" رغم ده كلّو برضك حاسس
إن الحب الفرض السادس "

تَ ع َ ب .

السفر وحدي هو أكثر شيء حرّر روحي،
و هو أكثر شيء ترك فيها خدوشا و فراغا لا يملأه الوطن و لا الأهل.
أصل إلى البلاد زائرة غريبة و أتركها و أنا بنت الدار و جزء منها،
أرجع لوطني، لحضن أهلي و أنا اقتلعت من حضن أهل آخرين،
كانوا غرباء و صاروا أهلا . استوطنوني كما استوطنت أرضهم فترة.
لا أحب الفنادق و لا أحب التسوق و لا الأمكان السياحية.
أتطوّع في قرية أو مدينة صغيرة و أختلط بأهلها و أشاركهم تفاصيلهم،
تصبح تفاصيلي، و يصبح في وجهي بعض من ملامحهم.
و حين أغادر، أستودعهم جزءا من روحي.
و أعود بثقب جديد.
يوما ما ستصبح روحي غربالا، و ستسطع الشمس من خلالها :)

يالله ماطول بالك
على الطُّرُق و الوحشه
و احساسك المتهالك
و الأمنيات الهشه
حلّك مثل ترحالك
يترك بروحك خدشه
إن رحت قلبك هالك
لكنّ دارك نعشه !

الفجر Poitiers ،
و الليل Algodres،
و كل ما عدا ذلك وهم.

الطرق صعبة .. و لكن
الاصعب أسمع " لا تروحي"
لانـها مــا تـقــود لأمـاكن
هي تسافر بي لـروحي

اشتقت لي ،
أنا و نفسي و الطريق.

مسا الياسمين يا "بنزرت"
مسا المرسى العتيق و شايه
مسا الضحكة فعيون أهله
و طفلة تلعب الغماية
مسا المالوف و الماية
مسا اللي كنتِ لافراحه
نبوءة و آية.
مساء الليلة الأولى
من السبع الليالي الغارقة فأعراسك
مسا دروبك، زغاريدك، غناوي ناسك
مسا اللي كنتٍ له معبد،
و هو الناسك !


بنزرت/ تونس ، الحبّ
حيث الأعراس تدوم سبع ليال،
و العرسان يُحملون على الأكتاف
و الأهازيج تختلط بالياسمين في كل درب.