منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ( كان لا مكان ) (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=43541)

ضوء خافت 03-16-2022 03:30 PM

كان الطقس غائما هذا الصباح ... رائع فوق العادة ... بارد بلطف ... بلطافة مرور يد طفلٍ على يد شيخ عجوز ...


كان لابد لي و الخروج من سجن المكان ... و ملاحقة الغيم ...

كان لابد و أن انتقي كوباً مثالياً و أعد لي شاياً سيلانياً ينسبه الإنجليزي المستعمر إلى نفسه فيروَّج على أنه شاي إنجليزي !!

و السكّر ... هو أكثر ما يفسد المذاق الحقيقي للشاي ... تم إقصاءه !!

دفتر ... و حفنة أقلام ... و بالطبع ( أنـــاي كلهنّ ) ...

أحياناً أكون بحاجة لأن أترك القدر حرية قيادتي للمكان ... كل ما علي هو الموافقة ... أو محاولة أخرى !

قدت سيارتي و قد فتت كل النوافذ ... تغريني مداعبات الهواء الذي يشيع الفوضى في هندامي ...

و المأساة التي لا تُعَد في الحقيقة بمأساة ... أن أفكاري تجعلني أفقد خارطة الطريق ...

و مع تطوير شبكة الطرق الجديدة ... وجدت نفسي فجأة أشعر بخدر في ساقَيّ ...

لأني فجأة دخلت في جسر معلق بحارة واحدة و أنا أعاني من متلازمة الخوف من المرتفاعت ...

و لكن لا يمكن التراجع ... عليّ أن أقطع هذا الجسر الذي لا أدري إلى أين سيأخذني ...

تماما ... إنه يشبهك أيها الغريب !

و أخيراً ... نهاية الجسر ... حمداً لله ... أنا حيث لا أدري أين أنا ... المهمّ أني على الأرض !

كم أكره استخدام برنامج قوقل للخرائط ... أحب أن أعتمد على ذاكرتي و مهاراتي الاستنتاجية لأجد هدفي ...

لكني هذا الصباح كنت بلا هدف واضح ...

غادرت الجدران ... و وصلت أخيراً إلى حديقة مهجورة ...

حيث النباتات و الحشائش نمت في هذا الفصل بعشوائية فطرية ... فكانت متناغمة ببكريتها ... و تداخلت أغصان النباتات المختلفة بفوضوية مثيرة ...

حملت أشيائي ... و جلست على الحشائش الندية ...

و حاولت تجاهل مخاوفي من الحشرات ... أريد أن أشعر بالمتعة ... أن أنسى قليلا ... هذا العالم !

أن أحتسي الشاي ... و أنا أعالج هذه المخاوف ... و أولها خوفي منكَ ! و قلقي مني و عليّ !

و لأني أعشق الصور ... بدأت التقاط الصور للنباتات الرائعة ...

للغيم المتداخل بدرجات الأبيض و الرمادي ... و السماء بزرقتها التي أتمنى لو أصنع منها ثوب سهرة أنيق ... لأرتديه من أجل حفل عشاء لم أُدع إليه ... و لا أعلم أين سيُقام ... و من هو راعي الحفل ...

فقط أريد فستاناً بزرقة هذي السماء ... و عقد لؤلؤ طبيعي ... و ليس مستزرعاً ...

أريده من داناتٍ غاص عليها سعد ( في فيلم بس يا بحر ) و مات من أجل أن يجلب لحبيبته الدانة التي وعدها بها ...

صور صور صور ... توقّفي يا مجنونة الصور ...

استلقيت على العشب ... آخر لقطة ( سلفي ) لأتذكر أنني ذات يوم هربت ... و لم يفقدني أحد !

لم تُطلَق صافرة الإنذار لأني هربت ... و تأخرت ... و أمضيت الليلة بعيداً عن واقعي !

لم يتفقد أحداً سريري المرتّب ... و باب الغرفة المقفل ... و النافذة المنسية .... التي تسرب منها المطر إلى الغرفة ...

كتبت رسالتي ... المؤجلة منذ ولادتي ...

رسالة لامرأة تعرف أني منال ... لا أكثر !

و أعرف أنها ... بريئة جداً و مذنبة جداً ... و طيبة جداً و مريضة جداً ...

كتبتها و حين أمضيت باسمي ... لم أمزقها ... بس سكبت عليها الكثير من الشاي الذي أصبح بارداً ...

لديّ مظلة ... ضمن الأشياء التي حملتها معي في هذه العزلة ...

قِطّة !!!!

أكره القطط ...

نباح كلب ...

انتهت محاولة الهروب المؤقت ... بعودتي سالمة إلى مكتبي ...

و الدليل أني أكتب ...

ضوء خافت 03-16-2022 03:47 PM

أركض في حيز لا حدود له ... و لا أحد يشعر بأني ألهث تعباً ...

لأني ببساطة ... جالسة كالمعتاد على حافة الوقت المتاح لنلتقي ...

هم ... و أنا ...

نحن أركان المأساة ...

لأننا نلتقي كل لحظة ... و بالكاد نرى بعضنا البعض ...

تماماً كالمارّة ... كلّ منشغل بما يهمّه ...

و همِّي ثقيل يا أمي !

أعددت الحياة و فصّلت مواقيتها ... بحيث لا أرى ... أكثر مما يحتاجون لي أن أراه ...

فرؤيتي و رأيي يجرحهم ... و يفضح ذاكرتنا المغشوشة ...

نحن نمارس الغش الاجتماعي بمهارة عائلة سعيدة جداً ...

نتقن فن الكلام و السكوت و الضحك ... نلقي الطرائف و نجيدتقمص الأدوار و نجيد الطهو كذلك ... حتى أفكارنا نطهوها كلّ على حدة ...

و نتناولها بمزاجية متطرفة حتى نحطم الأطباق على الأرض التي لم تعد تتحملنا ...

نبكي ... و نبكي ... و نبكي ...

ثم نعد إبريق شاي ما بعد الغداء الذي لم يتناوله أحد ...

نعيد فتح باب حديثٍ آمن ... و نتفق على وضع خطة عمل جديدة لننقذ ما يمكن إنقاذه !

نحن بحاجة لفرقة إنقاذ مستوردة ... لا تتكلم لغتنا ... و لا تملك خلفية عن سلوك هذا المجتمع ... لأن كل ما يتم فيه ... مبرَّر بطريقة ما !

تجيز لنا حتى أن نتقاتل ... دون أن نموت

و لا بأس أن يكاد أحدنا أن يفنى مقهوراً أو ذليلاً ... المهم أن نبتسم في الصباح الباكر ...

و كل ينتظر الحافلة التي سوف تقّله إلى عالمه ...


ضوء خافت 03-16-2022 04:12 PM

النبرة ... تعزّز الإنطباع ...

و تكرار السؤال ... المبهم ... المراوغ ... بوجوه متلونة بصيغ لا مباشرة ....

يثير التساؤل : منذ متى نحن هنا ... و لم - أصلاً - نحن هنا ؟!

و أين كنتُ أنا قبل كل هذا ؟

أنا أكثر من يدرك ... كل ما كان ...

و أكثر من يخاف ... مما سيكون ...!!


ضوء خافت 03-16-2022 04:41 PM

يا جارة الوادي

بصوت رويشد

ليه ساكت

نوال

كثير اشتقت

محمد عبده

حزين

أحلام

بيحنّ

وائل كفوري ...



ثم أني اشتقت للكتابة ...

ضوء خافت 03-16-2022 04:48 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 1 والزوار 9)
‏ضوء خافت

http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=43569

هذه العيون ... ردود لن تُكتَب ...

ضوء خافت 03-16-2022 04:59 PM

من كل هذا العالم ... تمنيتكَ ...

و انا أعلم أن العالم سيأتي بعدها على أثركَ ...

ضوء خافت 03-16-2022 08:49 PM

كانت محاولة ...


باءت بالحضور !


على وجه آخر ( باءت بالفشل ) ... على الأقل من وجهة نظري !

ضوء خافت 03-16-2022 08:50 PM

حتى تكتب سيرتك الذاتية ... يجب ألا تكون سيرتك على كل لسان ...

السيرة تحتاج للمفاجآت ...


الساعة الآن 12:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.