملأ، بل أنا المحتاج دوماً إلى ركن صغير ضيق، لا يضيء أحرف النقاش فيه إلا أمثالك الكبار، الذين يحولون أضيق الأركان إلى سماء اخرى، تكفي للتحليق طويلاً، وتكفينا قطع الأميال الكثيرة في أقل فترة زمنية ممكنة.

:

من هذا وذاك.. إنك رائع يا نافع، ولا أجد بين يديك إلا فانوساً تحمله أنت كما يقول سركون بولوص : (حامل الفانوس في ليل الذئاب).. وأقول لك: إنك حامله في ليل الغرباء يا نافع.

ممنون لروحك إلى ما لا نهايات.

/


الجمال / الشقصي

قبل أن يسقط لب الحوار .. فقد سقطت محبتك هنا في تفاصيلي قبل الزمن .. وقبل الإنسان ..


حين تتحدث بــ كل هذه الأناقة وكل هذا القدر من التمكن من نثر مبررات ذائقتك التي تتعدى كونها ذائقة ذاتية لتنمو وتشكل باستحقاق معايير لذائقة أكثر إتساعا وتشملنا بها حبا وإيمانا واقتناعا .. إعلم يا جمال أن البدر كشاعر لا يستهويني في غالب نصوصه .. لا أقول جميعها " كــ متذوق أتحدث هنا ".. قبل قراءتك له وربي .. الآن .. تمدد البدر كثيرا داخلي فقط لأنك تحرض القاريء أن يبحث بشكل أعمق في زوايا و مساحات مايقرأ ويسمع وسيجد أن هناك ما يستحق وأكثر ..كثيرون أمثال البدر يطرح نتاجهم كما يطرح نتاج غيرهم وبنفس الطريقة .. والضحية ذائقة مختطفة لا تدرك سوى مايعرض .. وهذا للأسف ما حرصت أن لا أقع به .. لكني وقعت به على أي حال ..





أحدّث نفسي في منتصف القراءة والبحث :
................. و هذا يجعل الأفق يتسع نحو تقبل المعرفة واللا معرفة والإدراك واللا إدراك نحو مفهوم أن التناقض لا يعني عدم المعرفة .. أو الترنح الشعوري الغير مقصود , لكنه يشكل من الشجاعة والإحباط الإقدام والإستسلام .. المجهول والمعلوم .. تكامل لا تنافر وفق شخصية مختلفة وتشكل حالة من " غير المعقول " لكنه معقول بعرف القليلين الــ يتعاطون مثل هذه الشخصية بلذة .. وانسجام ..


وما البيت الذي سقط سهوا إلا دليل شامخ على أن هناك ما يمكن أن يكون كل شيء ولاشيء وشي .. وفق منطقة من الإقناع العقلي والشعوري بعضها مبرر وبعضها غير مبرر ..

من زاوية اخرى حقيقة أدهشني وأعجبني قراءتك لإنسان البدر ليكون أكثر من إنسان من نص لآخر بل في نفس النص إن لم أبالغ , و بعد إطلاعي في اليومين السابقين بتمعن لكثير من نصوصه وماينقشه .. تغيرت الكثير من الرؤى لدي ..



ربما الكثير من المباحث تتحدث بماهية الشعر والذائقة والنقد قد تخرجنا من أطر ما نتحدث عنه الآن .. وتعيدنا إليه مرة أخرى .. إنطلاقا من هذه القراءة الملهمة قد تشمل الكثير من الأمور بعضها أدركها .. والكثير يحتاج مراجعته معك نفسيا .. أشعر أنك قريب في مزاجك ومنطقك من أفكار تؤرقني جدا ..




دمت الأجمل .. يا جمال



سنستمر طويلا من أفق لأفق ..
حلّق بنا ياجمال ..نحوك ..


الساعة الآن 07:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.