![]() |
. . العيد ليس لمن يملكون الفرح كاملًا بل لمن يعرفون كيف يصنعون منه لحظة صافية ولو من صورة ، أو ضحكة ، أو دعاءٍ من أمٍّ افتقدنا صوتها لكننا لا نزال نسمعه في القلب .. وبعضهم يستدعي أعيادًا قديمة من الذاكرة يضيء بها زوايا يوم العيد .. كل عام وأنتم بخير وكل عيدٍ وأنتم تعرفون طريقكم إلى النور ولو من فتحة صغيرة في الأمل .. . . والى الوصية .في نذرولوبيا : . |
اقتباس:
. . الوصيّة تُكتب حين يبلغ الخذلان حداً تعجز فيه الحياة عن مواصلة الدفاع !! يكتبها العاجز وهو حيّ لأنه يعلم أن موته لن يُعترف به بعد الجلسة الأخيرة .. . وبعد أن انتهى الحُكم لم يبقَ شيء يشبه البداية ، ولا شيء يشبه الإنسان الذي صبر من الصعب أن أشرح للناس أنني لم أسكت كنت أوفي بصمت .. لكنهم لا يسمعون إلا الأصوات التي تُرضي نواياهم !! . . |
. . حين سمعت الحُكم تبدّل وجه الزمن لم يعُد في الغد باب يُطرَق ، بل قيدٌ يُشدُّ على المعنى لا أحد يراني بعد الحُكم كما كنت !! وأنا أمشي خارج قاعة المحكمة أرى الطريق الذي أمامي بقايا حياة . أشبه بطريقٍ صُمّم ليدلّني على العجز .. وما يُؤلم في الأحكام الجائرة : أنها تتركك قابلاً للانتهاء كلّ يوم !! . . |
. . ومشيت إلى فراغٍ واسعٍ لا يشبه إلا ما بعد الزلزال حين يبحث الناجون عن أي شيء يشبههم ولم يُدفن بعد !! لم أعد أبحث عن فرصة بل عن أثر لقلبي القديم في مكانٍ لم تدُنه الأحكام علّني أكتب منه وصيتي دون أن تراقبني أعين الاتهام !! كل ما فيّ ينزف بصمتٍ محترف فقد تدرّبت سنواتٍ على أن لا يسمع أحد انكساراتي حتى أصبحتُ خبيرًا في رسم جروح غير مرئية !! . . |
. . لم أبكِ في المحكمة لأنهم أخذوا كلّ ما قد يُبكى عليه !! ولم يكن في الحكم رقم ولا بند ولا تفسير لكنه خيّرني بين أن أموت كاذبًا ، أو أعيش صادقًا تحت قائمة المتّهمين وكنت قد تعبت من أن أشرح الصدق لمن لا يريد أن يفهمه . كأنني لم أكن إنسانًا بل مسوّدة لتبرئة الآخرين من صمتهم !! . . |
. . بحثت عن قلم لأُسجّل : هذه الجريمة لم تكن فردية ، بل جماعية وبصمتِ الكثير كُتبت !! أردت أن أكتب لهم ما لم يُكتب لي أن أقول : كنت صادقًا .. فاستُخدم صدقي كدليل ضدي كنت صابرًا .. فقالوا : إذن هو يتحمّل كنت وفيًّا .. فقالوا : لم نرَ شيئًا .. فاحذروا أن تظنوا الطهر حماية أو أن الصمت لغة يُتقنها العدل . . . |
. . أنا لست في مرحلة تجاوز أنا في مرحلة ترجمة : أترجم لحظتي الأخيرة في المحكمة إلى لغة تصلح أن تكون وصيّة لأحدٍ لم يُولد بعد كي لا يُدان إذا صمت !! . . |
. . الحُكم أشبه بإعادةُ توجيهٍ قسرية لما تبقّى من الطريق أُجبرتُ أن أُكمل عمري في مسارٍ لم أختره . مسارٍ لا يقود إلى حياة بل إلى تحمّلها فقط !! كنتُ شاهداً ، ومتهماً ، ومجنيًا عليه وكأن العدل كُتب بيد واحدة لا تعرف الإنصاف !! الحُكم لم يُصدره صوت القاضي بل نُفّذ في داخلي بصمتِ القريب . الصوت يُجادَل لكن الصمت ؟ هو الذي يُلقي بي في الجُبّ ثم يُقسم أنه لم يدفعني !! . . |
الساعة الآن 11:18 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.