أن يكونَ قلبُكَ صارماً،ومليئاً بالإيمان..
وعقلُكَ عارفاً،وخبيراً بالاتّزان.. وأنْ يكونَ أمرُكَ كُلّه في كفّكَ، وحولَ مِعصَمِكَ تلتّفُ الإرادةُ؛ آخذةً إيّاكَ إلى موانيء العزّة! تلك هيَ حريّةٌ مُطلَقة، بدايَتُها مجهولةٌ، ونهايَتُها أشدُّ نقاءاً من مَطَر! . . |
" إنّ حياتي مثل شارعٍ فى فصل الخريف،
كلّما تم تنظيفه؛ يعود مرة أُخرى مُمتلئاً بالأوراق الجافة الذابلة "! |
صمتُكَ , كــالضوءِ ..
برّاقٌ, مُتطاولٌ , وغيرُ قابلٍ للإنتهاء!.. لكنّه ليسَ سريعا!.. على مَهلٍ تأخذُ حصتّكَ من الأنفاسِ.. على مهلِ تَزفُرُ دُخانَ أفكاركِ عبرَ عينيكَ.. و على مهلٍ تنسلُّ (أنتَ) من نافذتَي سَمعي الى مَدافِن القلب!.. دونَ مراسمٍ , نُقيمُ حَفلاً لِ نُزوحِ كلماتِكَ من مُحيطِ ثَورَتِكَ العقليّةِ , إلى مُخيمّاتِ دَفاتِري!.. نزوحٌ بالجُملةِ.. لِما تخمّر في ذِهنِكَ عبرَ اختراقِ الصمت للسنين.. وَ ما احتسَاهُ الجسدُ من اختلاجاتِ القلبِ , و طقطَقَةِ المفاصِلِ, و سَريانِ السيالاتِ الصاعدّةِ نحوَ الألمِ المُطلق!.. نزوحٌ بالجملةِ, لــ شظايا تَفاصِيلِكَ إلى وعي أناملي!.. يزدادُ صمتُك خفّةً.. يَرتَدي المواراةَ, و يكمِلُ مسيرَهُ نحوَ الماضي اللامنتهي.. و تزدادُ دفاتري صَفحاتٍ جديدة..فيها لونٌ لا يتحلّلُ , ولا يندَمجُ , ولا يمثّلُّ إلّا نَفسه (أنتَ, وأنا).. و تَصيرُ حربُكَ , ملاذي.. وَ ضحاياكَ مَسكني.. ومنكَ أُعيدُني كرّةً أخرى..!.. |
.
. . وهكذا.. أنا ازدادُ،أتَسّعُ، أفرِدُ جناح البقاءِ، وإرادة الخلود.. والعالم من حولي يتقلّصُ، يتلاشى، يتقوقعُ على ضعفه.. هذا ما يحصلُ -على الأقلّ - في ادراكي.. . . . |
بخفّةٍ،
يتحرّرُ (المقاتِلُ/الإنسانُ) من صفيحِ الليلِ المتجمّد، ويقفزُ إلى عين الشمس، يشحذُ روحَهُ بِالدِفءِ، والأبديّة! ويترُكُ على ضِفافِ الحياةِ؛ بصمةً! |
إنّك تأتي بالكلمات منْ جوفِ البلاغةِ.. فأقفُ مكتوفةَ الأحرف..
لا شيءَ فيكَ شامخٌ كَحرفِك.. أديبٌ مغمورٌ في منتصفِ عمرِكَ..لا تأكلُ الأدبَ من صحونٍ ملقاةٍ على قارعةِ الموائدِ .. ولا تعترفُ بالأكثر مبيعاً .. تُخرِج نصوصكَ الجوفيّة..في دقائقَ معدودةٍ..و لا تترُكُ للكثيرين إشارات فهم.. شِعرُكَ بحرٌ..و نَثرُكَ حربٌ.. وما بينَهما تقعُ خاطِرةُ الأيام.. و لا أدري كيفَ تجيء كلماتُكَ إليّ..تكشِفُ عن جمالها، فأقعُ ضحيّةَ الإغراء..و الفهم!.. أعرفُ كيفَ يكونُ شكلُ قلمِكَ.. و أكادُ أذكرُ تعرجّاتِ خطّكَ.. و لا بأس اذا ادعيّتُ أنّكَ شخصٌ..و أنتَ قائمةٌ طويلة.. و لا بأس إنْ اختلستُ أسراركَ من بين الأسطر ..و أنتَ لا ترى حرجاً من مشاركتها معي.. و من أنتَ سوى نفسي؟!.. |
من أجلِ اليقينِ ، و كفّاراتِ الفراغ، و شظايا السعي :
نَجتَرحُ لحظةً بينَ زمنينِ ضَخمين و نَأخُذ مِنها سِياطَ القوة! |
منحازا الى الصمت وتآويل البصيرة
وعلى مشارف أزقة القلب،أمشي بخفّة حتى لا أوقظ الحزن، وتَأفُفّ النبض! أمامي خريفٌ طويلٌ؛ أرواحٌ جافّةٌ، وعويلُ ريحٍ، وزوبعةُ تساؤلات! -كيفَ يمكنُ أن تَنبُتَ الحياةُ من هذا الموتِ القاسي؟! وبينَ يديّ كلماتٌ خفيفةُ الحركاتِ، ثقيلةُ المعنى! يُقصَفُ الوجهُ بِكثافةِ الهواء ينزَحُ النَفَسُ إلى زفيرٍ طويل! وأسقطُ على عتبةِ الرؤيا. |
الساعة الآن 12:51 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.