كما يقول مجنون ليلى :
و قد يجمع الله الشتيتين بعدما ،
يظنان كل الظن أن لا تلاقيا !

فلا تجزعي من فراقنا المفترض
و من رحيلنا الذي ندعيه لا أكثر
فما زال في الروح أغان ..
لم تعزف ألحانها على أوتار القلب بعد
و لا بد من لقاء ما !

يا لقلب قاس لا يخشع ..
لنداءات الشوق و إبتهالات النبض
يا لروح متمردة لا تثور ..
حين يأتيها الخفق على هيئة حلم لا يفنى
و يا لعمر كئيب يسجن ذاته رهن إنتظار
لحبيبة قاسية لا تأتي ذابت بالغياب عشقا ..
كم مؤلم يا صديقتي أننا لسنا سواسية بالغرق
و أنا الذي أترهبن ناسكا في محراب حبك
و أنتظرك كما لو أني لم أخلق إلا لأجل هذا الإنتظار !

أنا أول الغارقين فيك ..
و آخر الناجين أيضا
حبك يعصر قلبي ، ك ليمونة صفراء
و يفترس أناملي ، مخلفا آثار الشجن
خرائطا تدل العابرين من وجعي
على سر كل هذا الغرق الأزلي
فويل لي منك و من هذا الحلم ..
ألف ويل لي يا صديقتي !

لم يبقي عشقك شيئا مني لي
ف ظلي أصبح يتبعك أنى إرتحلت
و قلبي صار يحج شوقا لعينيك
و دمي يصرخ كي يسري في أوردتك
و رئتي تفتش عن نسائم أنفاسك
حتى أنا .. أريد الفرار من جسدي
أريد الخروج من جلدي .. لأسكنك !

ليت قلبك يصير معتقلا ..
ليفرض قوانينه الطارئة علي
و يضعني فيه قيد الإقامة الجبرية
فقد تعبت خيلي من ثقل إرتحالاتي
و أنا ضجرت من المقاومة أمام عينيك
فألقي إلي أغلال ضياعي بك ..
أريد أن يتم سجني لديك
في حلم شهي إلى يوم يبعثون أو أكثر!

أحاول أن أفكك عبواتك الناسفة
كلما فكرت أني أقوى على نسيانك
فتصفعني يد الحقيقة حتى تشبعني لطما
حين أدرك أن ما زال في قلبي
أرضا زرعتها عينيك بألغام الهوس بك
و جميعها آيلة للإنفجار !

مرارة الشوق و حنظله ..
لا أحد يدرك مذاقه
إلا قلب إمتلأت نبضاته لهفة
و إرتكزت خفقاته على صدر شهقة
لكن رؤيا قديمة جديدة ما زالت تدق بيادق الروح
محتواها حقيبة سفر و حبيبة قاسية لا تنتظر
و طيف ما زال يغزو هاجسي كل ذات حلم
كي يطمئن على جنوني ..
ثم يلقي السلام عليه و يمضي دون لقاء
فيا للشقاء !

هذا المساء ..
سأسافر نحو عمان القديمة
لأرتمي فوق صدرها و أنتحب
فهي الوحيدة القادرة على إستيعاب حزني
هي الوحيدة التي تقوى ..
على كسر ألواح الجليد عن قلبي
عمان القديمة تماما تماما مثل أمي
تعرف كيف تجعل من إغترابي وطن
و كيف تصلح ما أفسد الحب من روحي
قادم إليك يا عمان .. فلا ترحلي بعيدا
إن قلبي قد تعب من الخسارات و المآسي الثقيلة
التي مني بها منذ آخر رحيل حلق في سمائي !