المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مولاتي الأميرة.


الصفحات : 1 [2] 3 4

أحمد الفلاسي
04-25-2010, 03:58 PM
مساؤك اليوم بحر، صامت مخبت في حضرة الغروب المتداني ، مساؤك اليوم نسيمات علّها الشوق لهفهفة خديك فعاجت فوق روابيهما الوردية تسألهما العذر والصفح الجميل..مساؤك اليوم شمس هي أحلى الشموس في تقبيل منعرج الماء الآخذ في سكون المتأمل حكمة الدمعة للشمس، والرقة للشمس، والأنوثةالتي ما ذهبتْ بحسن العالمين كما ذهبت بها نوّارة الشمس.
أحييك من هناك أولا، منك ..من أحلام جدي هناك وهو متسامت مع هيبة البحر ليغزو قاعه غزو الرجولة لمواطن أجساد الشجعان..وأحييك حباً خالدا ممزوجاً بثراهم، برؤاهم، ببسطة الرضا في وجوههم وهم يرحلون في البحر لصناعة الحياة ..فكنت أنت الحياة.

أحمد الفلاسي
04-25-2010, 04:28 PM
أوَ تنكرني "دبي" لأن بيني وبينها بعض المسافات الفاصلة كضرورة حياة لا أكثر ولا أقل؟؟ كلا يا هؤلاء ..ومن يقوى على فصل الرأس عن جسده؟؟ أم من يقوى على اجتثاث البدر من هالته؟؟.
"دبي" عبق أجدادي ، ومربى آبائي وأتلادي .. وهي تعلم أن في وجهي من رسم أناملها ملامح الانتماء ، وعلامات العزة والإباء، وفي خلايا جسدي منها شواهد الحياة السرمدية الخالدة أننا أولاد خلص لصافي الوفاء..ومسارح الإخاء مهما تأولت الأرض بُعد السماء عنها، تظل السماء سقفها الحافظ رغم كر السنين ، ومكر الأيام.
يسألوني عن "دبي" سؤالاً غريبا من غريب، ومتى كانت البنوة غربة وهي المتقلبة في حجر أمها تنعما، وتحببا، وتدللا..وكيف يكون التأويل مقبولا ولو أبصرت الخليقة لرأت قدم جدي تزاحم حبات الرمل كثرة فوق شواطئها، وأبرارها..أي تساؤل ظالم ذاك الذي يميتني قبل موتي غصة من ادعاء مالا واقع له سوى الظن الغريب من كل غريب..
هذه لغتي، وذاك أدبي، وتلك هي حشاشة الروح تسكب فوق صفحات من أدب لا يرقى رقيه إلا لأن جدي "رحمه الله" سقانيه من نبع "الممزر" في طريقه إلى رحلة الغوص الخالدة.

أحمد الفلاسي
04-25-2010, 05:04 PM
أنت وحدك لا أحمل لها عتباً ولا تعنيفاً، ولا أسيء بها ظناً ولا أروم لها تجريحاً، وما قسوتي إلا آخر اللغات المفهومة عندك في شكوى حالي معك، ولا أقسو عليك إلا بمقدار ما أسمع صوتك ، أقسولأسمع آهة تأوهك، وأقسو لأكتب جمال أنّتك، وأقسو لأتخيلك وأنتِ تذكرينني بقسوتي البسيطة تلك..
وما قسوت عليك مرة إلا ومت بعدها ألف مرة، ولا قسوت إلا وتقسو عليّ روحي بين جنبي، ويتنكر لي قلبي الرابض في قفص صدري لك، وتمجني حياتي كأنما تحريكها بكل ما فيها بخنصرك تأمرين وتنهين كما تشاءين..
ولو أن للقسوة لسانا لبرأتني من الذنب لأني لا أقسو عليك إلا ظاهراً، وفي باطن القسوة عرض المحيطين رأفة لك وحباً، وسبحان من جمع بنود الرحمة في المحبين مفاتيح ما بينهم وبين أحبابهم من مغاليق، وهل سمعت عن محب يُدعى قاسياً؟ أم هل سمعت عن عاشق والهٍ متيمٍ يدعى يوماً قالياً؟؟ ألا ما أبعد مابين المحب والقسوة إذا علمنا أن الناس خلقت من طين ، وخلق العاشق من لين، كلما قسى الطين عند الناس في جبلتهم لان بالعاشقين فرُزقوا من الرأفة والرحمة ما يقيم حياتهم.
يا حبيبتي..آه لو جاءتني منك رسالة!! سأعيدني قبل قراءتها ألف مرة بشراً، خشية ألا أقرأها بشرا سوياً..آه لو جاءتني منك رسالة أنا لا أريدها منك ، لا أطلبها منك، لا أرجوها منك...لا ترسليها رجاءً، أخشى على نفسي إدمان تقبيل الحروف فتغارين علي من حروفك....

أحمد الفلاسي
04-28-2010, 02:14 PM
أيتها الراقدة فوق تخوم الغيم! وأنا على الضفة الأخرى من حدود محمله، من منا القادر على إبطال فرية البعد، وإسكات خيال السحر الكاذب لما يسمى زورا ثنائية عاشقين لو أرادا نسج الهواء بينهما عشقا لقال الهواء سمعاً وطاعة يا وسطاً لا وجود له بين قلبين كلاهما قد خلق من غرام، وعاش على قوت غرام.
مددت يدي إليك والرؤية تشف عن انعدام كل شيء سوانا مهما كثرت وعظمت الأشياء، ومهما صال في كون العشاق دجل التعددية الظالمة الأفاكة..مددت يدي وفي مستقرها وراحتها ألف ألف خيال من ملمس يديك، وألف ألف ألف حقيقة من عشق كفيك، وألف ألف ألف ألف قسم ويمين أنك ملكة حسي، وأنا متبتل ناظريك.
سألت عنك في هذين اليومين بـ"أين"، وأنا أعلم مكانك ، لأن هذه الأينية لا تحسب بالأماكن، ولا تقاس بمواضع الأقدام ، فقال لي قلبي: هات غيرها!..فسألت عنك بـ"متى"، فوجدني أحبك فوق حدود متى، ووجدتك تنتظرينني وكأن أنفاس الشوق منك تقول: متى؟؟..وماليوم الذي لا أراك فيه بمحسوب من عمر الزمن حتى يعلن الزمن وفاتي، وما المكان الذي يخلو من نورك بموقوف على مساحة الدنيا الكلية إلا أن تعلن الدنيا قفرها، ووحشتها.

أحمد الفلاسي
04-28-2010, 06:31 PM
ألهذا الحد أربض بكليتي في مستقر تفكيرك ، فإذا بك معنونة بي في الزفرة تكتبينها، والغضبة ترسلينها، وإذا بك كالمتبرم من ذاته لا يدري "أيمسكها على هون" أم يلقيها إلى لا رجعة، وفي جميع الأحوال أنتِ هناك وهنا، تحاكين تلبسك بي أنا، وغرامك بي يا أنا.
وأنا هنا أحسك ساعة ما يأخذك القدر الطائر إلي فتوخزينني بنبرة منك لا أظن أن انتباهي يغادرها بعد ذلك طرفة عين أو أقل من ذلك. ومن هنا فإن حبك أكسبني هذه الحاسة العاملة في غيابك بما لا تعمله حواس الحضور ساعة الجوار. وكيف لا تكون لك أولوية التنبيه الشعوري لديّ وأنت لا يخلو منك موضع مدار خلية في إنسانيتي إلا ولك فيها طعنة بغضب، أوضربة بصد، أوجرح غائر بتجاهلك الذي لا تفسير له سوى أنه النفي الشارح لأصول الإثبات في فلسفة الحب الخالدة.

أحمد الفلاسي
04-28-2010, 07:00 PM
الحب الصادق لا يعيش بكامل قواه أكثر من ليلة، واحد في طبيعته، وواحد في فكرته، وهو واحد في تفرد ليلته، يتوحد كافراً بالتثنية والجمع، غير قابل بقلب يشتهيهما، أو قلب يتوق إلى الشرك في ذات من يهوى مهما كانت إغراءات الشركة أمام فقر الحب منها.
وأنتِ يا كوكب القلب الوحيد لا سمة لليلتك إلا الخلود لأنها ليلة واحدة، ولا قيمة لها إلا كقيمة اليتم لأنها ليلة يتيمة إزاء النظير، أو الشبيه.
فأقبلي يا كوكب قلبي الساطع لليلة تبدأ من زحف جيوش الحب تمخر عباب قلبي إليك، إلى زحف سرايا الملاحة تتفجر من بض وجنتيك إليّ مانحة، ماثلة، صامتة، ناطقة، قاتلة..ولنعبث قليلاً بفضّ جديد الحب بيننا، فما تفردت ليلتنا إلا بتفرد كل شيء فيها جدةً..وأولها الحب يا كوكب قلبي المنير .
ألا فعلميني الليلة كيف أعبث، وأدرجيني بحنان كفيك إدراج الطفل كيف يحبو..وأنا كيف ألعب وألهو.. وامنحيني كيف أتابع خطوك المتعثر الليلة من غشيان الولع، وحيرة الشوق، وشره الإرادة؛ فإنني أخشى عليك كل شيء إلا تعثر هذه الليلة فما أحلاه وهو يرسم الحب بيد من وقع الشوق مرتعشة.

أحمد الفلاسي
04-28-2010, 08:52 PM
هذه ليلتنا الخالدة ولدت من جديد ، ومن رحم الغيب الطاهر استهلتْ ، وإلى حيث التقاء جسدينا المضنيين من توهج الآهات سرتْ، ترتعش في كرّ سجافها، ارتعاشة شفتيك المتوقدتين في حضن شفتيّ عند مشارف القُبلة الأولى في الضمة الأولى، في الليلة الأولى من سطور عمرنا الغارق فينا يا حبيبتي.
أحبك الليلة فحسب.. ادخاراً من زمن لها، وأحبك الليلة كل الحب الآدمي، والطهر الملائكي..ولو أن للقلم من تعابير البيان ماله ما بلغ به الفكر أن ينفث في خباء هذه الليلة ما ينفثه الآن من رقية المس المحمومة به جوانب هذه الليلة.
عديني يا حبيبتي أن تختزلي عمرنا في هذه الليلة، وعديني أن تحركي في مسيرة حياتنا فقط قاطرة هذه الليلة، وعديني أن تقبريني هذه الليلة بين رمشيك فلا أحيا بعدها، وأن تسقميني بإدمان حضنك فلا أشفى بعده أبدا، وأن تخلطيني بشيء من حديثك، وشيء من سلاف ريقك، وشيء من دفء صدرك، وشيء من ورد متنك، وشيء من تعويذة نظرتك ..فأعيشك طعما، وريحاً، ولوناً....أحبك أنت يا أحلى أنفاس هذه الليلة.

أحمد الفلاسي
04-28-2010, 09:20 PM
أتعبيني هذه الليلة بقدر ما تشاءين، وبزخم ما تشتهين من إعيائي، فإني فارسك المعتلي صهوة التعب استراحةً، المكتري طي الظلام استباحةً، لا أدري أمن السحاب تحدرت إليك ، أم من فجاج الأرض استطلت بين يديك؟؟ .
أتعبيني فإن رياح الشوق في داخلي هُوجٌ في انطلاقها، هوج في تلاطمها، تمضي مُضيَّ الصارم فلا قاطع أمامها يظل قاطعاً، ولا قائم يدوم قائماً، كذاك هي روحي الخاطفة كل مانع دونك، لا تدع بينك وبينها حائلاً حسوداً، ولا عاذلاً نكوداً..وأنت يا جنون عقلي متعبة في كل شيء، لأنك لا تتعبيني إلا بقدر ما تريحينني..آه يا من بك كما هو الحال علي منك.
أتعبيني فهذا موعد التعب لأرواح ظمئت إلى الظمأ أشد من تعطشها إلى الري.

أحمد الفلاسي
04-29-2010, 11:02 AM
من عجائب القدر أن أصل معك إلى رفض كل شيء منك وأنا أحبك، ورغم أن الرسالة منك لو وصلتني لجددت فيَ لغة الروح قبل لغة العين..مع ذلك أرفضها منك وأنا أحبك. حالة لا تقف بي عند قناعة سوى هيامي بك بعيداً عنك..بعيدا عن جميع أقدار القرب منك، ترى هل يعود ذلك إلى استمرائك في ذاتي خيالاً، ووهماً كما فسرتْه عبقريتك يوماً..لعله كذلك، والأعجب منه أن أحن إليك حتى إذا ما شارفت أسوار دارك، ومملكتك تخيرت لي غصنا خارج السور أشجوك، وأشدوك من فوقه قصة الحنين في البعد المهين.
فبكل رجاء مني امنحيني نعمة النسيان من مخيلتك، ومن حروفك، ومن كل زخة عبق ترسلينها إلي كل حين..وأشفقي عليّ بمحو كل أثر لي مشتْها قدماي في دارك يوماً؛ فما أعز عاشق جنابَ المحبة بقدر ما عزَّ هو في صفحات الذكر لدى من يحب..
عندك حق أن تخلطي كل يوم لي سُمك مع سمنك، وشهدك مع شعَلك، وتسقيني إياه كلما ناديتك من البعد، أو ناجيتك على القرب..فهكذا أنتِ لا تكتفين بحمرة الورد دون التسلح بمسلات شوكه، ولا تصطحبين دفء النار دون التملح بخاصية إحراقها، وتلك ميزة الكمال لا يصفو دون مقابلة الكدر، ولا يحلو إلا في محيط من مرار.
ولا أدق من تفهمك المرأة العاشقة إذا غنتْ الحب في أوجه بصحبة أصخب التقاسيم إيقاعاً.

أحمد الفلاسي
04-29-2010, 06:25 PM
من فوارق ما بين الرجل والمرأة تباين ما بينهما طرداً، ومعاكسة في خليقة الصمت ، والكلام.. فكلما حلا بالرجل جانب الكلام حلا بها في المقابل جانب الصمت، وعلى مستوى القلة والكثرة، كلما أكثر الرجل زان المرأة الإقلال ..
وسمة الصمت ونقيضها مما يسهم في نسبة الجمال الإنساني لديها أكثر من أخيها، ولك أن تقارن بين امرأة ثرثارة تكثر السخط على الآخرين، وتهوى النقد المقذع في لسانها ، وقلمها..وبين نقيضتها من بنات جنسها ..تجد رسول الجمال يضع شارة دليله على تلك المقلّة، المنصرفة إلى ذاتها دون النظر إلى من أرادت استعاضة المفقود من حسن وجهها في عرض وطول لسانها فتنكبت الدرب، وضلت الجادة.

أحمد الفلاسي
04-29-2010, 06:35 PM
يزين الرجل ثقل في مفتول عضله، ومكامن القوة من جسده، ويزين المرأة ثقل في اتزان لسانها، وآخر في سياسة توجيه منطقها، كأن الثقل المتزن في جانب المعنويات -وإن كان الرجل لا يستغني عنه-إلا أن المرأة به مسومة معروفة، يحيرك أهي عنوانه، أم هو عنوانها!.
ولم تمدح امرأة بخفة في معنوياتها، إلا خفة تعين على التنقل بين رياض الفضائل في أقصر وقت ممكن.

أحمد الفلاسي
04-30-2010, 12:32 AM
كثيرا ما أقول لنفسي ولخاصتي :لو كان أمر البعض من النساء الكاتبات بيدي لاستصغرت في حقهن وضع ما يسمى الصورة الرمزية في بطاقة التعريف بالواحدة منهن! وماذاك إلا لأن في وضع الصورة هذه اصطداماً مع الحقائق الثابتة ، ومغايرة لما عليه الرأي السديد..وقد أمعنت النظر في وضع هذه الصورة فلم أخرج عن الآتي:
أولا: الفهم الخاطيء لدى البعض عن الجمال ، وكأن الجمال المنشود لديها ما يستقر في حدقتي الآخرين لا ما تراه حدقتاها، وبصيرتها. وتلك هشاشة في مقاييس النظر ؛ إذ التثبت من القناعة بالذات صادر بداية من الذات نفسها قبل حكم الآخرين عليه، وما مثال هذه الصور الخادعة إلا كمثال الدعاية الفارغة اليوم للسلع المستهلكة، يفرق الإعلان عن الحقيقة كفارق الحقيقة عن دعاية الإعلان.
ثانياً: سد النقص الحاصل من السطور المكتوبة عن طريق التعويض بالصورة، والحق أن القاريء اليوم لصفحات "النت" يصرف ثلاثة أرباع قراءته في تملي الصورة العارية الرمزية للكاتبة، ثم يصرف ما فضل من النظر إلى السطور، والنتيجة تعليقه على السطور بالروعة، والجمال ، وهنا نشاز حاصل ، وكأن العقل الباطن يخاطب الصورة بالروعة ويظنه الظاهر للسطور المهلهلة.

أحمد الفلاسي
04-30-2010, 01:00 AM
أنت قامة في سماء الأدب استطالت في ناظري فارتفعت بها، وارتفعت بي، لا ينبغي بحال من الأحوال تعريض جانبك الثبت المتزن لاستفزاز السقط من حثالة الحشود، أو حشود الحثالة..فاستعصمي بالجبال ثباتا ورسوخاً، وبالبحار اتساعا واحتواء، وبالكون كله ينهشه الموت فلا يزداد إلا حياةً.
لا تسمحي للغضبة النافرة أن تتسلل إلى مملكة حرفك، فإن عرش الملك تشينه الهباءة من التراب، وتقبحه الشتائم والسباب..ولو أنك تخصصت في الرد على كل قبيح للزمك مجلدات من الردود لكثرة القبح وأهله.
لا يعجبني في الجمال عبوس محياه، ولا في القمر خيوط الغبار تقتم وجهه المضيء فتيضع كثيرا من وضاءته .

أحمد الفلاسي
05-03-2010, 07:13 PM
أهلكني الشوق إلى مناجاتك وأنتِ أمامي ، في أخص من سويدائي، وأدق من كتمان همس روحي لروحي ، وأشف من شرح ذاتي لمسامع ذاتي .. وما ذنبي يا روحي إذا نازعتني فيك عيناي تنقمان على أناملي نقش حبك وهما لا يعيشان نقش اسمك..ويعتبان على أوردتي يجري اسمك فيها وهما شاخصتان نحوه ترقب القرب، وتأمل اللقاء..
ثم ما لعلامات الاستفهام تتناثر فوق رأسي كالفراش التائه في كوّة النور عزّ عليه قرار ، وعاكسه استقرار!! ..ولكل علامة لسان ينطقه العجَب، ويعود ليأسره غموض السبب..مالذي يقودني إليكِ بين عصيان العقل، وطاعة القلب؟؟. وما سر سلخ العالم كله من مخيلتي ليثبت لك القدر أحقية الاستلام ، والقيادة الكاملة لمجريات تصرفي، وتوجهي، وتتيمي، وتعلقي.
لن أسميك مرضي ، فأنت صحة روحي العليلة، ولن أدعوك إدماني ، لأن الإدمان يرجى شفاؤه ..وأنت الشفاء ، وأنت ألمه، وأنتِ الرجاء وأنتِ مخاوفه.... وأنتِ أحمد وأنتِ عوالمُه.

أحمد الفلاسي
05-03-2010, 09:54 PM
لأول مرة يا حبيبة روحي يغالط حروفك بعضها بعضاً، ويكذب باطنُها ظاهرَها،ويأتي أولُّها على آخرها لألمحني من خلالها كهلال رمضان يؤذن بإلإمساك عن غيرك، والإفطار على مائدة حبك.
أي تبرير تريدين أكثر من حكمك الصادر عليّ، واستجابتي للتنفيذ لك لا لي ..وما تنفيذه إلا عملية إقصاء تنأى بالجسد عن الروح، فبالله عليك ما ذا أبقيت لي من حياة بعد إقصائك الضرورتين والذنب لم يك إلا تمازجهما ضرورة يا مولاتي .
وكيف يصدق القلب تغيرك ، وما أنت إلا الصفاء سالما من مكدرات المزج أنى له التغير وهو مادة إزالة التغير، وما أنت إلا السحاب يتربع على قبة الفوقية أنى له بمماسة الدنو حتى يصدق عليه التغير، بل أنت الفطرة الكريمة الناصعة يهتدي الكل بخلوها.. أنى لها استجابة الحال لمتغيرات الحال!!!!!!
وليكن منك ما يحلو من عتب، ما يحلو من تعنيف وعجب، ما يلذ لك من تحامل على أغصان التمنع ..أنا جميع القلوب وأنت فرد تلك القلوب............أحبك كل الأزمنة، يا كل الدنيا.

أحمد الفلاسي
05-04-2010, 09:57 AM
رقص الشعر على خد القمرْ=فتغنى الليلُ وازدان السمرْ
وأدرنا الحرف كأساً صافياً= فسهرنا كيفما يحلو السهرْ
وتبدتْ لحبيبي طلعةٌ= كلثامٍ شفَّ عن نظم الدررْ
عودها المائل في سرح الهوى= جذّ مني من معاليقي الوترْ
غرّها صمتي فأبدتْ منعةً= عن قبولي ويلها تدري الخطرْ
رفضتْ كلي وأشعاري وما= صاغت الروح بها أحلى خبرْ
إن تكنْ تعلمُ حالي فالهوى= ماحل الترب وممحو الأثرْ
حبها باقٍ وحب الغيد لا= ليس يشفيني إذا الشوقُ زأرْ

أحمد الفلاسي
05-04-2010, 10:10 AM
وحياة المبسم المنشق عن = برَد يصفو على مس الكدرْ
لم تذق روحي عسيلات اللمى= لم تجد في غيركم معنى السَّكَرْ
شفة تروي مرادي أينما= ولّت القُبلة أعياها الخدرْ
لا تطيلي سكرة الحب فما= أشغف القلب لريات الفكرْ

أحمد الفلاسي
05-04-2010, 10:28 AM
هل رأيتِ الزهر في أكمامه= يعشق النور إذا ما الصبح لاحْ
ويُميل الرأس في ضحضاحه = مستهاماً بزّه نور الصباحْ
يترك الدنيا إلى أنواره= لا يبالي أقبل الخلق وراحْ
هل رأيت الزهر يوما هكذا= هكذا أحياك في الصبح أنا

أحمد الفلاسي
05-06-2010, 01:45 AM
أحاول هذه الأيام ألا أكتبك لعيون قرائي كهدنة مع الشوق لا سيما بعد استراحتي في ظلال دوحك الوارف الوافي..
مصرٌّ أنا هذه الأيام على ألا أكتبك..الا أتنفسك من خياشيم القلم..ألا أنصبك تمثال أوراقي ، والا أسكبك دمعات أحداقي يا نور أحداقي وأخفاقي ..
ومن دون إشعارك أتحرك بين بتلات وردك أشتم منها عرق أناملك الساري في عروق دمي مسكاً، وطيباً..ولا أراك إلا قد أطرقت لخفق قدمي وهما يتوثبان خشية التنبه، ويتسارقان خشية اللمحة من عينيك ..هل رأتني؟؟..لعلها لم تبصرني!!..لالا بل استوضحتني ..نعم يا فؤادي وكيف لا ؟؟ إنها أدركتني فاحتوتني..فاحتضنتني..فطمأنتني أنني ساكن حشاها قبل خطراتي حول خبائها ساعة البوح ، فما عساها تفيدني خطراتي ، وهمساتي وأنا في سمعها صوت الكون الوحيد، وفي عينيها بحر يعكس ، وسماء تزرق.
هي قناعاتي ألا أكتبك هذه الأيام!! إنني عازم على كتابتك بكل جزء مني ، إن لم يكن فوق مساحات الورق، ففوق مسامات جسدي المضنى من حبك وتلك المسامات شاهدة.
دعيني ألا أكتبك هذه الأيام !! قد تكون تجربة جديدة لي أن أناجيك بوهم الكتابة كما أحببتك بوهم الصبابة، فإن للوهم يا حياتي قصة بيننا كم أبكتني وأنت تضحكين، وكم على حالي أضحكتني فانبريت تبكين، بالوهم تأوبت بابك زائرا، واتهمت على أعتابه قائما، ثم قذفني الحساد في ليلك سامرا..وما زالوا يتعجبون من شاعر يترك الدنيا لأجل باب مغلق.

أحمد الفلاسي
05-06-2010, 08:32 AM
إلامَ يمتد بك تمادي الغياب وقد نفذ مني آخر ما للصبر من قوام؟؟ أدركيني إذاً بمتنفس للصبر من عندك أقوى به على نعمة السكوت إلى أن تشبعي منك نهم الغياب ، وترضي فيك داعية هذا اليباب.
لكأنك اليوم عازمة على قراءتي مناشدة لك ألا تغيبي !! فأنا أينما كنت في القرب منك أو خلف أسوار المسافات الطويلة لا أتشكل أديباً إلا بوحي تصرفك معي ، ولا أعلم كاتباً يصدر إلا عن تلقاء نفسه غيري أنا ..أنا يا أميرتي حرف محلق حر لكن في مداراتك الواسعة ، وآه ثم آه من سعة مداراتك .
لك أن تتفنني معي في اختبار كمية وكيفية، ونوعية، وسلامة حبك في كياني كيفما شئت غير هذا الغياب الذي لا أحتمله.
لك أن تديري خصرك الغالي حول محاور شبقي تمنعينني حينا، وحينا تغرقيني بك ..غير هذا الغياب فرحماك لا أطيقه.
لك أن تثقلي معايير تدللك ، ومحامل مشاعرك فتمكرين بي حبا لا سلوّاً، وأنا أتلظى بنار هذا الثقل كما عرفتني طفلك المتهالك على دقات قلبك وهو يخفي معالم وجهه في حنايا صدرك ..لك هذا غير ذلك الغياب فتلطفي فديتك إني لا أعايشه.
سأغيب بغيابك حتى أميت نفسي ، سأغيب وأنا أدرك موتي لا محالة..لكن سأغيب ..صدقيني سأغيب ..فعودي عود المدلل انكسرت لامه الأولى، فقد كفاك فتح هذه اللام طورا من الدهر يا حياتي.

أحمد الفلاسي
05-06-2010, 11:02 PM
من نحن يا قدر؟؟
قال القدر:أنتما بعض تصرفي ، وجزء من مشيئتي، ذاتٌ علقت ذاتاً، لو بحث الباحثون قاصو الأثر عنهما ما وجدوا لهما خطوة على ظهر هذه البسيطة، وما عثروا لهما على قسمة لعيش ، أو قرار حتى يؤاخيا الوجود بعملية الإنفصال المشتة.
فمن نحن يا قدر؟؟
قال القدر: أنتما قصة من قصص الحب الموجوعة ، تتصادفان لقاءً، وتلتقيان صدفةً، تذوبان في بعضكما ، وليس بينكما كلمة واحدة تباح بينكما ضرورة أو رفاهية..
لكنني رجعت ثالثة أقول بدموعي : من نحن يا قدر؟
قال القدر:أنتما عاشقان تتوازيان مع منطق الوجود كخطين لا يلتقيان إلا عند نقطة النفي الأليمة..ولا يتعانقان إلا كقطبين متنافرين جزاء شدة العشق، حتى إن العناق بينكما لا ينجلي إلا كفكرة مضطربة لا تلبث أن تموت في لحظتها قبل أن يصدق عليها اسم فكرة.
قلت للقدر: لا تزد أيه القدر على تفصيل ما أجملت فإن ثمة بيانا لدي يجعل من بيانك نقطة بدء لما سأكمل!!
نحن يا قدر أعجوبة فلسفية متناقضة جهاتها مع حقيقة جهاتها...انظر يا قدر إلى حبيبتي ..تلك القابعة تحت سطوة السكون لا ترضى إلا ما يرضى سكونها، ولا تغضب إلا حينما أحاول تحريك ذلك السكون.وللسكون في فلسفة المحبة إشارة إلى بغية الصمت على خلاف ما عليه العاشق من إرادة ورغبة التفسير لكل شيء، حتى إنك لا تجد عاشقا مستقرا على حال حتى يقضه حال إلى الرحيل عبر أطياف الخيال ، وأجنحته.
ألا تبا لها من قسمة لا تأخذ من الحياة معنى القرار، ولا من الموت معنى الخلاص والفرار..وتلك هي سنة العشاق لا حياة ولا موت إلا بقرار من داعي الهوى ذاته.

أحمد الفلاسي
05-06-2010, 11:45 PM
فمن نحن يا قدر؟؟؟
قال: أنتما بسمة متعثرة في طريقها إلى الواقع ، مرتْ على الوجوه لتجد على قسماتها فسحة ..عزتْ عليها فسحة الوجود. وإذا بها ترتطم بجدار أفقدها ثلثي نشوة الأمل في خيال يسمى الحياة.
وأنتما ما أنتما إلا شرارة من فناء ثنائي ذوّبَ كلا منكما في صاحبه نار عشق لا نظام لها على أرض الوقع يسير عملية إحراقها فأحرقت نفسها كمدا، وحسرة.
أنتما ..لست أدري في الحقيقة من أنتما سوى ما ذكرت لكما من بنود الألم المعرفة بكما.
قلت: نحن يا قدرنا الغالي عاشقان تمرد الحظ بهما وعليهما فأبدلهما نقيض ما عليه جميع أهل الحب من كفاية روحية، وجسدية تخص كلا منهم بما يوائمه..إلا نحن فمكر الحظ يحيق بنا ، وإليك البرهان:
نحن لا نذوب عشقا في ذاتينا إلا حينما نكون أقسى ما نكون على ذاتينا..فلو أن قارئا قرأنا لما وجد للحب ثغرة بيننا يتخللها إلينا وسياج القسوة قائم كحائل الصخر بين الماء ومنسكبه.
ونحن هكذا لا ترحمنا سوى حروفنا تشرح للعيون معاني الرقي في تفسير الوجدان ودواخله، وعيوننا لا تقع أنظارها منا إلا على ما يحير الحليم، ويخجل العليم.

أحمد الفلاسي
05-10-2010, 05:39 PM
أنا الآن وحدي.. وأمام هذا البحر أجلس متربعاً في جفن عينه، مخففاً بملح مائه عذوبة مصطنعة في حلقي اصطناع الألوان المشروبة عند الناس هذه الأيام . وأمامي حروفك نقلتُها بيدي من مكنون بوحك اليومي تؤذنني بحضورك الشاعري كل ليلة ، وتكذب عليّ لتغويني أنها عنك تحضر، وعنك تغمرني بقُبل اللقاء، وعنك تمنحني الحياة المقطوعة ليديك تهبينها لي كلما حدثني خيالك عن قصة النفخة الأولى.
ألا ما أكذب خيالك وما أصدقه حينما يعلن تصببك من السحاب قطرة قطرة في فمي! أما إنه لكاذب !فإن الخيال يظل خيالاً لا يجرؤ على مس الحقيقة، أو لمسها من عالمه الهلامي..وهو صادق يا حبي لأنه يذيق فمي حلاوة الشهد نفسها التي أجدها في حبك ..في قلمك وفكرك...في تنهيداتك اليومية اللصيق أنا بها صحة أو سقماً، أو كما تقولين أنت: جنوناً، ووهْماً.
يا بعده، ويا حبه، ويا حقيقته وظله...أحرقيني بالشهد مرة! لقد اشتهيتك ناراً، كما أنا مدمن اشتهائك كل يوم ماءً، وما أدراكِ أن في نار المحبوب غيث كل عرق فيه، وأن تلك الغيوث الماطرة ناراً لا يجدها القلب المتيم حتى تتبدل خصائص مادتها من الإحراق إلى الإبراد، أو ما ترين لذة العناق لا تبرد القلب حتى تُمرّه على نار الشوق أولاً؛ وعلى قدر اشتعال القلبين ناراً؛ يتحد الصدران عناقاً، لا يفكهما من نعيم غشيته إلا الإنتقال إلى نوع آخر من العناق ..وهكذا من عناق إلى عناق..حتى تقر العين ، وتبرد من راحة تحقق المطلوب يا... يا قرة عيني أنا.

أحمد الفلاسي
05-11-2010, 11:27 AM
نقش الخضاب على كفيك إغراءُ=وبسمة الورد في خديك إحياءُ
أغار من حمرة المنقوش تَخضبُني= بالدمِّ قتلاً وفوق القتل إذكاءُ
ما كنت أحسب أن الغير يسبقني= يستوطن الخزَّ من كفيك حنّاءُ
أيعلن الحربَ منقوشاً ويقتلني= في راحتيكِ كأن الحرب حسناءُ
قد كان يكفي فؤادي ما يصانعه= من سيف لحظك إن اللحظ إمضاءُ
يحكي الخضابُ دمي والوردُ يشرحهُ= دمعي السخينُ إذا جافاه إغضاءُ


مرتجل

أحمد الفلاسي
05-11-2010, 12:54 PM
أحلاك أحلاك ما أحلاك يا أملي = تهدين عيني خضاباً ما أحيلاهُ
أهواك أهواكِ ما أهواكِ مرحلةً= من الحياة فأنتِ العمر أجلاهُ
أشتمّك اليوم أحلى ما أقبّله=ريحاً كأن ثرى الفردوس أعلاهُ
ألقاك ألقاك في صبحٍ تصافحه= يمناك والنقش في يمناك أملاهُ

أحمد الفلاسي
05-11-2010, 01:34 PM
ألقاك بالشعر مفتوناً بفاتنةٍ= كفتنة التبر تبدي النارُ فحواهُ
ألقاك بالنثر طفلاً في تميمتهِ= أوّاهُ أوّاه من ذا الطفل أوّاهُ
تحاول البعضُ تشويشاً لقافيتي= ظناً سقيماً بأني سوف أهواهُ
حرّمتُ بعدك يا كفّاً مخضبةً=وصف العقيق إذا ما احمرّ عطفاهُ

أحمد الفلاسي
05-16-2010, 08:11 AM
افعلي ما بدا لك وطاب لخاطرك من مسببات قتلي، ومقربات هلاكي وموتي..واختلقي هذه الأكاذيب الواهية المقروءة في ظلام التضليل ..المحبوكة في زاوية التجهيل لإرضاء أنثى لا تقتات إلا على تعذيب رجل.
واعلمي أن براءتك مني واقعة مرة ثانية ، ومن باب آخر في لجة الإنشغال بي ، وما مشت في كبريائها المزعوم إلا متسربلة بشائكات وجودي، ومتلبسة بحتمية هيمنتي.
أنا وأنتِ وسط هذه المجاميع لا يفهمنا أحد كما نحن نفهم تناقضاتنا المليئة بنا فقط..وإلا كيف يفهمون أنثى تصل ما بين المشرقين في جرة قلم ماكرة، وتنسج من ريح الدهاء مسارات النظر في العيون القارئة...وتستدعي في فلسفة خطابها من عبيد حرفها الخيالي من تشاء ، لا لذات النداء..إنما لفرض حقيقة المكر والدهاء، ويحسب لها في حاضر الوقت من الخطابات عدد ما في رأسها من سواكن الخيالات، وقد تنقلب الياء باء في الخيالات لتؤدي إلى المرض ذاته..وفي نهاية المرض المزعوم صحةً تشي بسر انقلاب كوني يزلزل الأرض بمن فيها لتقف هي مستوية على أي ظهر من الأرض استقر..وهيهات أن يستقر وهي ما زالت على استوائها فوق ترابه.

أحمد الفلاسي
05-18-2010, 08:23 AM
وتلك هي الليلة الثانية أبيتها متلمساً مواضع أنفاسك بين رضف فراشي ، ولا أخفيك أن من الساعات ساعة كانت أنفاسك فيها صرفةً خالصة لم يخالطها شيء سوى حر أنفاسي ، وامتزج الحران ليسلما إلى غفوة الليل بقية ما في الصدر من حنين ، وبقية ما في الشوق من أنين، وبقية ما في الصبر من لعاعة احتمال.

ولا أخفيك- يا صباحي الندي- أنني قضيت ليلة البارحة وفيها منك كلك، لم يتخلف منك شيء عني ، فقد أحسست بك في شراييني تنسلين فتودِعينها معنى من معاني الحياة لا أعرف كيف أصفه، ولا أفقه كيف أحلله، غير أنه حياة بطعم لم أجده في هذه الحياة، وشعور آتاني الملك فأمرت، ونهيت، وحكمتُ، فأذعنتْ لسلطان ملكي كل خلية منك في خضوع المأمور، وذُبتِ في فمي ذوبان السكرة في الكأس ، فإذا بك مخلوقة أخرى هي فوق مزية الإنس، وخفية فوق خفاء الجن، وساحرة أعقد في تشابك مفاهيمها من طلاسم السحر.

هذه فترة استيقاظي، وهي بك ولك ومنك، وتلك ليلة مضتْ ووعاؤها لم يزل في امتلاء منك، كأنّ عهده بانسكاب قارورة عطرك للتوّ يصورها وهي تنسكب فوق ترائبك نهراً أنا ضحية الغرق فيه حيث لا نجدة.

يا هذه..علّميني بهذا كيف تختصر ليالي العمر في ليلة واحدة هي ليلة عناق الأنفاس المشتاقة ..فتلك مواضعها فوق مخدتي استيقظ من الليل على دفئها الشبق فلا أجدني إلا وقد ملأت المخدة من أشعاري قصيدةً شاهدتْ، وطعمتْ، واستنشقت ، ولمستْ...أنفاس هذه الليلة.

أحمد الفلاسي
05-24-2010, 10:30 AM
لا تضيعيني في دروب الغيب وأنا أجهل مشاهاداتي معك، وأستسلم لفراغي من معرفتك؛ فإنني خبرت الغيب قبلك ، وتكهنته فلم يزل في تلاشيه حتى غاب عني شيئا فشيئا.
أتحاربينني بالغيب في أدق تفاصيله وأنا لا ألقاك إلا غيباً يتناهى في غيب دامس المجهول لا أكاد أعتنقه حتى يفلت من يدي بعد أن لم يكن شيئا.
بالله ماذا تريدين أكثر من تسترك بالسراب، ووقوفك خلف تلة لا يعرف الطير إليها سبيلا ليقف عليها نائح الماضي، فارغا من آتٍ، ولا حاضر ثمة يؤمله..
انظري كيف قتلتني عشقاً، وأبعدتني رؤية، بعد أن أفرغتني من كل محسوس فيك ، كأنما لم يكن لك إلى طينة آدم صلة، وفي الوقت ذاته ليس لك في روح العالم العلوي نسبة، هكذا أردت أن تكوني في عين من يحبك، وتلك وربك غاية في تعزز الإنسانية بكيانها لا يسطيعه ذكر، ولا تتمناه لبعد شأوه أنثى.
أتظنين هذه الربقة التي طوقت بها تشوفي ستنتقل إلى عنقي لتحكم الطوق حوله فأقضي شهيدك ؟؟ ..كلا ، والأمر في واقعه لم يزد على ما كان شيئا؛ فقد أحكمت طوق حبك حول عنقي منذ زمن، ألا ترين أن من الصعوبة بمكان دوران هذا العنق إلا في محيطك؟؟ وأن صيرورته إلى غيرك في لمحة الطرف أو أقل منها ممنوع من الصرف حتى يضاف إليك مستئذناً، أو ينسب إليك معرّفاً؟؟...ألا ما أجملك..ألا ما أبعدك...الا ما أقساك وأرحمك.

أحمد الفلاسي
05-24-2010, 10:39 AM
لا فرق عندي بين جدك وهزلك، وتعقلك ولعبك، فالقلب العاشق فوق مستوى الحدود العرفية..لأنه مجموعة أعراف خاصة ، تأخذ أوامرها، وإشارات سيرها من عقل طائش عن جادة القواطع العقلية المستقيمة.
وهل على أعراف العشاق من رقابة وهم الذين وصلوا إلى إطلاق صفارة الحرية من أول زفرة ممنوعة تنقلوا بها بين مراتب العشق لا خوف ولا وحذر.
وأنتِ يا وحيدتي ما أنتِ إلا تلك الرحابة المنفتحة أمام بصيرة عشقي أراك على طبيعتك مهما تصنعت تزلف ما تكرهين، وبعدت عن مساس ما تحبين، وتعشقين..أنتِ في دائرة حكمي نقطة اتهام لا يثبت لها براءةً هذا الوجود بأسره حتى تمثل إلى ساحة قضائي لتقول بعد طول إنكار : ها..أنا...هنا. وأنتِ ..من أنت؟؟ سأعود إليك لأفصل لك عبقرية هشة تدعينها وهي مفضوحة بتشخيص عدسة عشقي.

أحمد الفلاسي
05-24-2010, 10:40 AM
شاقني كثيراً تعاليك وغرورك..أحب غرورك لأنه وُلد على رسم كلماتي ؛ فأنا الذي فجرت حصاته ، وجعلته وخزاً في عيون النساء غيرك، لقد ترعرع في مهد خواطري، ونما حتى اشتد عوده ، فصادف مني عالما عشقياً ذائباً في محلول ملوحته فحلّاه، وجلّاه، وأغدقه من سماء العشق عذبا فراتا سلسبيلاً.
تجادلني فيك النساء..وحُق لهن ذلك، فإن امرأة كتبها حرفي فغدت به أميرة لجديرة أن تقلب وجه الأنوثة الوادع عبوسة من صخب الحسد ، والغيرة ، والحيرة الاسرة لكل ذات لب منهن، حتى يستقر بهن الحال على جودي القناعة أنك مولاتي الأميرة حقا وعدلاً.
وأنك مغرورتي إذا تهافتت عليها قصائدي وأدبيات عشقي فعقد الإجماع الأنثوي على أنها مقصودته..معشوقته..معناه، ولفظه..أدبه، وفكره.
ألا فزيدي الغرور بك غروراً، واطمعي بغرورك قلمي كما أطمع العشق بك قلبي فغدا من سكر رياك بك عابثاً مخموراً..تكبري، وعلى مدارج حرفي تبختري، وما بين جفني عن عيون الحاسدين تستري، فإن من جلاء الرؤية في الحب ان تستطيل الأنوثة ماكرة، وأن يتلقفها حبيبها بقوة الإحتواء وهي في قوة من غرور وكبرياء.

أحمد الفلاسي
05-24-2010, 01:03 PM
الدنيا الواسعة ، والفضاء الرحب، والنفس الرئوي العميق، والتأمل الخيالي البعيد، ومد الإبصار المتسامت مع امتداد الكون ..جميع ذلك وأنتِ معي يخلق لي دنيا لا تقوم إلا على تلك العناصر ، لأن الدنيا لا تتسع إلا بك، والفضاء لا يرحب إلا بك، والنفس الرئوي لا يتعمق إلا بك، والتأمل الخيالي لا يبعد بي إلى ما وراء الكون إلا بصحبتك، والبصر في امتداده ليس إلا سباحة مقدرة في احورار عينيك..فماذا بقي يا كل الدنيا أنتِ؟؟.
يا حبيبتي..مدي ذراع التجديف في بحار عشقي بالمقدار الذي تحددينه، والوقت الذي تقترحينه، والرحلة التي تعدها يداك المقترحَة لي من ملك النعومة في الكون..
يا حبيبتي..أسهري جفني أكثر فأكثر..فإن جفناً لا يبيت يرعى تقلب اسمك أمامه لا يعد من الأحياء في عالم النظر، وملكوت العيون.

أحمد الفلاسي
05-26-2010, 12:22 AM
رشفة الثلج..من أجمل ما قرات للشاعرة القديرة أم فهد - فتاة تهامة، ومن هنا فإنني علقت بهذه السطور على قصيدتها الجميلة جدا، وودت تخليد هذا الرد هنا في مدونة خلوتي..

يا رشفة الثلج بللي يبس شفتي من طول أيام الجفاف..
يا رشفة الثلج ارويني من فيض سكبه حتى أدرك به، وبحديثه الغالي ما معنى لذة الظمأ على أمل انتظار السقيا..
ما هذا يا شاعرة الجمال المسكوب عن طريق رشفة الثلج؟؟
هذا جديدك .. هذا رفدك الماطر المعبر بلغة الثلج عن مشاعر مشتعلة قد لا يطفئها ثلج الدنيا بأكمله..
ما كنت لأغفل عن جديدك وأنت الشاعرة التي ملأت سمائي بقناديل النجوم من روعة ما تخط، ومن جميل ما به تبوح، ومن أحلى ما به قال القلم.
واليوم أقرأ لك من فنون الأدب ما يغالبني في سبقه معناه قبل لفظه، ولفظه قبل معناه، ولا أعتقد أن مثل هذه العلاقة التي ربطت بها ما بين أثر القرب في هنائها، وبين الثلج ورشفته إلا داعية من دواعي القدرة الفائقة على علو قيمة الاستعارة في هذه المواقف..
رجوت في مروري من هنا لو رششت شيئا من العطر، لكنني فوجئت أن عطر قصيدتك يغار العطر من جواره....شكراً.

أحمد الفلاسي
05-28-2010, 10:11 AM
المكان الذي تغيب عنه همساتك لا يعدل في عيني ذرة تراب تسفها الريح ، ولا أراه رغم اتساعه ، وقد أراه لكنْ يتلاشى في أمامي كما تتلاشى خيوط لوحة الشفق ساعة المغيب.
مكان لا يمطر، ولا يثمر، ولا يسمر، ولا يكثر إلا حينما تردد أصداؤه بين جنباته هتاف أشعارك، وهمس حديثك الساري في عروقي من أول الصباح يا روحي.
والله لو علموا مكانتك لغرسوا همسك في كل مكان تؤمه مقاصدهم، ولو علموا بياض هذا القلب الذي تتمتعين به لاتخذوا نبضه للقلوب القاسية دواء، وشفاءً..فأنا من عرفتك، وحاذيت على أقرب من القرب همسك، وعشت أنفاسك أهتدي بها إلى معنى الوفاء، والطيبة في حياة قل فيها الوفاء، وندر...صباحك بسمة طفل لقلبك الهامس ببراءة الطفل.

أحمد الفلاسي
05-29-2010, 10:34 PM
افعلي ماشئت ، كل الطرق في سبيل تعذيبي حلال عليك..لم يبق لي معك إلا أن أهرب منك إلى غيرك، سأحب نساء الأرض كلهن، كل يوم لي واحدة لا لسبب إلا لأني بقدر ما أحببتك كرهت تعاليك وتجبرك، كرهت منك أنفة لا تحمل من طبع الكرام إلا أنها أجود ما تكون وهي مستعصية على شيم الكرام.
أنا أكرهك اليوم لأني لا أستطيع الانفكاك عن حبك، وأنا اليوم أجري جميع كلماتي لغيرك، حبا، وولعا، وعشقا ...لأني أحبك، وما زلت لا أجد من التخلص منك سبيلا أنهجه.
نعم أحب غيرك ..أحبها لأني أحبك، أحبها .فاسمعي، وأغلقي جميع المنافذ بيننا، وارحمي قلبي التالف بك ببعدك عني..وإني لأسألك لو كان هناك أكثر من إغلاق الباب بيني وبينك أن تكرميني به رحمة بي في الخلاص من عذابك.

أحمد الفلاسي
05-30-2010, 01:29 PM
لو كانت شفتاك في متناول فمي لأرهقتهما ابتزازاً حتى أستخرج من باطنهما ابتسامة ساخرة منك، ومن تصرفك الأخير هذا معي..ألم تعلمي أيتها الماكرة أن جنونك هذا لم يزد النار إلا اشتعالاً، ولم يزد الاشتعال إلا خبالاً؟ ولم يحشُ قلبك إلا بنتاج رعشة يديك وأنت توصدين الباب بيني وبينك.
ترى هل أوصلتك عبقريتك الفذة إلى الحل المنشود بيني وبينك، فلم تجد من سبيل يروقها إلا صب هذا السيل من السعير الغضبي عليّ..مع أني قد أصدق كل شيء غير بغضك لي، وقد أحسن الظن في حركة الشفاه غير شفتيك القرمزيتين أنْ يريدا بهذا الافترار الغاضب دحضي، وإقصائي عن محجر عينيك.
هنا ، وبالأمس فقط أدركت أنك مجنونة هوى، مهووسة عشق، وأن عشقك المارد ألغى جميع الفوارق في عينيك فرأيت النار ماء تسكبينها في حلقي لأتجرعك معها نارا أخرى يا حبي رغم عصيان جوارحي كلها لداعي قلبي..أدركت بالأمس أنني في دائرة نارك قد قذف بي الهوى، فلم أخرج منها إلا بحظ الاكتواء ، ولم أنج منها إلا بحتمية الحرق، والانغماس..فدعي النار تتلظى بعظامي ..إنني رضيت بها يوم أن دخلت عالمك عند فقدان الاختيار لأحبك حبا غريبا في معناه..غريبا في مبناه..غريبا في مغزاه.
ولأحبك حبا أهرب من سعيره إلى جحيمه، ومن موته إلى حتفه، ومن حر رمضائه إلى أوار ناره..
ولأحبك حباً أهرب منه إلى قلب امرأة مجهولة الحب لي أنغرس فيها بكليتي، وأدفن رأسي المنحني لجبروتك في فيء صدرها لأنساك، فانغرست، وعدت، وأفقت بنسيانها وتذكرك، وسلوها، وحبك...يا هذه، أديري بيديك الباب الموصد من الأمس لتري صريعاً على أعتابه يكرهك، ويحبك.

أحمد الفلاسي
05-30-2010, 01:53 PM
يا من رأيتِ إغلاق الباب فتحا جديدا لك في عالم انصياعي، وخضوعي..لا زال بابك في عيني متعامداً بطوله ، وعرضه مع طول وعرض كبريائي ، وقد ينفد الباب بعوامل القرض التي ستأكله من كل جانب..ويظل كبريائي مستطيلا في عرض السماء يزاحمك هناك، حتى تعلمي أن سياسة إغلاق الباب ليست إلا بداية فتح العجز عن مقاومة كبرياء السماء.
أنا لا يطمعني في جوارك هناك إلا حب جوارك، وما ترددت في أفياء ميدانك إلا لأستوحي ندائي الغارق في أنفاسك ساعة ما تنادينني وبيني وبينك أقرب من قرع صوت الهمس على مشارف الخاطر..وأنا على تمردي ، وإصراري أعترف بأن جنايتي هناك لم تكن سوى عصيان كبريائك، يقول لي اهدأ فأملأ الدنيا من غنائي بغيرك وهو لك.
ومع بداية عهد جديد معك من قطيعة -أنت من ابتدأ إشعالها- سأبدأ معك يداً بيد في وضع لبنات هذا الجدار العازل بيني وبين مكان بوحك، وسأساعدك كثيرا كثيرا في أن يظل باب الحجب موصوداً أكثر فأكثر، وستجدينني من يذكرك كثيرا بضرورة أن أظل خارج أسوارك يا حب الأبد.

أحمد الفلاسي
05-30-2010, 07:36 PM
أليس من العجب أن تحمل راحة أناملك هذه الخشونة التي لا تليق إلا بكف سجان، أو عتال، أو حفّار!! تلك هي الثغرة الوحيدة التي تضاربت ورقة أنوثتك التي أقيل كل يوم في مهدها الوفير إذا لفحتني حرارة الصيف، أو أرجفتني برودة الشتاء.
لا تظني أن تصنع قسوتك ستستدرجني في فلسفة خشونتها مغفلاً لا يعي الفارق بين لسعة النار، وأكذوبة وميض الشمعة..لا، لا أعتقد ذلك؟ فإن الاسترجال الذي تتدرعين به لا يتجاوز خيالي عبوراً حتى تصرفه حقائق همتي كما تصرف خنصري بعوضة عبرت الطريق بين أرنبتي أنفي فانكفأت تولول ، وتملأ الدنيا طنيناً وأنا في فلك الصقور أتجول بفوارس فكري.
يضحكني منك هذا الاستئساد، وأحياناً يصيبني منك بالغثيان؛ لأنه لا ليس على مقاس أنوثتك، ولا يوازي منك ذرة من ذرات نعومتك حينما تبثينها في حروفك روحاً تحيي القلوب وهي في عالم الرميم.
حقاً يضحكني منك هذا الجسم الغريب الذي تنتحلين هيئته، فلا تجدين لعظمة وزن القطن الذي فيه إلا أن تلقي به في طريقي ظنا منك أنه سيشكل مانعاً أمام الفرات الذي يتدفق من جوانبي شعرا، وشعورا، وهمة، وعملاً، وصبراً، واحتمالاً...وليتك تستعينين بجبل من حصىً في ردم علوّي، لكنك ياللأسف لا تستعينين إلا بجبل هارٍ من ضعاف الشكيمة يطنطنون كنائحة ملأت العزاء بما يضحك الثكلى لا بما يبكيها.
أيتها الغالية...لم يعد يهمني من الدنيا سوى أن تكوني صبحي الذي أرى به الدنيا، وهجوع ليلي الذي أرى به منامي..ولا يظنن عاقل أو مجنون أن مناوشاتك ستمسح على اسمك المنقوش على قلبي..كلا، ثم كلا..يا أحلى الأسماء، وأعظمها سطوعا على ربيع قلبي.

أحمد الفلاسي
05-30-2010, 08:56 PM
هذه فقرات معترضة أضمنها مدونة بوحي هنا تنبيهاً لقضية من قضايا الكتابة ينتابها الكثير من الغبش لدى بعض الناس..
كثيرا ما نبهت في سطوري إلى طبيعة المدونات الأدبية الخاصة، في أنها لا تمثل إلا حديثاً ذاتيا بين الكاتب وذاته، يخص به شخصية معينة في نفسه ..وقد تنزلق بعض الأفهام أثناء قراءتها فتفسر الحروف المدونة تفسيراً شخصياً لأن في هذه الحروف تشابهاً مع أمر يضمره هذا القاريء، أو تلك القارئة..وحينما يعقد المقارنة، ويجد التلاقي متصلاً تأثرا بما في خلده من فكرة مسيطرة عليه أدلى بحكمه الجائر ضد الكاتب أنه يقصد هذا أو تلك.
والفكرة المتمركزة في النفس تشكل غشاوة أمام العين لا يرى المبصر الأشياء إلا من خلالها، وبالتالي فيصدر حكمه من خلال تلك الغشاوة الوهمية..
ومن هنا فإنني أنبه إلى أن ما تخطه يدي في هذه الصفحات لا ينبغي توجيهها من قبل القاريء إلى أحد معين لعلاقة المشابهة تلك، ولا أجيز تفسيرها تفسيراً شخصيا وفق هوى أحد..فقد حدث في مكان ما أنْ فسر بعض ممن نحترم، ونقدر من الأحبة ، والإخوة هذه الحروف تفسيرا شخصيا فأدلوا بحكم على كاتبها لا يليق، ويشهد الله أنه ظلم في ظلم..وأنا لا أستطيع أن أبتدع كلاما لا شبيه له في الوجود ، فالناس تتشابه العلائق بينها..

أحمد الفلاسي
06-02-2010, 02:16 PM
حبيبتي أيتها الظالمة...

بعيداً عنك، وعن مساس ظلمك الطائش في وجه الحقيقة بصارف جنونه..بعيداً عن كل شيء منك قد يعيد إلى الذاكرة سالف أيامك المرة، ويحكم على البال قبضته العاتية المدمرة..بعيداً عن تأويلاتك الخاطئة في حقي، بعيداً كل البعد عن حديثك الذي لم يذكرْني بخير في غيابي، ولم يرحم بشيء من الوفاء رجعتي وإيابي..بعيداً عن كل شيء يذكرني بك ..بعيداً عن تصفح كل فقرة خطتها يمناك يوماً لم تعرفني إلا في صفحة الاتهام ، ولم تكشف عني إلا وهي حاقنة ضدي كل أنواع العداء، والقدح المضمخ بعبارات السخط..
أنا هنا لا أقول اشتقت إليك، بل الشوق يا حبيبتي الظالمة واحد من جملة أقداري القاسية معك..ولا أقول: بي حنين إلى دارك، فإن دارك ظالمة مثلك، قاسية قسوتك، شائنة شانئة لكل مابي، رغم أن مابي ليس إلا أنت بكليتك يا أنفاس روحي الظامئة.

أحمد الفلاسي
06-02-2010, 02:40 PM
حبيبتي الظالمة..

رحمةًً بي من خيالك الجاثم على قبة نومي كلما أذن لي الشوق إليك بالهجوع، والراحة. وكلما نسيني الحنين إليك لحظة لأغمض عيني بشيء من السكون النادر في حياتي وأنت شغلها الشاغل.
لا تسلطي هذا الطيف المارق من دائرة الرحمة، والهارب من أسوار العدل، والصائب بسهامه خلجات ذاتي الموفورة بذاتك.
أنت هناك حيث خلت الديار مني، وهناك حيث الرقص الماجن على جراحي، وهناك حيث شماتة الحساد التي ارتضيتها لي، وأنت في كامل ظلمك، وشدة قسوتك.
أنت هناك مستريحة البال لأن بينك وبين أنفاسي بعد ما بين نعيمك، وعذاب قلبي فيك..فكيف تسلطنت من البعد الغارقة فيه حبا لتجثمي بكليتك على كل مورد من موارد حسي المفترش بساط حبك وأنت ظالمة ظالمة ظالمة.
كان بودي أن أسأل المكان الذي خلا مني كم من إمدادات الفرح أغناك؟؟ وكم من سلوة الخاطر لديك وهبك، وأعطاك؟؟ أليس ذاك هو ما ترغبين؟ أليس ذاك هو ما إليه تهرعين؟ وأنا هنا كأنني هناك؛ فما تغير حال على عاشق لتغير المكان، أو تبدل الزمان...فعيشي ببعدي كيفما شئت، وليحلوك خلو المكان مني كيفما حلا لك، لا البعد، ولا القرب لهما من تصرف في حبي، وقدر عشقي ..يا ظالمة لم تجد من يذكرها العدل يوماً.

أحمد الفلاسي
06-02-2010, 10:07 PM
لو طاوعتني الحروف لأفرغتها منك إفراغ قلبك مني ، لكنها وعلى قددر ما أجبرها أأن تكتب عن غيرك محاوَلة لشفائها منك تأبى إلا أن تكوني لها كما كان الرمز لمدلوله، واللون لمنتقعه، وإني لأدرك أن الخط بيني وبينك أمسى اليوم على وشك أن تتقطع عراه، فااتركيني لتنقية كياني منك، ومن أسبابك .
وأمهليني مع الأيام، فالأيام لا تبدي أكثر مما تخفي وتستر، وما سمي القلب قلبا إلا لتقلبه، ولست بالمصير المحتوم حتى أضيع فيك عمرا قضى شطره في عماك تائها متخبطا.

أحمد الفلاسي
06-02-2010, 10:35 PM
واتركيني لقصائدك فهي أرحم بي منك، وأعدل من ظلمك المدجج بالكبرياء، بين قصائدك لي لحظات من تأمل يجعل الشعر في ناظري غريبا على الدنيا مالم يكن منك، وفيك ، وإليك.
وليتك دخلت علي من خلال قصيدتك الأخيرة الناطقة بي في كل حرف منها كما ينطق ناظر العين بمن في حدود إبصاره، إذن لردتك أبياتك عن ظلمك الصارخ ، وصرفتك عن جنايتك الأخيرة أيتها الشاعرة الظالمة.
ترى إلى أي اتجاه سيأخذك النظم وأنت تفجرين مكامن الإحساس لديك شعراً وقد تلاشت بيننا الرؤى ، فغدونا يا حبيبتي نرقع القرب بخرق بالية من بقايا رقع لم تعرف الجدة بعد تمزيقها بأيدينا..

أحمد الفلاسي
06-03-2010, 09:16 AM
وبعد الليل يصافحني صباح تشرحه اليوم لي عيناك في أول مشهد من مشاهد الحب الذي بيننا أراك فيه، ومن خلاله..وبعد ليل دامس من سواد الهموم المترادفة على كينونتي ترادف الغيم على غلاف الأرض.
ما كنت على يقين من لقائنا بعد تلك الموجة الظالمة العاتية التي أطلقتها صفارة غيرتك عليّ فأخذت مني أحلى، وأجمل الكلمات المستودعة لك في خيالي، المُعدة لعينيك الغاليتين أبثها لهما كل صباح حينما يبدأ الطير في تجميع شتاتنا بعد ليل الهموم.
هما عيناك قنطرة حبي، وعالم عشقي، ومطلق إثارتي…
هما عيناك جلاهما لي هذا الصباح الجميل فأراني منهما ما لم يصل إلى نهله عاشق شاعر، أو يقف على ساحله شاعر عاشق….هما عيناك وقفة الصباح الأولى على مرساهما وهما يعترضان من الأرض ما بين البر والبحر، ويعترضان من السماء ما بين البرق والغيم، ويعترضان مني ما بين الخافق، والخافق ..فهما وإن وقعتُ بين لحظيهما صريع هوى، وطريح حب ..هما هنا سيف المحارب، ودرع المتوقي، وهما هما كما شرحتهما أشعاري قبل رؤيتهما، لم يختلفا فيما أخذا من ظلام الليل، ورقة النسيم، وفتور اللجين إذا تحدر فوق مجراه ، ثم تحدر فوق سقف إحساسي الشاعر، فجلاك لي يا عيون اللجين في مهب الصباح هذا.

أحمد الفلاسي
06-03-2010, 06:19 PM
وأنت معي لا تهمني الدنيا متى أقبلت، ومتى أدبرت..وليس إرجاف الحاقدين من حولي سوى طنين ذباب أُكبر نفسي كثيراً أن تلتفت إليه؛ لأن الذباب مهما جنح، وحلق، لن يصبح يوماً من جملة الصقور الجارحة، ولا من زمرة البلابل الجميلة المغردة، إنه استنفار قذر يأخذ في جملته سرباً، ويعود بسرب لا يعدو كونه ذباباً.
وأنتِ معي لا أحس -وحياتك الغالية- بوخز البعوض الحقير؛ لأن وخزه لا يصيب إلا ظاهر الجلد، والجلد من تراب، وتبقى الروح الشامخة شامخة لا يضيرها تكدس البعوض من كل جانب على جلد من تراب لا تقيم له حقائق التمييز وزنا.
وأنت معي..ماالذي ينقصني؟؟ وماالذي يتعبني؟؟ وماذاك الذي له مثقال ذرة من قيمة يمكن يوما من الأيام أن أتوجه إليه شاكيا، أو معاتبا، أو متضجراً؟؟..يكفيني يا حبيبتي أنك معي، وعني تسألين، وبي تنشغلين....وما عتابي لك إلا لأنك الروح تؤلمني مهما قل إيلامها، وتريخني مهما قلت راحتها..أنت معي، فلتسمع الآذان الصماء أنك معي.

أحمد الفلاسي
06-03-2010, 06:35 PM
كل ما أصابني من حقد، وعداء الحاقدين إنما كان بسببك، نظر الحساد إلي، وإليك..فرأوك فوق عرش الجمال، والكمال مما تقصر عنه أن تطوله أيديهم ، أو تصل إلى كنه سره أفكارهم، فحسدوك حقدا لا يعود إلا على أهله ضرره..
ورأوني فيك ، كما رأوك فيّ، وقرؤوني فيك، كما قرؤوك في، وحاموا حول حروفي المنسوجة بحبك، الموشومة بقربك، المذهبة بذكرك، فتمنوا أن يصيبهم منها ولو رذاذ متطاير، فلما يئس الجميع مني، ومن حرفي، ومن أن يصد عنك حرفي قيد أنملة راحوا في مذاهب العداء يكيلون بمكاييلها ما لا يعد في عرف الحقائق شعرا، ولا نثرا، ولا كلاما، ولا فعلا..إنما هي الإنسانية المنحرفة حينما لا تجد في السماء عيبا تلمزها به إلا ارتفاعها فتقول لها: بئست العالية أنت.

أحمد الفلاسي
06-03-2010, 07:06 PM
حيرتني فيك ميزة الرقي في تفكيرك، وبعد النظرة في علاجك لمعضلات الأمور، وهذا الهدوء الذي يكسب تصرفك معدلاً من السمو حتى لا يؤخذ عليك أنك متسرعة نزقة..وحاشاك.
أوليست تلك أخلاق الكمال يندر وجودها إلا عند شاعرة كملت شعورا، فتندت به شعرا، فبسقت بهما كمالا.
ولو أن المرأة فقهت فلسفة لبس الحلي لاتخذت من عقد الكمال الخلقي في منطقها، وفعلها، وصمتها، وحديثها..لاتخذت من كل ذلك عقدا مرصعا قد تخيرت له بجانبه حبات اللؤلؤ الغالي، وقطع الذهب الغالي في معياره تحيط به ذلك الكمال كأنما تصير الذهب خادما له.
وما حلي النساء إلا سد نقص الجمال، أو إظهار شعار الجمال لديهن، لا يزيد في معدله شيئا، ولا ينقص..وأنت في ذاتي لا تتلمسين بالذهب سد نقص لأن عقد الكمال الخلقي لم يدع للذهب مكانا...ولا تتلمسين به إظهار شعاره لأن معرفة الخلق لجمالك كفى به إشعارا...ولأن حسد الحاقدين علي دليل غمرهم ببارق ذلك الجمال منك.. أحبك رغم أنوفهم.

أحمد الفلاسي
06-03-2010, 07:24 PM
أنت من علمهم رشاقة الخلق فوق رشاقة الخلقة، وأنت من دلهم إلى أن الأنثى لا ترتفع بطول كعب حذائها، ولا تجمل بشد وسطها، ولا تستحسن في الناظر بكثرة الألوان التي تغيب في سبيل تجميلها أكثر جمالها..إنما هي الأنثى الهادئة حكما، والمكتظة حلما، والرائدة تصرفا لا يعاب سرا ولا جهرا...تلك التي ترى في الستر حقيقة التميز ظهورا، وترى في الحلم حقيقة التميز تفكيرا، وترى في التعقل حقيقة الحكم على الآخرين درسا، وموعظة بليغة.
أنت أجمل النساء في ناظري ..لأنك بعيدة عن مماسة السوى ترفعا، وتعاليا..ومتى ما بعدت المرأة عن مماحكة الأقران كانت إلى خلق عالمها الخاص بها أقرب سبيلا، وهي بذلك كالجافي مواطن الازدحام ليتخذ في بعده لذاته برجا لا يصيبه صخب الضجيج، ولا تمسه يد البعيد أو القريب.
أنت امرأة وجدت فيها أشجع ما عند الرجولة من شجاعة، وأودع ما عند الأنوثة من رقة يعلوها وقار، وحياء...رأيتك لا تبلين يدك من ماء حتى تعلمي كدورته من صفائه، ولا تقتربين من نار حتى تخمدي جذوتها ببلة ريق منك..هي حلمك، وعدالة خلقك.
وما ذكرت الشجرة العالية يوما إلا وذكرتك معها..لأنني وجدتك هناك في ارتفاعها، ووجدتك عندما تذوقتك في طيب ثمرها، ووجدتك عندما خبرت عقلك في رزانة ، وثبات جذعها، فصرفت النظر عنها لأتملى فيك شجر العالم كله باسقا في كل معنى من معانيك.

أحمد الفلاسي
06-05-2010, 12:22 AM
مساء جديد في عمر قلبي قدمته لي راحتاك وهما تتلقفاني من ذل الماضي الغادر، وقسوة من لا تعرف القسوة إلا بهم..
أنتِ وحدك من مسح على جبيني المصطلي لهب غدر الأمس، فتبدل الأمس بك ليشرق من جديد في عيني حاضراً خبأته الأقدار لي مابين لحظك ، ونحرك، وجرت بي إليه أمواج حبك المخبوء لي من زمان لأستقر لك، وبك على سحابة من الهناء لم تعرف الدنيا ربيعا كربيعها..
أين كنت يا هذه أيام كنت ألهث خلف خداعات الأضواء الفارغة من النور أظنها لجوانب ليلي نهاراً، وأستجدي بلاقع التيه في طمع العاشق أظنها لشوارد ذاتي مأوىً، وسبيلاً، وأقطع الفيافي أقطع قلبي شعراً، وروحي شعوراً، وعيني متابعة، وسمعي تشنيفا..خلف موت حسبته يوما من الأيام لي عمرا جديداً.. بل خلف أسقاط من الغادرين لا يرتفع بهم سقف، ولا يهنأ بهم فراش.

أحمد الفلاسي
06-05-2010, 10:54 AM
كيف لي بترجمة لغة هذا الصباح وهو يستهل استيقاظي بزفة من صوتك ، وبسمة من ثغرك، ويبعثني جديداً لم أحمل من ماضي الآلام معي شيئاً.
في صوتك شاعرية من نوع شاعرية قصائدك ؛ فقصائدك مختلفة في وزنها اختلاف نوعها، بل اختلاف رسالتها المحمولة إلى عالم القلوب البيضاء النقية، بل هي رسالة إلى كل قلب ينوي أن يصطلح مع الحياة وفق قانون التعايش الإنساني السليم.
لا تسأليني اليوم إضافة حرف واحد خارج حدود صوتك الغالي؛ فقد بث في روعي كم هي الحياة أسرار، وأقدار لا نعيها حتى نجرب الشيء وضده، ونعلن لذواتنا أن طعم الشهد لا يتحصل إلا بعد أن تتمرر الحلوق منا باجترار الحنظل المر.. وأنت يا حديث الصبح الجميل شهد كل حاسة في أتتْ بعد ما تعاقبت الطعوم المرة على حلقي فترة من الأيام، حتى بغضتني فيها، ثم أقصاني الحظ عنها لأطعمك في حلقي عسلاً مصفى، لم تغيره اختلاف الأيدي وهي تقلب ظرفه، وتسوس طبيعته بالصناعة المغيرة وجه الطبيعة إلى اصطناع خادع خادع.
لا تسأليني بعد طعم شهدك عن مر الأيام الماضية، فلا رجعتْ، ولا عادتْ، ولا مرتْ على خاطري وأنت معي يا شاعرة ما زالت حمى الحاسدين في عظامي بسببها..صباحك شهد الشعر الجميل، وللحساد حنظل المرار الأليم.

أحمد الفلاسي
06-05-2010, 11:33 AM
لا..لا توقظيني من غفوتي وهذه أنفاسي الدافئة تحتضن كل ذرة من ذرات صدرك المجنونة ، ولا فاصل هناك بينهما من ذرات هواء متخللة عناق الخلايا العاشقة المتلازمة.
ولا تتركيني ! فإنني ما زلت في مهد التعليم معك لا أعرف العناق إلا إذا مالت بي إليه عيناك في بارقة من ولهٍ، أو حركة رمش من هزة شوق، أو استراق نظرة ملؤها خبال ، ومحيطها خبال، وهي من جنونها لا تسمح لي بالتعرف على غيرها لمجرد لمحة خاطفة.
أين كنت أنت؟؟ بل أين كنت أنا؟؟..
كنتُ يا حبيبتي في قالب تحركه عواصف من مسمى إنسان، وكنت يا حبيبتي أعيش ألواناً مضحكات في نسق درجاتها..حسبتُها يوما من الأيام طيفاً سرمدياً حقيقياً..ثم مرت الأيام فذهبت، وذهبت معها ألوانها البراقة العاكسة في صفحة الكون لونا يسمى الحقد، وآخر يسمى الكبر، وآخر يدعي الرقي وهو لون رمادي يعود إلى القرون الأولى رجعية، وتخلفاً...فلا توقظيني حتى أصل إلى لونك المسمى: لا لون.

أحمد الفلاسي
06-05-2010, 01:47 PM
العقل سُبَّةُ العشاق حتى يثوبوا إلى رشد جنونهم ، فلا تعيروني به عند إفاقتي من سكرة جنوني..فإنني لا أفيق إلا لأتعلم من مساءة الإفاقة كيف أحسن الرجعة من جديد إلى مدلهمات جنوني، وطيشي، وانحرافي، وفسادي.
أنا ما رأيت عاشقاً يصطلح مع العقل مرة إلا عاشقاً برئتْ منه سُنة العشق براءة الضد من ضده، وانسلاخ النهار من ليله..
مساكين هؤلاء الذين يحيون ، ويموتون يمجدون في هذه السبة المقيتة ، وهم مفتتون بين مطرقتها، وسندانتها، ويعلقون على حبالها الذابحة أوساخ تصرفاتهم، لتُحمد لهم أنهم عقلاء، بيد أنهم فقدوا الطرفين..الإحسان، والإساءة إلى صفحة الإنسانية الجميلة.
وأنا يا حبوبة عمري مالي وللعقل وغاية العقل إنما هو حبك أنتِ....أستغفر الله، مافي حبك مسكة عقل،، إنه الفخر بجنون عاقبته منتهى التعقل..أستغفر الله ثانية من ذكر العقل هنا يا جنوني أنتِ.
يا جنوني، ويا طيش شبابي، ويا انحراف رشدي عن جادة العقل أنت....أنت .
أنتِ هلع ، وطمعٌ، وخروج مبكر عن رسم الطريق الصحيح ، وأنت يا كل العالم أنت...أنت خطأ لا تصحيح له، وماذا أريد من تصحيح العقلاء -هههههههه- وأنا بريء منهم، ومن نصائحهم، وإرشادهم، حينما لا يجدون نصيحة يزفرون بها إلا لعاشق جاحد بنصائح الأرض كلها حينما تنوي إبعاده عن محبوبته.

أحمد الفلاسي
06-05-2010, 02:18 PM
عني خذوا- يا معاشر القراء الأكارم -التعاليم الأولى لشرف الدخول إلى مملكة الجنون الرائدة الرابحة الرائجة ، هنا وفي هذه الصفحات فقط ستجدون أن أكبر ذنب سقطنا في غوايته هو العقل..
وعني فقط خذوا الخطوط التفصيلية لشرح قضية العشق المقدس مابين حرفي ونزفي، ووجعي وضحكي، ونسكي، وتهتكي...وادخلوا معي إلى خيمة تقبعون تحتها عشاقاً تفخر بكم حانات الوجد وهي لا تبقي أسير عقل إلا وتطلقه جنوناً.
ألا ما أحلاني، وأعظمني، وأنا قد أوتيت من بلاغة العشق ما يُقرأ فوق وجنتي دموعي قبل قراءته فوق صفحات قلمي، وتحسه محبوبتي مني قبل أن أظهره لعيون قرائي...لكأنها والله لا تسكن دنيا بعيدة عن حشاي، ولا تعرف الدنيا إلا عن طريق شراييني المملوءة بها ضخاً لا ينقطع دمه..أو دماً لا يهدأ ضخه.
ولا ترضوا معاشر القراء إلا حد الإدمان لقراءتي !! فإنني مدمنها حيا وميتاً، ولقد عاهدت مواثيق سنة العشاق أن أدمنها حتى لا تقطعني حظوظ العيش عنها لحظة واحدة..أي أعود إليها قبل أن يرتد إلي طرفي..لا!! مستحيل أن أصبر عنها إلى أن يرتد إلي طرفي..إنها طرفي بسواده وبياضه، وبصره وبصيرته..أعلمتم معنى الإدمان يا معاشر القراء في سنة العشق المعصومة من العقل؟؟؟.

أحمد الفلاسي
06-05-2010, 02:37 PM
وما أجملني، بل وما أغناني وحبيبتي تقرأ هنا شرح مواثيق قلبي في حبها ..أقسم لك يا حبيبتي وأنت الآن تتابعينني وأنا ملء عينيك..ملء شفتيك..ملء أنفاسك.
أقسم لك حينما نلتقي يا روحي أن لا أقبلك قبلة عرفتها الخليقة قبلي، أو تهالك بها عاشقان قبلنا..
أقسم لك يا حياتي حين اللقاء ألا أرسل إلى رئتيك نفساً بطريقة خرجت إلى دنيا الناس مرة حتى تشهد رئتاك أن الدنيا بأسرها تمثل أمامي ذرة عقل وأنا هنا الجنون كله.
وأقسم لك أن ألحف كفيك بدفء كفي حتى تنطق قبة الكون معترفة أن ثمة عاشقين تحتها عقمت أرحام النساء أن تلد لهما في العالمين شبيهاً.
وتبا لاحتضاني صدرك المحموم بي لو احتضنته وفي احتضاني شبهة مشابهة لعاشق التزم حبيبته في هذه الحياة.

أحمد الفلاسي
06-05-2010, 03:13 PM
حدث بالأمس القريب أنْ مُنعتُ من دخول أحد المنتديات التي أكتب فيها، وقلت في نفسي:والله إنهم لعلى حق! ويعلم الله أنهم إخوة وزملاء لن أكن لهم طوال عمري إلا كل ود، واحترام. وقلت: إذا كان من الصعوبة بمكان احتمال نفسي من نفسي، فأنى لغيري أن يحتمل جنوني، وجنوني في قلمي يعني حياته ، ويعني في حقيقة البيان نوره، وسبب وجوده.
أمن مذهب الجنون هنا عدم احتمال الناس لي؟؟ نعم! ذاك هو الحق..إن العقل عدو الجنون، لا يجالسه، ولا يؤاخيه إلا بقصد أن يشفيه من غيه، ومرضه..وجنوني أنا فوق طاقة العقل البشري، لذا فإن من الياس بمكان أن تجدوا له دواء في صيدلياتكم، أو مصاحكم..لك الحق يا عقل ان ترخي على جنوني سترة الكفن الأبدية.

أحمد الفلاسي
06-05-2010, 03:32 PM
تُرى هل كنت يا قلبي المجنون بها جنايةً عليّ يبعدني الناس عن أماكنهم بسببك؟؟ أم أنت محض العدالة في عالم يناقضك المباديء لأن عدالتك تعني الظلم في محاكمهم، وفي كفتي موازينهم؟؟..أجبني يا قلبي المجنون!!
أتصدق يا قلبي المجنون أن بلادي الصابرة عن قربي ، هي سالية لا صابرة، تحولتْ هي كذلك إلى عقل آمر ناهٍ تعق حبيبها ، وتفارقه، وتصبر على بعده لأنه مجنون..مجنون....مجنون يا قلبي.
لا تفكر أيه القلب الطائش أن تجد لك مواسياً، أو موافقاً، أو مؤازراً..بالله عليك من يوافق مجنوناً يرى النار ماء، والماء السلسبيل جحيما يا قلبي.
يا أمد الجنون كم ستطول بي؟؟كم؟؟ كم هي مدة تغلغلك في عظامي الهشة من صرخات العقل لها أن أفيقي...ليتك تطول بي ، ليتك يا جنون العمر تقبض روحي وأنا خارج حدود التكليف، خارج سياط العقل، بريئا من شروط..قوانين..واجبات...أخلاق...كلها لا لا أريدها بلحظة من سكر جنون في حانة عشقي المقدس.

أحمد الفلاسي
06-12-2010, 04:31 PM
لا عتب على الأيام نجعتْ بك عني فتلاشت آخر الرؤى بيننا كأن لم نكن لها وِرد الحب، وسقيا ليالي الغرام. وكأن الدقائق الغالية من أعمارنا جمعت هي الأخرى شتاتها ، ووارت يا حبيبتي عن العيون ظلل وجودها؛ فتقاطرتْ حمماً من جفاء روحينا بعد أن كانت تتحدر ياسمين قرب بيننا ونحن ما بيننا إلا بمقدار خطوة الحظ إلى صاحبه لا يزال منه ظله وظليله، وربعه، وأنيسه.
كلهم قالوا عنك وعني، وفسروا ما حدث وفق تصاريف الغير، وبقيت أنا وأنت لا تفسير لنا إلا ذاك الشيء المجهول المتمحور حولنا ساعة لقائنا، وغيابنا..وكيف يفسر الغير حالنا ونحن لا حال لنا، ولا تفسير لنا يمكن أن يتفق ومفاهيم الغير، أو ظنونهم.
أنا كلي هناك رغم القفر المعتضد مع نار الفراق، وأنا كلي كما كنت هناك رغم متفجرات الغضب المستشيط من جوانب مملكتك علي، كلما دنوت منه أنكرني حبيبا، وقربني عدوا، وأولاني من ناره مالا تبخلين به علي مذ عرفتك يا مالكة مني عوالم الذات على قهر الحب، وغطرسة ذلته.

أحمد الفلاسي
06-12-2010, 04:42 PM
كذب المرجفون مهما صدق الغير ظنونهم.. أنا من أول يوم أحببتك، ومن الكلمة الأولى زفرت بك، وكلهم شهدوا علي مجرم حرب تخطى أعراف المملكة يومها في إعلان توج قلبي بك، وصمد حبك في قراري كالجبار لا يلتفت إلى أنصاف الملاحظات ولو كانت منك..لكأنني يومها كنت أكذب في حبك لسانك، وقلمك، ويعاندني حبك عنادالمستميت في شرح قضية الهوى، وهو يعلم أنك أول من وقف له بالمرصاد، وسلط عليه سقط الناس ليصدوا غضب المحيط بخرير الجداول، ويغطوا قرص الشمس براحة الكف، ويعملوا في تفتيت الرواسي برأس إبرة تناهى ضآلة، وصغارة، وقلةً.

أحمد الفلاسي
06-12-2010, 05:05 PM
من بعيد أرقبك، أتتبع مواضع قدمك، وتنقل خطواتك من باب إلى آخر، أماري فيك جيوش الظنون المتصرفة بفكري على امتداد ليالي الأرق، ولو أن عاشقا غيري صده منك ما لم يصدني عنك منك لعجّل باقتفاء أثر الصد بعيدا بعيداً، حتى يتوارى عنك إذ تبدى منك الجفاء على غير عهده..لكنني -وما من ذلة تقتاد عنقي إليك- لا أستطيع إقناع كياني أن ثمة أنثى يمكن أن تروي ظمأ عنفواني النهِم سواك، وما من أنثى عن يميني وشمالي استطاعت أن تقنع غروري يوما كما أقنعته أنت في شخصيتك المتبلورة على غير عادة الطين والماء.
يظنون إقصاءك لي عن قربك منك بغضاً، ويفسرون إغلاقك الباب في وجهي منك غيظاً، وأنا وحدي من يخبر تناقضاتك تلك..لأنني أدركت منك مالم يدركه منك رمش عينك القريب، أو بياض حدقتيك المحيط..

أحمد الفلاسي
06-12-2010, 05:37 PM
لا تطمعيني في العودة ثانية إليك، وأبقِ الباب على حاله موصداً في وجه شوقي، وحنيني، لقد اعتدت بُعدك بالقدر ذاته الذي اعتدت فيه قربك، كنت أذهب مهما شط بي المزار لأعود، وأصطنع الصبر عنك اصطناعاً، كاصطناعي حب النساء غيرك مجرد اصطناع، ثم أعود إلى تحت السقف ذاته الذي تعارفنا تحته، وسهرنا الليل على غير ميعاد تحته..نعم تحته يا حبيبتي ، وأعود!! أتعلمين لم أعود؟؟؟ أعود لأنني أجد من جوار اسمي لاسمك ما لا يجده جسدا عاشقين التصقا ساعة توحد، نعم أجد من الجوار بين اسمينا دفء صدر لصدر، وتملي ناظر لناظر، وغياب شفة في شفة، وتعانق دمعتين يسكبان على صفحة اللقاء عتب الخليل لخليله....كل ذلك بجوار اسمينا يا حبيبتي...أرجوك لا تطمعيني في اللقاء ثانية حتى أذوب في البعد بمقدار تلاشي القرب..أح ب ك.

أحمد الفلاسي
06-13-2010, 05:28 PM
أتستشيرين فيّ امرأةً لو كانت محل استشارة لنفعتْ نفسها قبل نفعها الغير، لكنها من حيث تعلمين أو لا تعلمين فشلتْ مع نفسها أن تهبها نعمة الاستقرار، فأنى لها أن تصدر عن قرار، أو تنزع عن رأي!!
مالك ولأمثال هذي؟؟ ومن أنت يا بياض القلب، والقالب أمام هذه النفس السوداء الحاقدة، التي نقم الكون عليها، فأخذت عهدا على نفسها أن تنقم على الطير في الهواء، والطفل يحبو فوق تراب الغبراء..أين أنت منها، وأين هي منك ، وأنت أبين منها لما بين المشرقين.
لبيك يا حبيبتي..كان بعدي عنك أمنيتك، حتى حركت مراكبه لتقصيني عنك، وعن مراسيك الغالية الغالية، فابتعدت لك، ولأجلك، واستجاب لك الباب الذي أغلقتِه بيدك ثم رميت مفتاحه في قاع بحر مظلم لا يطوله إلا اليأس...إلا الياس يا حبيبتي.

أحمد الفلاسي
06-14-2010, 04:34 PM
كل طريق إلى نسيانك سلكته، وكل وسيلة إلى راحتي منك جربتها، وتفننت في أن أصبح منك خالي اليدين، فارغ البال، ناقض عهد الأمس ..واقتربت منك تشدني إليك حبالي البالية من صنيعك ، ثم ابتعدتُ، ثم اقتربتُ، ثم ابتعدتُ، ثم اقتربتُ ..ثم استبشرت خيرا بقرارك الظالم، والذي سرعان ما تمخض عن نهاية هي البداية لمرحلة من عذاب حبك في حياتي.
كان القرار يمثل لي فتحاً في إغلاق آخر المنافذ المشرعة بيني وبينك، وينهي هذه المسرحية المفتونة بخيالاتك الزائفة ، المتواصلة في سرد قصة من قصص الألم بيني وبين أخبث ما حملت قصص الحب من تصاوير الضلال، وحماقات الأوهام.
كنت يومها كالفارّ منك إليك، حتى إني لأجرب كل يوم دفء أحضان النساء غيرك علّي أجد فيها سلوة عادلة تنسيني منك جميع خيالات الغرام الموهومة، وكنت كلما طواني القدر في حضن أنثى أبصرتك فيها نتيجة محتومة، ووجدتك تنفين عن مخيلتي أوصاف النساء لتثبتي فيها العهد الأول لك يا رواء السراب دون سدة الباب..
ووجدتني لا أطعم من النساء شيئا رغم الشهد المصبوب في حلقي بين قُبلة وأخرى، ورغم الورد المبثوث عطرا مسكرا في رئتي يحتويني حضنا من ورد، ويكتنفني جوا من أطايب الشذا، ورغم تناسق وجوه القمر مخروزة كقلادة حولي تتيه بي في سبحات الجمال ممجدا ومكبرا، ومهللا..لا يردن مني ساحل رغبة حتى تتحول بإشارة خنصر الحسن بحرا من ولع، وتستقر في قاع كبدي نارا من شوق..ثم لا تلبث تحتجب دون كل ذلك روحي لتناديك من بعيد : انت حبيبتي وحسبي.

أحمد الفلاسي
06-14-2010, 04:58 PM
هناك وفي أفياء دارك بقية مني تركتها منثورة على صدرك يوما من الأيام، استحلفتك بساعات الوفاء حينها أن تعجلي بإحراقها كما أحرقت عصفورها الشادي بها على غصنك يوماً..
وما هن بالخوافي على كل بصر قرأها أن في اكتحاله بها جلاء يحمل صفاتك، ويحكي للعيون جميل خلالك وأنت الجمال كله لا يقبل الاستثناء هنا بابا من أبواب النحو الغرامي فيك.
وهن سطور غفت يوما على وسادتها عيناك فاصبحت بها ولها بلورة لها من اسمك شبه لا تقهقره الليالي مهما اشتد سوادها..وهن معاني الجمال سطع عليهن نورك فحار الأدباء فيها وفيك، وضاعت بهم عقولهم بينك وبينها، فكأنها أنتِ عند انبلاج الفجر، وكأنك هي عند إشفاق الأصيل من مخاوف الغياب..
ألا ليتك تودعينها أقرب حفرة لديك علّ الدهر ينبتها شجرة تنطق يوما بما عجزنا عن البوح به، وتشرح حينا ما لم يسعفنا به عيُّ ألسنتنا أن نقوله كما خلق في رحم الحب تلك البذرة الأولى..
وليتك وبما أنا به طامع تحاذين بها فرجة الباب الذي أخرجتني منه ، لتدفعيها دفعة القالي المبغض لأصل وفرعه، وجسد وظله، وخيال وحقيقته..فمالك ولها، وهي لم تكن لأحد غيرك، وليس من الضروري أن يطلع عليها أحد سواك، وانت منها براء براءتك من صاحبها صبيحة ذلك اليوم الذي ملأت بكفيك مني مقدار ما فرغت من كفيك مني.

أحمد الفلاسي
06-14-2010, 09:58 PM
متى تبذخ في ارتفاعها مطامع قلبي منك وهي العابرة منافذ الأمل إلى صفر الواقع منك ، تخالجينها ملكة لا تطال، وتهجرينها جبارة لا تنال!! وما ضر لو عطفت الملوك بمحبيها، وتنازلت الجبابرة عن بعض عواليها، أم هو الملك الأحادي نظرةً، المنتهي تجبرا ..لا يسمح من قارونية ملكه بنزر يسير يهبه عشاق الجمال، ويصطفيه خيرةً لكل قريب قتَله قربه بعداً، وبعيد ضنه محبوبه قرباً.
عذرا يا مولاتي ..فأنت أكبر من أن يحبك قلب أنت لا تحبينه، وأنت فوق عبارات العشق مالم تأذني للعشق أن يصدر منك ليعود إليك...وأنت بكليتك مجموعة معشوقة صدقاً، عاشقة كذباً، لا يزال الكذب تلك الريشة المغموسة في ألوانه، أو أوحاله ، ترسمين بها مسمى عشق لخيال معشوق تشبعينه من كذب الحرف ما يطمس معالم الصدق في رقعة وجهه.
لأول مرة يحلو قبح الكذب في تقاسيم وجوه الحسان الصادقة شكلاً، الكاذبة معنىً..الصائبة سهماً، المنهزمة وجداناً..وما هو إلا الحبل القصير لاقتناص الصدق ورميه خلف القضبان الناعمة اللطيفة سجين وهم يسمى في لغتهن حقيقة الحقائق.

أحمد الفلاسي
06-16-2010, 04:23 PM
من أكبر ما وقعت فيه من خطأ في حقك أنني شرحتُ مبهماتك للناس ، كل يوم أطلع لهم بجديد عنك، وأحدثهم عنك مطلع كل شمس ومغيبها تاركاً ورائي كل مبرر يمنع، وكل منطق يعترض..وتتعاقب العيون على قراءة قصة حبك، وتفنى عيون، وتولد عيون أخرى، وحبك المشربة به حروفي لا تأتي عليه ولادة، ولا فناء، ولا يعيقه من عمر الدنيا تغير، ولا تبدل، فإنك الرضعة الأولى لطفولة قلمي، وإنك اللحد الأخير لمستقره، ومقره.
ولو أن موضع قدم من مساحة هذا العمر خلتْ منك لتقلصتْ لأجلي مساحات الدنيا في عيني ، فضاقتْ حتى لا تكاد تبين. فعنك أنا رويتُ أحاديث الهوى للأجيال المتوخية أخذ الغرام من مظانه الصحيحة، وأثبتُ لهم يا حياتي فصول ذلك الحب وهو منقوش على أصالة الذكرى سِفراً مقدساً لا يطال فيحرّف، ولا يلحق فيبدل، ويغَيَّرَ.
لك الله أيُّهَ الحب المرتل في دُرج القداسة قبساً من نور، وجذوةً من عين الشمس الخالدة..ما فنيتْ حياتك، ولا تأيمتْ عروسك، ولا تيتمتْ ذريتك، يا خالداً عرف الخلود إليه الطريق فخلد الخلود به سرمدية العمر المديد.

أحمد الفلاسي
06-18-2010, 05:27 PM
إلى أي اتجاه ذاهب أنت بي يا قلبي؟؟ ألم ترتع مرة في عشب الشوك حتى تشققت أشداقك منه طعمة جبار يرميها إليك ووجهه إلى مصاطب الفانيات مولٍّ؟؟؟
تعال يا قلب الشقاء، وحبذا لو غيرنا معاً مراتع الحب ، وأنخنا إلى جنب دوحة من دوح تلك الديار النائية، علّ الموت يدركني معك وأنت شهيد لوعة العشاق حقاً لا كذباً.
ماهذا يا قلبي؟؟ أتعويذة وهمية لدرء خيبة الوهم ثانية؟؟ أتسبيح في معبد الأحلام وقد شد الراحلون على ظهور المطي أمتعة السفر؟؟ وأنت يا قلبي هنا لا تبرح ذلة الوهم حتى ترشقك سهامها، أو تحطك إلى قاع العار شماتتها؟؟..
آه مما لا دواء له سوى خلق جديد، ونشأة مستقلة لا تعرف الإنسان إلا في دائرة النسب الغادر، آه يا قلبي وأنت محمود النبض إلا في نبض لا يخرج عن كونه تطبيلاً، وتضليلاً، ثم هي موجة الفراغات تشبع منها نهم الشوق، وتستجدي من قربها بلة الظمأ..أحبك يا قلبي فعدْ..واترك ملاحقة الطينة الخبيثة فإنها لا كرامة لها إلا بعد نفخ الروح الربانية فيها، وأنى لطينة حبك من روح تهبها الحياة وهي طينة سمجة، شوهاء في تشكيلتها لأنها بلا روح يا قلبي.

أحمد الفلاسي
06-18-2010, 05:44 PM
اتركوني وليلاي نقطع النهار أشواقاً، ونقطع الليل عناقاً، ونعي معاً معنى اللقاء على شدة الظمأ، ثم نقرأ معاً قصة القلب المدمى بأميال البعد، وساعات الفراق، واجترار الغصص، حتى يبين لعينيه إسفارها في طيف زائر، أو سفر واصل...
دعوني أناجيها بلغتي، ولهجات ندائي، وما ضركم -يا عواذل العشاق- لو ناديتها في البعد، واستسغت نداءها في القرب، فإن من النداء ما يحلو به القرب أكثر من البعد، ومن النجوى ما يحلو بها البعد أكثر من وشوشة الشفاه في محيط الآذان، والمسامع..
وامقتوني لأنني أحببتها..لقد أحببتها، وأبغضوني لأنني فنيت فيها ..لقد فنيت وأفنيت فيها كل عرق نابض، وخلية قدر لها أن تشاركني حبها..وأبعدوني لأنني ثملت في حان عشقها ولهاً بها..لقد ثملت بها سكرا لا صحو بعده، وهياما لا انتكاس منه إلى غيره.
وفارقوني من ساعتكم لأنني حليف كل عذاب في سبيل حبها، وصديق كل ليل من ليالي أطيافها، وحبيب كل نسمة تفد إليّ من هناك حيث ليلاي ولا غير..ليلاي ولا سوى..ليلاي فحسب..ليلاي ليس إلا.

أحمد الفلاسي
06-18-2010, 06:54 PM
اتركوني وغيّي مالي ونصح الناسكين، وإرشاد المهتدين، ووعظ الزاهدين!! وكيف يصدني عن ليلاي نصح وأنا طريح حانتها سكران لا أعرف من النهار غير أنه يبصرني بطريقها، ولا أفهم من الليل إلا أنه يجمعني بضوء من تجلياتها على قلبي الواهن من وطأة الحب، الراقد من إعياء العشق.
ما صدني عنها حي، ولا ميت، ولا غيبني عن شهودها حسن ولا إمرة جمال ..غير أني مابين صحوي وسكرتي أشرد في ملاحقة أثر حسن ذكرني بها أظنه رسولا منها، وأحبس نفسي في وصف غيداء يقرأ الجمال آيته في صفحة خدها، تزاحمني فيها وهيهات هيهات أن أستعذب يوماً غير وِردها، أو يهزني في حومة الوجد غير طرب ذكرها.
وأهمس لأذن قلبي قليلا من بقية حديثها حتى يهدأ جؤاره الصيت، وتفتر ثائرة شوقه وهيهات هيهات يا أخا العذل.

أحمد الفلاسي
06-18-2010, 07:14 PM
أحلف بالله ما طلعتِ في عيني مرةً حتى تحول جسمي أعيناً ، كل عين تختص في مظهر من مظاهر جمالك ترعاه، وتتشربه تشرّبَ الإسفنج لقطرات الماء حالة ارتواء ظاميء الخفق، والبواطن..ولا حدثني لسانك إلا وتحول جسمي مسامعَ، كل مسمع يسمع الدنيا كلها لسان ليلى، ويؤمن بالصوت لها كافرا بمصدر غير مصدرها.
أخبريني كيف تتحدثين؟؟ ألمثل هذا الغيث المسى لك صوتا شبيه في بنات حواء؟؟ ألمثل هذه الصفحة الوردية المنتزعة من خديك سلفة لتحسين صورة الشمس شبه في بنات حواء ، أو ساكنات من الحسن مرابع الجوزاء؟؟.
ياللشوق، آه ياللهفة لاسمي حينما يدور دورة حياته على لسانك فينشط بعدها حيا لا يرد الموت على طريقه إلا غابطاً..وياللشوق في عروقي للمسة عابرة تمزج اللطف بالعطف، والحنان بالأمان، والرعاية بطيب البداية والنهاية..وأنا أعيش القرب منك وبيني وبينك خطوة لو خطوتها لم أجدني إلا في سويداء عينيك أسكن منهما أبراج الهناء والسعادة يا أملي.

أحمد الفلاسي
06-18-2010, 07:34 PM
يارب لا تمتني حتى أراها، فليس للصب أمنية سوى رؤية من يهوى مهما تكاثرت عليه الأمنيات، وتزاحمت على قلبه الرغبات..وأنت تعلم أني ما أرقت من الليل إلا لها، ولا أنست بين الصحاب إلا بطاري ذكرها، ولا قيل إني سعيد مرة حتى يدرك الجميع أن أذني حظيتْ بشيء من حديثها، وفكري أنس بوارد من زائرات طيفها.
قطعتْني عنها حظوظُ العوارض ، وغضُبها عليّ أنني أنكرتُ سالف ودها، فماجت بي بحار من التيه في صحراء قاحلة لا يدري الماشي فيها كم من الدرب قطع، وكم من الزمن أمضى.
يا أيها المحيطون بأرضها تخطوا بعرجي تلك الوهاد، فإنكم بلغتم ما أعده أمنية روحي من قربها، وأصبحتم لأنسامها، وأنفاسها كإغماضة الجفن فوق محجره، وأنا في بعدي، وفقري، وذلتي، وشوقي أرى المفاوز لا تنبيء إلا ببعد أكثر، وفراق أعظم، وتمشيط لمساحات قلبي من سياط الشوق..آه ما أشده، وأحرق ناره.

أحمد الفلاسي
06-21-2010, 12:40 PM
قبل قليل قرأت قصيدة "باب الريح" للشاعرة الكبيرة قدرا، وفنا، فتاة تهامة..فكان لي عليها خصوصية التعليق الآتي:

أهي حالة خاصة يقوم الشعر بها خطيباً لا شاعراً، وباكياً لا لا هياً، أم هو عتاب تحثه روافد من حب لا مناص منه، ولا خلاص من بلائه ..أم هي لوحة زمردية ترسمها أنامل شاعرتنا الكبيرة تجسد من خلالها خيالاً لا يحسبه الرائي إلا قطعة من واقع له أفراحه، كما له وعليه أتراحه!!!
أم جميع ذلك ، وكله بحذافيره، وجزئياته هو تعريف لأدب وشعر فتاة تهامة صاحبة الشعر الحزين الذي طالما ترنمنا به في مدلهمات الليالي، وتبادلنا أبياته قطع ضياء لو حل بنا من ظلام الجفاء ما حل.
بلامراء، ولا مزايدة ..أنتِ شاعرة تمتلك من احتكار الجمال الحرفي ما يصنع للحرف أرقى المعاني، ويصنع للمعاني أجمل الحروف..وكفاني رقيا أن أكون يا أم فهد أحد قرائك الأوفياءولاءً لعرش هذا الجمال، لك الود فأنت أهله.......أحمد.

أحمد الفلاسي
06-21-2010, 04:26 PM
لا زلت أذكرك أيتها الإنسانة الطيبة ، وأذكر يديك الكريمتين تلتقفاني يوم أن خُذلتُ ممن لا أصدق الخذلان منهم يوماً، وحينما غدر بي من أحسنت الظن فيهم يوماً..كنت أنت من سارع إلى السكين فنزعها، وإلى الصفعة الغادرة فسقاني الصبر حيالها، ولله كم أنتِ إنسانة في زمن دفنت الإنسانية فيه، بعد أن صلى عليها في ميدان الطمع، والحسد، والمكر، والبغضاء.
من هنا ، ولأجل ذلك اصبحت تزعجني النسمة تؤذيك، والكلمة الخاطفة تكدرك..فمتى ستدركين يا أوفى الناس، لأوفى قلب معك.

أحمد الفلاسي
06-21-2010, 05:39 PM
كبائر الدنيا إلى جانب حبك صغائر، ووجوه الحسان أمام بهاء طلعتك صور تنتظر نفخ روح الجمال منك فيها لتتحرك حية، حتى إذا ما رآها قاصر النظر مات فيها، وما علم أن ثمة ميتا عشق ميتاً، وأبقى -أنا- حيا بحياتك السرمدية يا حياتي، ويا جلاء نظري عند فقد الإبصار في دنيا العمى المعتمة.
ولو أدرك حسادي معنى الهوى فيك لعذرني مجنونهم قبل عاقلهم، ولأقصروا عن إدانتي بالحب كأني أول من ذبح قلبه قربانا لمحبوبه، مع أن تلك السنة هي سنة العشاق منذ الأزل..وتلك هي شفرة معرفتهم لمن أحب التعرف على قوم ماهم إلا أجساد خالية، وقلوب متدلهة، وأبصار شاخصة، وأحلام عن مساس الأرض مترفعة.

أحمد الفلاسي
06-21-2010, 05:55 PM
يا أهلي، ويا أقربائي..بالله عليكم، وبحق من صير حبها لي علما به أُعرف بين خاصتي، وعامتي، لو أدركني الأجل، وقرب يوم رحيلي من الدنيا فقربوني من دارها، لتكون تلك النظرة زادي في كفني، وعدتي في سفري الأخير أتبلغ بها عند شح الناصر، وقلة حيلة النصير..
وعرّضوني لأنسام من جهة دارها تغشى حر وجهي، فقد عشت حياتي أفرز الهواء العابر متعرفاً على نسيماتها الزاكية..أوليست محبوبة قلبي لطف الهواء أم قسا، وجف!!
واكتبوا في بياض الأكفان شيئاً من حروف عشقي لها ، فقد كانت يوما تعويذتي لو مسني الضر، أو انتابني السقم، أو لحقني من عنت الدنيا شيء..واتركوا -فداكم نفسي- على كفني اسمها يصحبني ميتا، كما صحبني حيا، فإن بصحبته يصير الموت حياة، وتنقلب الأحزان أفراحاً، وتلك هي خاتمتي، كما كانت تلك هي بدايتي..أحبك يا بدء الحب وختامه.

أحمد الفلاسي
06-21-2010, 07:16 PM
من يدك أطعمتني فاكهة الروح الهنية اليانعة، أكلتها ، وما أبقيت لآتي أيامي منها شيئاً؛ ولم تزل قبلة اللقاء الأول بيننا لا أقول تحمل من المسك ريحاً، أو تستعير من الورد ملمساً، أو تصطفي من الماء عذوبةً..بل هي المسك، والورد، والماء.. طغى الورد عليها بحمرته، وسال الماء منها برقته، وطاب المسك منها رغم تركيز رائحته.
كنتُ في قُبلتي صدوقاً في تلقين المبسم الزاكي عهد الوفاء أن أعيش لهذه المواضع المسكية، الوردية، المائية عمري ولو تحولت الدنيا نعيم الأبد، وسعادة الأمد. ولا عتب علي لو أجرمت حينها فاستشعرت الورد بين شفتي متفتحا فقطفته، والمسك في جيوب أنفي رسولا إلى رئتي فانتشقته، ثم انتشقته، فالتهمته، والماء يسيل بين ثناياي فارتشفته رشفة ما زالت تغنيني عن الشهد مهما حلا، وعن بلسم الروح مهما شفا، بل وتغني -يا حياتي- كل عرق فيّ عن استجداء الغمام ريّاً عذبا سلسبيلاً.

أحمد الفلاسي
06-21-2010, 07:45 PM
خذيني إليك، قدرا لا يرجع بي إلى حياة خالية منك، فقد سئمت مناشدة القادمين من ديارك تقبيلي ثراهم لأن به منك ما أجده فيهم وهم دون المشارف قافلين، ولو رأيتني وأنا أتفرس وجوههم، وأيديهم كأنما أتداوى بنفحة، أتت بها لمسة منهم علقت فيها رائحة من ديارك الزاكية.
يارب إلى متى سأعيش مفصول الروح عن الجسد، فالجسد هنا، والروح هناك..ويارب كيف لمسلوب روح أن يحيا لجسد خاوٍ خالٍ من روحه المهاجرة العاشقة.
ويا ساكني مرابع محبوبي أرسلوا لي شيئا من فرحة أعيادكم، أو شيئا من عرس قلوبكم هناك، لقد أقمتم سرادق الفرح بعيدا عني، وأنا هنا أجرع غصص البعد ، ولا أعرف من العيش سوى أنه محض انتظار، ووقفة ترقب، ونار شوق لا تهدأ حتى أرى من في حبها بعت مالي، ومآلي، واشتريت القرب لكن رد الثمن، ورفض البيع.

أحمد الفلاسي
06-22-2010, 10:57 PM
حينما أقول: هذا اليوم، كأنما أقول: هذا الشوق، فقد عرّاني الشوق إليك اليوم من كل ساتر، ومن كل تقية أتقي بها عيون حسادي عليك، وأصبحت صبيحة هذا اليوم لا أملك من حول، ولا طول، سوى ترديد أنات دمعي، وتصريف سيبه وهو لا يبقي في المقل الذائبة ، الذاهبة إليك قطرة، أو شيئاً من بلة.. وأقول بيني وبين نفسي: أهو ذا الحب الذي يتحدثون عنه؟ أهو مجموع عدة العاشقين الذي ملئت منه صحائف أعمالهم ذلا، وعبوديةً، وخلع كل حشمة على أعتاب من ملك منهم الوالد ، وما ولد.
وفي صبيحة هذا اليوم، وعند بزوغ شمسه ودعت من بقايا الرمق مني آخر عرى الصبر، واستقبلت بها أولى روابط المكابدة الطويلة..وليت شعري ماالفرق بينهما وهما وجهان لعشق واحد. وصفحتان لحب واحد، وفقرتان أولهما حبيبي، وثانيهما طبيبي..
في هذا اليوم ودعت لديارك من ودعت، وما كدت أنهي عناق الوداع حتى أنكرتني ذاتي من وحشة ذاتي، ووجدتني قد سبقتهم إليك، فيا للعجب أيُّنا الذاهب، وأينا المودع؟؟ ومَن ودّع مَن؟؟..حقيقة تائهة المعرفة عند ازدواج الطرفين، حيث لم يبق لدي صواب أهتدي به لمعرفة من السابق منا إلى جوارك يا أملي...

أحمد الفلاسي
06-24-2010, 01:32 PM
أعوذ بالله من خطرات البال تريني منك إشاحة الوجه، وإعراض الجانب، وصدوداً يلازم نومي كلما هجعتْ عيني، وقرتْ بالرضا نفسي، ولا أزال مفرّع النوم، مسهد الجفن، يحاربني هذا الخيال المخيف بتغيرك، وإعراضك ..ياله من خيال شنيع أنى لبقايا قلب احتماله، أو التعايش معه!.
مروّع بالصد أنا، لا أكاد أخلو بمن أحب حتى تقض تلك الخيالات هجوعي، وبيني وبين دار حبيبي مسافات من الظمأ، والجوع، والعري، ومسافات من قطع الأنفاس لا زالت تقطع زفيري عن شهيقي، وتنأى بدقات قلبي بين كل دقة وأخرى مسيرة ما يرد خاطر حديثه على قلبي، أو يرحل.
ويصدني عتبه عليّ في نجواي فلا السمع كما عهدته، ولا الإقبال كما عرفته، وكل ما حولي متغير من حالة إلى أخرى لأن حال من أهوى متغير، فلقد غير حياتي بحيث لا أجد للماء خاصية الماء، ولاللطعام صفة الطعام، ولا للهواء إنعاش الرئتين كما عرفته..
عاتب علي حبيبي ، وحق له! ومعرض عني حبيبي، وحق له! فوحق شهد حديثه في حلقي ما رأيتني مرة في جانبه إلا موسوما بالتقصير، معروفاً بالبخل والتقتير..وما رأيت عربون حبي إلا أن أجر بين يديه روحي منقادة، وعيني في هواه غائرة، وعيشي معدوما محروما محموما..حتى يرضى علي حبيبي.

أحمد الفلاسي
06-24-2010, 01:54 PM
حبيبتي.. مَن حبيبتي؟؟..
مهوى كل فؤاد عاشق، ومرمى أنامل السحر الجمالي إذا شفَّ عن درر الثنايا بغشوة يقول باطنها: هيت لك، ويقول ظاهرها: لستُ إلا لك..
مقمرة تقلب الليل نهاراً، مشمسة تكسو الأرض من الحياة خماراً، ممطرة غناءُ يرقبها الغمام حتى إذا ما أبصرها زاد من حنين مائه انهماراً..
قاتلةٌ لو رامها القلب تعلقاً،وتحبباً.. واهبة للحياة لو صدقها جدث الإنسانية الميت تمسكاً، وتشبثاً، وتلبباً..
باسمة تخجل الطرف لو مكن في غمازاتها حدة النظر...فاترة الإبصار ، ناصبة ضحكة الإبشار تعطي، وتمنع، وتأمر وتنهى، ومن فوق عرش الملك تلاعب القلوب في راحتيها، وتنجع بالإحساس لتصطفيه لها لو اختارته بعيدا عن مساس الغير، أو مزاحمة السوى.

أحمد الفلاسي
06-26-2010, 10:54 AM
شاقتني إليك ملاعب الصباح الباكر، وتلك الرؤى المتفجرة مع تفجر عيون الصبح إذا قذفت بها الشمس إلى ساحة الوجود لترسم بها صفحتها المشعة بعد ليل لا يعرف معنى للرؤية السافرة.
هيا دعي النوم وارمقيني وأنا أسائل شعرك الفاحم ظلاً يخيم علي في شدة هذا الوهج؛ فإن الشمس متعامدة مع هامتي لا تفتر عن قهري بسعيرها، ولا تهدأ عن إرسال نيرانها..
وقومي يا حبيبة الليل ليل العاشقين، ويا سبحة الروح في ترتيل أوراد المحبة ، فوحق تورد ثغرك من الصباح ما زلت حائرا في طوق الذهب وهو يلف شعرك الغاضب المزمجر فيصعده في درجات روحي طوقاً آخر، بيد أنه جار ذلك الطوق..
أتتعمدين -فديتك- أسر روحي بخصال شعرك من الصباح؟؟ أهو تقنين جديد في فلسفة القيد العشقي عندك؟ ارحميني من زمجرة شَعرك فوق صفحات وجهي، لقد غلّظ قبضته كأنما في نفسه أن يمنعني رؤية الوجود إلا عن طريق انسداله، ويحجبني عن نفحات الكون إلا عن طريق عطره، ويعلمني وهو يغطيني كيف ألتحف الليل في وضح النهار عباءة عابثة كاذبة..عابثة لأنه شعرك الذي لم يعرف العقل يوما حتى يفرغ كل جنونك في عقلي فأعانقه بجنون لأنه لا يعترف بالعقل..وكاذبة لأن شعرك لا يصدق معي في موعد القبلة الصباحية حتى يرهقني بحثاً، لأرهقه بعدها تقبيلاً..

أحمد الفلاسي
06-26-2010, 11:10 AM
لا تعجبي من رائحة فمي على الصباح وهي تشرح أفاعيل المسك لذوي الألباب المفقودة من الصباح الباكر ..فماذاك إلا أثر القُبل الليلية، باتتْ تثعب بها شفتاك على موارد فمي، كلما طفت بكعبة جمالك عطشتْ دواخلي الساخنة فرشفتُ من بواطن شفتيك ما يعينني على التطواف أكثر فأكثر.
بالله عليك من علّم فمي تتبع رعي الورد على وجنتيك؟ وكيف لي بتعليمه التؤدة في الرعي فقد ألفيته متذرعاً بالنّهم ساعة القطاف الأولى.. حتى إني تعجبت من طغيان حمرة الدم بجراحه في شفتي، ولم أدرك إلا اليوم أن تلك هي أفاعيل الشوك تختبرين بها سكري لدى إطلاق القبل، مما جعلني أرعى شوك الورد قبل ورده..وأقطف لون الورد قبل حقيقة ورده، وأعشق صورة الورد قبل رؤية ورده..

أحمد الفلاسي
06-26-2010, 11:29 AM
ومن علّم ذراعي تطويق جيدك ساعة انهيار حائط المنع بين شفتينا؟؟ وما بعد التطويق إلا التسليم الكامل لسلطان الهوى وهو يحكم أسيريْه حكم جبار لا يسمح بتدخل الغرباء بينهما حتى يصيّرَهما عصاةً على واقع التعددية المزعجة، وجبابرة على واقع اللقاء الخاطف الشحيح القليل في دنيا الغرام يا حياتي.
قلت لك حينها لا تسألي عن شيء من مفاجآت الهوى بيننايا روحي، فإن حياة الحب بيننا تحمل كل لحظة مفاجأة، وتخلق فينا من شبق الشوق كل ساعة جديدَ شوقٍ، وجديد لهفة، بل جديد عهد من عهود القبل يا حبي..وهل للقبلة عهد؟؟
نعم! إن للقبلة حينما تشبك طرفي شفتينا عهدَ مزاوجة لا تفكه قواطع المنع في الحياة مهما قوي بأس العذل، وزاد شموخ الحسد..ومهما حاول البعد أن يفرض على شفتينا قوانين الفتور، وأحكام الكسل..إننا لا نحرّك قُبلة بل نشعلها، ولا نختم عناقاً بل نبتديه، ولا نستشير عاقلاً في حكم التصاق أكبادنا بل نعتمد الجنون منهجاً بيننا حتى تصير الأكباد الساخنة من الشوق كبداً واحدة لا انفصام بينها وبين ذاتها يا أملي.

أحمد الفلاسي
06-28-2010, 11:25 PM
أبحرْ بي ياليل وعلى ساحل ملكها قف بي ساعة السحر، فإن رقصات قلبي الليلية تعظم شيئاً فشيئاً على موجات الفتور، والنعاس، والكسل..ولولا إمدادها المستغرق من الليل معظمه لاجتمع على حالي الموتتان، موتة النوم، وموتة البعد المضني.
ومع الليل مواويل النسيم تبيت تمسح دموعي وهواها يسحها، وكلما ناجتها وصورتها أمامي خيل إلي أن الصورة مخلوق آخر جاء رسولا منها إلي ، وما كنت أعلم أن عزها ينأى في تعاليه إلى حد أن تصرفني إلى صورتها حتى يكون ثمن لقائها لا ينزل عن الروح تضحيةً، وتفانياً.
أخافك ياليل..فإن لك مع وحشة فراقها وحشة ظلامك ، وآه من الموحشين على روح صب لا إلى وعد يركن، ولا إلى يأس يستريح...

أحمد الفلاسي
06-29-2010, 11:56 AM
سألوني عن الحب يوماً فقلت:
هو عجينة تشكلها ذات المحبوب ، ومادة معتمة تشعها تلك الذات شمساً، ومن الذوات من تشعها شمعة، ومنها من تقتل رمق البصيص فيها فتزيد عتمتها عتمة. ورأيت بعد عراك الدمع، والوقوف على مساقط الوجد أن محبوبك هو عنوان حبك، والسمة البارزة في إكساب ذلك الحب معرفاً به يليق، فالحب لا يحمل صفة المحب إنما هو الدلالة الواضحة لكنه المحبوب.
ومن هنا فإن تضييع الوقت، والجهد في توافه المراوغات العاطفية بين الجنسين ما هو إلا أكذوبة الحب، وزيفه، وفساده..وحينها قلت: ألهذا الحد رخصت أنات الإنسان، وآهاته، وتردت قيمه، ومبادئه في لهث مستميت خلف قبح جميل، أو جميل قبيح، أو صورة موهومة تنتهي إلى تصفيق الكفين خلوا من أي شيء له جرم، أو ثقل، أو ظل.
سما الحب بأهله فوق العادة فأشرف بهم على أجمل ربى العبادة، ونأى بهم عن مجاورة السقط ليرقى بهم إلى محاذاة السمق، وليس ثمة إلا أكباد تحترق، وآمال تنتظر، وترقب بزوغ الشمس الكبرى على المهج المحبة لتريح أصحابها من مقارفة المخالفة إلى قرار النتيجة عند من تهوى قلوبهم.
وما الحياة إلا قطرات هذا الوفاء نحيا بها انتظاراً، ونموت من أجلها إليها افتقاراً، وهل الحب إلا طعم الصبر، وشدة الحرمان، وترقب الآتي، واستبشار القادم!! ومتى تحققت لمحب رغبة، ودنا له مبتغى وهو يقضي ساعاته، وايامه، وأعوامه بين نداء، ونجوى، وبكاء، وشكوى، وشوق، وأمنية يمني بها وجيف فؤاده الراكض خلف غيب لا يدري متى سيحل له تمتعه بقرب محبوبه!.

أحمد الفلاسي
06-29-2010, 12:19 PM
لله يا دار محبوبي ما أحلى نسيمات الأصيل ترسلينها قاهرة حدود البعد لترد إليّ وأنا متربع في جلستي ترقباً، وانتظاراً..منعتني لذة الكرى ليلاً، وجنبتني أيتها النسيمات مخالطة الخليقة نهاراً، واستبدلت نغماتك بين أحضان قرص الشمس بغذائي، وأنفاسي، وبرد مقيلي، وشرابي..
أنت يا نسيمات الأصيل أنت ، أنت الماضي الحبيب يوم أن كنت أحبو إليك في تمائم رقيتي، فأتخطى إليك معوقات الحب من البشر، بل من الجن والإنس على حد السواء..وكنت يومها معرضاً للغرام، وبلواه فسقطت في شباكه أسيراً، وقيدت في وثاقه سجيناً، وعرفت به ذلك العاشق الولهان، وبي عرف ذلك المتغطرس الجبار..
أحبك يا رائحة ديار محبوبي..أحبك حب الطير لوطن أعشاشه الأولى، وحب الطفل لمحضنه الأول، وأحبك يا إمداد حياتي حيث انعدام النفس، واضمحلال الحياة...
أحبك يا أغنية الغروب وطلوع قمر محبوب قلبي، ويا معزوفة الفجر وطلوع شمس محبوب روحي..وأحبك .

أحمد الفلاسي
06-30-2010, 05:48 PM
واحسرتي كيف ضاعت الأيام، وضيعتْ معها آخر آمالي في رؤيتك يا ملكة العرش الروحي لي، ويا من يردني إليها كثرة تشببي بالحسان، كأنما لا يزيدني البعد عن ذكرها إلا تمسكاً بأذيال هواها، ولا يودعني الجمال الصوري في الكون إلا موتاً في عشقها، بل ولا يقنعني عن لثم مبسمها تقاذف شفاه الغانيات على مسرح شفتي لو سمح لهن الدهر بذلك وهيهات.
واحسرتي !! ذهب العمر ، وانقضتْ من معدل الساعات ساعة أماتني فيها ذكرك، ثم أحياني يا حبيبتي..أماتني لأن في الذكر مجرداً عدم اكتفاء، وأحياني لأن فيه رغم الموت شوقاً حياةً لا معنى لها على وجه الأرض، بل هي المعاني السماوية على قدرك، ومكانتك يا روحي.

أحمد الفلاسي
06-30-2010, 10:13 PM
لماذا يتعمدون إحياء ذكراك من جديد في خاطري؟؟ ألم يعلموا أن الجرح أوشك أن يتماثل للشفاء، وأن الدمعة الحارقة مواضعَ الصبر مني قد تبعثها كلمة من كلماتك يرسلها قلمٌ عابر لا يدري ما صنيعه بحشاي ، وما أفاعيله بمهجتي المقدر لها ألا تنسى حتى تُذكّرَ، وألا تسلو حتى تعرض على أتون الذكرى من جديد.
ترى نسوا خطورة البواعث المؤلمة فراحوا يرددون اسمك أمامي، ويتلون حديثك قدام مسمعي وأنا أكتوي بكل حرف ألفَ نزف، وأصارع بكل نبرة فيها اسمك مالا حصر له من جيوش اللهفة عليك يا حبيبة روحي...وليتهم قبلها سألوني، آهٍ أو ليتهم حينها استشفوني علَّهم من غوائل الخاتمة ينقذوني.
وهم على ما فيه يخوضون من الحديث غفلوا عن طبيعة العاشق المجروح، فمزجوها بطبيعة العاشق المملوح..ذاك الذي لم يتنفس إلا على تسامت أنفاس محبوبه، ولم يتألم إلا في صدر محبوبه، وهو الغارق في هناء العشق غرق الأول في شقاء العشق.

أحمد الفلاسي
07-01-2010, 10:34 AM
كل هوىً دون هواك مردود، وكل غرام يزاحم غرامك في قلبي عندي مرفوض، لقد طغى حبك على مساحات قناعاتي فلم يرد رأي يبدله، وبمن، وكيف يبدله؟؟؟.
أنا لا أسلم قلبي لأنثى تحاول إقناعي بأنوثتها عن طريق التصنع الممجوج، بحيث تستعير لسد نقص مواطن الجمال فيها باللون تارة، وبتغيير الشكل تارة أخرى، وحينها أعيش المصنوع على حساب الصنع الأصلي.
أنا مذ تعرفت على جمالك استنقصت أن أتعرف عليه بمشاعري المستهلكة قبلك، فابتدعت له جديداً لأتعرف عليه، لأنه جمال تكمن جدته في لحظات مرور الزمان عليه، وهو جمال فطري لا يعرف حدوداً إقليمية للتعرف عليه، ولا ينحصر تحت مفهوم معين للاستدلال عليه..
حبك يا حبيبتي فاطر غير مفطور، لذا كان لزاما علي أن أتعامل في تحريك شعيراته الأولى بكل جديد في..ووالله لقد تمنيت لو أن كل خلية إبصار مني تتبدل لأراك بإبصار جديد الخلايا، ولسمعك بمسمع جديد النبض، حتى قلبي تمنيت لو قدر لي أن أستجده لأحبك بقلب لم يطلع في الدنيا على مخلوق قبلك....أحبك يا حب أبدية الدهر.

أحمد الفلاسي
07-01-2010, 09:33 PM
لعلك قرأت ما في قسمات وجهي في صورتي الشخصية أعلاه ، وكله منك يغدو علي ويروح، ولعل في قسمات وجهي من خلال الصورة لحظات فكر شارد، ونظرة ساهمة كأنما تنادي بها عيناي غيباً غيبك عني، وحالاً أخفاك عن حسي، فالتقطت لي حالة الشرود تلك والتي كانت مغمورة بك وفيك بعيدا بعيدا يا منى روحي..
ولعل في صورة وجهي التي وضعتها في عنواني الشخصي هنا وهناك رسالة أخرى مني لك وأنا في منأى عن قربك، وقرب قراءتك لي إذ أهميك عشقا من خلال هذه الصفحات المتصدعة من حر مابي.
وحياتك لم أكن أهتم كثيرا بعرض صورتي لولا باعث الشوق مني أن تقرأ عيناك عيني في ساعة من تعمق الفكر فيك محبوبتي..ومن قدر أخذ مني نظرة كتبها لاسمك، وخلدها معرفا بحبك، ومهما قرأها الجميع لن يصلوا إلى قراءة مافيها ..وأنت وحدك وحدك الشارح مختصرها، العالم بحالة شرودها ..أحبك يا قصة الأمس الجميلة.

أحمد الفلاسي
07-02-2010, 05:57 PM
أوّاه يا قلب مما يرِد عليك من قطاع الطريق وأنت ماض إلى من تحب ، وقاضٍ بان تتجاهل كل شاغل يشغلك يوماً عن عهدك، وميثاق حبك..ومهما كان تدلل محبوبتك في تثاقله، وتمنعه، ومهما عز الوصال ، وشحتْ سماء الود أن تجمع بينكما، وجفتْ منابع الأمل أن تمطر بور أرضك بشيء من علامات الرضا في وصل يشفي مرض الأيام ، ويبري عضال لأوائها..مهما صار ذلك فمن لك يا قلب سواها، ومن لسقمك من يبري علته غيرها!!
أوّاه يا قلب!! لقد حمت سنة العشق، وانبت حبل الأمل، وضاعت اللمسات اللطيفة تجري على شغافك وأنت ومحبوبتك على بساط المناجاة لا دنيا تعي، ولا إنسان يفهم..أوَ تعود اليوم تلومني؟؟ أوَ ترجع من رحلة تتيمك تضرب الخمس على أختها؟؟ ألم تعدني يومها على الصبر دواءً يا قلبي؟؟ ألم تقطع لي إبرام الوعد أن تكون أكبر من الهجر، وأشمل من الاحتمال، وأقدر على احتمال أحبتك وهم يتدللون عليك خيفة من إرخاص قدسية الغرام لديك يا قلبي؟؟.فاصبر يا قلبي أكبر من الصبر ذاته! واغنم بمضغ المر حتى يكتب لك الجمع قريبا بهم، فهم هم ..لا بديل عنهم، لأنه ليس ثمة من يشبههم!

أحمد الفلاسي
07-02-2010, 09:21 PM
أتحددين لي وقتاً زمنياً لقراءتك؟؟؟ وكأنما تتابعين فرض العقوبات عليّ لكل مرحلة من مراحل دلالك عقوبة ترسلينها، أو تشرحها لي إحدى صويحباتك المقربات لديك، وما زالت العقوبات تتوالى ظنا منك أن في تواليها ثناء زمامي عنك، أو قتلي بك يا صاحبة الحرف الكبير العاتي..
وأنا لا أتضجر من عقوبتك لكنني أتعجب من ذكائك كيف أوصلك إلى توهم ما ليس له في عالم الحقيقة إلا الوهم مظهراً، وحقيقةً..وكيف تغشاك هذا الوهم أن في احتجابك عني حجب عيني عن رؤيتك، ومتابعة ما يخط قلمك.
ألم تعلمي أن سد ثغرات الرؤية بيننا لا يعتمد كسد حتى يعتمد فتح منافذ جديدة أراك من خلالها، وما الزمان، والمكان في عرفي معك إلا واحد من متعدد الأطر التي تبرزين فيها أمامي لأراك رأي العين، وأسمعك سمع القرب، وأعيشك كما لو كانت حقوق العيش مشاعاً مشتركا بيننا. أم أن شيطان الغضب أوحى لك وهماً يقتضي انسلاخي من عالمك لقطع أساب حرفية، حسية كانت تجمعنا يوماً..أنا لم أنس ما بيننا، ولم يكن لعقوباتك نزر تاثيريزحزح عرشك، أو يهزه وهو ممتد من أقصى كياني إلى أقصاه، ولم أنسك لأنني رسمتك من أول يوم في كينونة عشقي مثالاً جنّيا لا جِرم له، وقد تسمينه زوبعة هواء، أو لطف ماء، أو صورة لهب نار، أو ما تشاءين من بنود الفلسفة المغرقة تضعينه تحته، وقد يكذبه نازعا إلى بند لا وجود له أصلاً في عالمهم.
وقد تزخر صفحاتي القادمة بشرح قصة العشق من ألفها إلى يائها، لتكون شاهداً على عصر لا يحمل منك إلا أنت، ومني إلا أنا وأنت..

أحمد الفلاسي
07-03-2010, 11:23 AM
كبارق النجم بت ليلة البارحة أسهرك، وأجوب حماك خيمة خيمة، ورواقاً رواقاً، تقتادني إليك لهفة، وتكتبني نشوةٌ، ويخلقني من جديد كرم ضيافتك وهو يبسط لي الأرض ، ويفسح لي المجلس..
قلت في نفسي: سأبيت الليلة منجماً أختبر وقتي بين نحسه وسعده، وأنا من كلفتني الأيام معك دفع أبهض الأثمان في سبيل أن يكون حظي معك سعداً، مهما جاب النحس أطراف الدنيا، وجوهرها. وظللت بين النحس والسعد أعد الدقائق علها تجعل من المستحيل ممكناً فتأتي بك على الهزيع الآخر من الليل..ومع ذلك أتى الهزيع وذهب ولم يأت منك إلا رسول النحس مبشرا، ومنفراً.
وطلع النجم على مشارف الصبح المنفلق، وودعت غاسق الليل توديع مكتئب حيران يرى الليل مظلوماً والصبح ظالماً، ويلتفت إلى قلبه متهماً، وإلى نحس الأيام متسائلاً، وإلى طيفك الكاذب متفرساً، وإلى الدنيا النائمة في مخدع الراحات معاتباً. وبقيت دقائق ما قبل الصبح تناشدها روحي بقاءً عل في آخر الرمق منها بشرى مجيئك، وسعد طلعتك يا أسعد من رأت عيني حظاً، وأتعب من عرف قلبي حبيباً.
وطلع الصبح....

أحمد الفلاسي
07-03-2010, 04:54 PM
لمسمعك وحدك غنائي وشدوي، ولعينيك فقط تجملي وملاحتي وحسني، ولحياتك يا حبيبتي تعبي، وهلاكي، وموتي...ولو اجتمعت البشرية على أن تستل مني شعرة ما وهبتها بغيتها حتى تقر عيناك مني هباتٍ، وعطايا لا فواصل بينها، ولا نقطة لنهاياتها..
لقد استهلك العشاق قبلي هبة الروح عطيةً، فأنفت على أن أقصرك عليها، ولو كان لي من الأمر شيء لسقت لك عدد شعر رأسي أرواحا مني خاضعة، خاشعة بين يدك لا الروح لي، ولا البدن ..لا الهواء يرخص، ولا سلسبيل الماء..
يظنني من قرأ قصتي معك مهولاً ما من شأنه الضآلة في الطرح، ومكبراً كل يوم صغار هذه الوليدات من المشاعر..ولا ألومه لأنه لا يعرفك، بل يجهل منك الباعث على تضحياتي، وهيامي، ووجدي، ولو أنه عرفك لعذر مني ما استكثره بالأمس واستهوله..فإنك يا مقصودتي جبلة ملائكية التقتْ قدراً مع جبلة هواي، ورغباتي الآدمية، فامتزجنا ..أنت تشرحين لي معنى الملائكية في سحر النور فوق عرصات البدن، وأنا أشرح لك قدرة وفاعلية المسحور البشري حينما يأخذه السحر في أهزوجة شاعر، ونبرة قلم أديب..يا مناهم.


يامناهم بل منى روحي أنا=أنتِ غيث السعد والنبت أنا
أنت كل الناس في درك العلا=أنت غيم الحب أهواه أنا
أنت مني أصل فرعي مانما=أنت بدر في لياليَّ أنا
أنت ليلٌ هجعت فيه الورى=أنت سكنى الروح والروح أنا

أحمد الفلاسي
07-03-2010, 05:21 PM
أعيديها مداعبة المباسمْ= ورديها مشافهة الحمائمْ
وضمة خاففين بحرِّ شوقٍ= يكاد يذيب أنفاس النسائمْ
وآهاتٍ أصعّدها اختلاساً= فتحضنها أناملك النواعمْ
أنا في ضيعة الأنفاس أمضي= فتدركني مغباتٌ حوالمْ
ولولا خشية القبلات تبدي = علامات كمحمر الرسائمْ
لأفنيت الزمان ولا أبالي= أأم لماك في سقيا المواسمْ


من نظمي..
وكل شعر أقيده في صفحاتي من نظمي..

أحمد الفلاسي
07-03-2010, 05:51 PM
على خديك من شفتيَّ رسمٌ= تقول حروفه أهواك وَردا
ومن شفتيك مثل الدنّ يهمي= فأقصده لسقيا الروح وِردا
ومن عينيك أمثال اللآلي= تَساقطَ مسكه في الخد ندّا
تسابقني الأصابع مسرعات= لعاصف شعرك المجنون صدّا
فأحذفه فيبدو منك وجهٌ=يغيظ البدر إذ يلقاه ضدا

أحمد الفلاسي
07-04-2010, 12:52 PM
إذا نلت الرضا منكم كفاني= ولو غضبتْ سليمى أو سعادُ
أو استاءتْ نساء الأرض مني= وعاف محاجرَ العين الرقادُ
فما خُلق الفؤاد لحب أنثى= سواك ولو تأنثت البلادُ
وكم رقصتْ حواليّ الغواني= نواهدَ في نواظرها اصطيادُ
يبنُّ الخصر عن متنٍ تهادى= على ردفين جَنهما اطرادُ
فلم أرسل لغير سناك طرفاً= فأنت الحبُّ جلّلَه اعتقادُ

أحمد الفلاسي
07-06-2010, 05:24 PM
من علامات حبك خلوّه من شوائب النزوات البشرية الهابطة بالإنسان إلى عدم تمييز التمييز، وترفعه عن حظوظ البدن صاعداً بالنفس إلى مالا يرى الناظرون، ولا يخطر على بال بشر، إنه نفخة روحية ترقى بالذات ، وتظل ترقى حتى تستقيم معها فقرات النور في حنايا الروح كما تستقيم فقرات الظهر حالة الاستقامة البدنية.
وما من عاشق سأل محبوبه الموت كما سألته، فإن الموت بمن أهوى هو سر الحياة الخالد، وهو طلسم البقاء بعد فناء ذرات البدن في نوازع الثرى، ومشتتات الحفر..وهو كلمة السر قبيل الإشراف على المستكن النهائي لهذه الروح الحالمة، الهائمة في سبحات الجمال الكوني لهثا خلف من وحّدت له الوجهة، فاستوت في إطار أبعادها جهة الحبيب شرّق بها أم غرّب.
وماالحياة وهي تفقد طعم الموت العشقي إلا عذاب ينتاب الروح مهما تنعم البدن، وما هي إلا انتكاسة القامة الآدمية في براثن الخسران حتى تموت كما مات من سبقها في هذا الدرب الذي يبدأ بكلمة عشق، وينتهي بموت عاشق..
كل شيء من مظاهر الأثر لمحبوبتي قريب من مشربات حسي أجده كما يجد عشاق الدونية طعوم هذه اللذائذ المنقضية الزائلة. ويا ما أحيلى الكون كله في ناظري شرقه وغربه، وشماله وجنوبه، رغم أني لا أجد لقلبي فيه موضع نبض لأحد إلا لحبيبة روحي ..كله لأجلها لأنها فيه، فما طاب إلا بها، ولا تجمل إلا بمرور خيال منها على خاطره، ولا حلا إلا لأن الكون تعرض يوما للمسة شهدية الطعم من كفها في زاوية من زواياه..

أحمد الفلاسي
07-06-2010, 05:44 PM
أنتِ حواء آدميتي ، ومسك طينتي، وملائكية روحي، والهدى المبصّر في دروب ضلالي وشقوتي، ناديتك قبل أن أتعرف على قسمة عيشتي، وعاهدتك قبل الوقوف على مستقلات قامتي، صحبت معك الدنيا بك، ورسمت غرف الآتي من مستقري عن طريق إرشادك، وتشييد بنيانك، فانظري!! أي المواضع من مساحات حياتي خلا منك؟؟ وما هو العرق النابض من عروق بدني استغنى عنك؟؟ وهل أنت يا منى روحي إلا أطراف الزمان، ومقدرات المكان! اختصرتْ لحياتي في حروف اسمك! وتبلورتْ لإسعادي في مفهوم حقيقتك! .
معك وحدك صغيرة أخطائي كبيرة الكبائر، ومعك وحدك عظيم وفائي قطرة في بحرك، لا مدى ينتهي وفائي إليه معك، ومع ذلك لا أعده إلا نقطة فوق فاء وفاء العاشقين، ولا مكان لمخالفتي لك، ومع ذلك فإن لنسمة الزفير مني أو الشهيق حسابها العسير لو خُيل إلي أنه كدّر خاطرك، أو أرهق ساهرك..
أنتِ مع ما قلت لا شيء أمامك ما قلت، ولا أعد نحيب الأيام في تبييض صفحات شوقي إلا ما يراه النائم من خيال؛ فإن حق حبك لا يقل عن فناء الكل مني، ولو بقي شيء مني، فهو لك لا لي، وأظل أراه طيلة العمر ليس مني.

أحمد الفلاسي
07-07-2010, 11:34 AM
كأنها أنتِ ، أهي أنتِ؟؟ ..هكذا كنت وأنا ألمح شخوص هذا الصباح أمامي من جملة الإناث، أراك في كل وجه صبوح يقابلني، كأنما أستكثر على بنات حواء هذا اللقب، وتلك الجبلة، وأفردك بها لأنني لم أجدها إلا عندك، ولم أعشها بكامل ذكورتي إلا معك.
أهي أنتِ؟؟ لا أصدق أن لك شريكاً في هذه الفطرة ، أهي أنت؟؟ ..هذا ما جناه علي بعدك عني، هذا ما أوقعني فيه ظلمك، وظنك، وإن من الجنون ما مات عشقاً، ومن العشق ما تهتك جنوناً، ومن الظلم الأنثوي ما أوقع المظلوم في تيه التمييز فرأى وجه من يعشق وجه ظلم تحمله كل أنثى في الوجود، لكأن الظلم خرج من عندك فتفرق نسخاً متعددة على كل امرأة يا كل النساء أنت، ومصدره ليس إلا أنت يا منبع الظلم أمام مظلوم واحد.
أرأيت هذا الصباح؟؟ لم يأت ليفصح عن زهوره، ولا ليضحك في وجوه زواره، ولا ليبشر بقرص شمسه، إنما جاء لينذر من دامس ليل ظلمك، وليشرحك لي من جديد ظلما جديداً، غارقاً في متاهات الأنانية المفرطة. وما جديد الصباح هذا بجديد المفرح بيوم جديد ، إنه جديد بك في إيراد كتل الجنايات العشقية المترادفة على قلبي كلما حن، أو ارتكب في حقك جريمة إفرادك في عالمه أسطورة التعذيب الأولى.

أحمد الفلاسي
07-07-2010, 11:52 AM
كثير على تجلدي أن ينهار أمام تلاعب أنثى، وأنا الذي هزمت فكرة الحزن قبل أن ينفس بها رحم الحياة، فأدميتها في كاحل الثبات فخرّت على وجهها لا تفكر في غشيان حصوني المنيعة ثانية..وكيف لفكرة الحزن أن تعود وما أعددت لها قلباً ضعيفاً خائراً، ولا منحتها ذاتاً هشة تعربد في أنحائها كيفما شاءت ..إنني وما عهدت نفسي إلا ذلك الطائر المستقرف من ملامسة الأسطح المستوية المستفلة، المتعالي على دنايا المواقع العادية الرتيبة، كلما نهض به جناح خلق في النهضة الواحدة له ألف جناح، فرأى الفضاء حواليه أجنحة تتقدم إليه لنيل رضاه العالي العالي المحلق.
فأريحي نفسك من مسيرة الإذلال لأنني لست من جملة الساقطين في شباكها المغربلة البالية، ولست بالمستأسد من وقع حال ما ، إنما هي خلقة أرضعتها قبل التقام ثدي الحياة أيام كنت في المهد صبياً.
وأنتِ أيتها المتنفسة كبراً، المستقوية صلادة كصلادة القرطاس الرخيص ، ما أنتِ ورغم ذلك إلا أحد عناوين العشق الصعبة في حياتي، ما زلت أتهجاها حتى أدركت أن حروفها اليوم غدت في قاموسي مفسرة كذباً وخداعاً، ألبس يوما من الأيام قوة في ضعف، ومظهراً سقط على مخبره لأنه لم يبن على أساس.

أحمد الفلاسي
07-07-2010, 04:30 PM
لا تطالبيني بحشمة اللفظ وأنا أشرحك للقراء أكبر قضية عشق لا تعرف عدالة الميزان، ولا رجاحة الإنسان!! وكيف لي باختيار اللفظ ولم يبق لي حبك اختياراً، ولا فيصلة تمكنني من إنقاذ البقية الباقية لي من اعتدال، أو اتزان.
ومتى عرفت قضايا العشق الظالم حشمة وهي لا تستند إلى قانون، ولا تعتمد على بند أخلاقي يمكن أن يحفظ لها ماءً، أو يسور لها بنياناً، وقد كذب كثير من العشاق وهم يدعون التحفظ، والحشمة حيث انفلات الربق كلها من أعناقهم عندما يعلن القدر تغير صفاء الماء، وتكدر شفافيته في حياتهم..عندها ينسون كل شيء عدا استحلاب الصخرة الصماء تفي بأن تهبهم قطرة حياة ممن يحبون، فلا يرجعون إلا عطاشى من وريد البدء إلى وريد البدء الآخر..إذا لا نهاية لهم في ميدان الحب حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وكم من مصلحين سولت لهم نفوسهم رد حال عاشق إلى صواب قيد من قيود الحشمة، فخاب سعيه، وخسر عمله، ورجع يضرب اليسرى على اليمنى تائباً من جريمة نصح العاشقين، وجريرة هداية المحبين..وما علم ذلك الناصح الناسك، الزاهد أن الحب في حد ذاته شمولية طامعة لا تدع ثغرة يحيا بها صاحبه بعيدا عن سلطان الهوى، وهيمنة العيون النجلاء القاتلة، وليرني ناصح نتيجة نصحه! هل بلغ من قناعة العاشق إلا ما يبلغ شدق الظاميء من سراب البقاع الجافة! .
ياليت ذوي العقول الراجحة ينتفعون بعقولهم، بعيداً عن انحراف وغي أهل الهوى؛ فالهوى دينهم، وديدنهم، ومعاذ الله أن يعودوا إلى عقل، أو رشاد، أو سماع نصح وهم غرقى عين، وهلكى شفة، وقتلى قد، وصرعى خد..

أحمد الفلاسي
07-07-2010, 05:01 PM
يا نجية القمر.....

سألتك بمن شق في وجه الدنيا العابس ضحكات نوره ، وأبلج في دامس ظلامها شقشقات سروره أن تسأليه عني ما اعتمل في خاطري من استفهام ، وتبطن قراري من حيرة هو لها الكاشف المبين، كما كان لها ساعة المناجاة الوفي الأمين....اسأليه ماذا بعد الغياب ؟؟؟ولماذا كُتب عليه الغياب؟؟؟وهل الغائب في الحقيقة هو أم تلك الأجساد المتلاحمة في ضي إسفاره؟؟؟ ، والأنظار المتوقدة شوقا إلى آخر رمق من يقظة وسمّاره؟؟؟، وحبيبان كان رفيقي قلب، فصارا شتيتي درب؟؟.
واسأليه يا نجية الهمس القمري عن سر يقظته في غفلة الغالبية من سيارة دربه ، كم نزحت بهم عن رواق رحابته الشواغل المفرطة هما ونكدا، وليت شعري هل أدركوا من فرصة العمر إلا ما يؤملهم في سراب الغيب ما ليس لهم ، ويبعدهم في نسج المستحيل ما يبدو لقاصر النظر رزقا حاصلا.
واسأليه عن الآمال المرسومة في صفحة وجنته الصارخة نورا ..كم من ناظر استشرف نزولها على عجالة المتلهف، وكم من حائر خر صريع تبسمها من وجهه في وجهه...وما أنا حيالها إلا ذلك المتوقد شوقا إلى مفتاحها ، وكأني- يا نجيته- لا أرى من بعد عن تحقيقها إلا كبعد ما بين الشفتين قبل إطباقهما على باء الحبيب المصان داخلهما.
وكأني استعلنت وضوح تلك الآمال قياسا على استعلاني وضوح القمر حالة اكتمال قرصه ، فإذا بي أعيشها أقرب ما تكون ، وأحلى ما تبدو، وأهنأ ما تُستساغ .
ثم اسأليه عن إرادة الإنسانية حينما تتخلص من قيود التبعية كما تخلص جرم هذا القمر من محض تعلق يحدد له متى وأين وكيف يسطع؛ فما هو في سبحاته الحرة إلا جرم يسبح في فضاء واسع كان لحريته مدى واسعا ، كلما شاهدته العيون تاقت إلى إلى فلسفة حريته ، في الوقت الذي يذهب عمر الإنسان فيه سدىً ولم يثبت لذاته مرة أنه أنفق على نفسه من حريته الموهوبة عشر ما يصرفه على تقييد هذه النفس بالأوهام في غالب الأحيان.
يا نجية القمر...
هنا كنت ، وتحت هذه القبة المضيئة تعلمت مباديء التعرف على الذات ، فوجدتُّني أستفيض معرفة ، وأتفجر شعورا ، وأمحو من مخيلة الإثبات ما يخليها لثوابت النفي، وأستجدي من علامات الاستفهام ما يربو على قرارات النقط...فجئت وسأعود إليك وإلى إسرار القمر.

أحمد الفلاسي
07-09-2010, 10:42 PM
أمسيت هذه الليلة مع ضيافتك أتلمس موضع يديك يحول الطعام في حلقي شيئاً لا وصف له إلا أنه قطع الهناء ، أو مكعبات الحب، أو كريات النعيم أخلصت كفاك لي فيها أيما إخلاص يا كريمة المنبت الباسق في أرض الخيرات بلادي.
لا غرو أن قسّمتِ لي دفقات العطاء كل أسبوع مرةً، فإن كثرة الحب مضرة في تبتلها كل لحظة في محرابي ، وهي أكثر ضرراً حينما تغدو وتروح بيننا عبر قناة الوقت المفتوحة، لا يردها سد، ولا يتمهل بها عقل، وكأنك على قرار التجزئة هذا تستحدثين للعشاق قانوناً يقضي بضرورة اعتبار الحب دواءً إذا ماكان الزمن عاملاً مهماً في إنجاح رسالته الشافية الكافية، فذهبت به مذهب القانون الكوني الفطري في تعطيل مبدأ الديمومة خشية السآمة، وتمرير مبدأ إسقاط المطلوب على حسب ضرورة الطلب، كأنما هو هو وضع الدواء على مكمن الداء ..هذا وبرغم أن دائي بك دائم، وشفائي منك محال، إلا أن في تعويد حبيبات أطماعي منك التؤدة حمية منك يا من لا أزداد مع ديمومتها إلا جوعاً، وعطشاً.
أفدي أناملك الغضة وهي تدير الإناء تصنع لنهمي حلاوة إقناعه، ولم تدر أنها تصنع له شهد شرهه، وجشعه، وتطعمه مع كل لقمة من يديها رضعة من قلبها، ثم تحليه بأنواع مشتهاه حتى تغرقه في عسل قربها إلى أجل موعود مع باب سرعان ما سوف يغلق، ويعود هو كما ترجع هي..ألا تباً للعشق لا يشبعنا إلا جوعاً، ولا يقنعنا إلا عبوديةً...

أحمد الفلاسي
07-09-2010, 11:01 PM
أيجدر بك يا شمس عمري أن ترسلي الضوء مسقوماً بشح الإنارة وأنت تعلمين عالمي المعتم من غيابك، ومداخلي المظلمة من خطو قدميك المشعتين في حنايا الكون نوراً من نورك، وإسفاراً من دفقات غرورك. وبعد أن طال انتظار، وملّ أملٌ، وانحلتْ إحدى روابط الصبر من قيدي البالي..غدوتُ أتحسس مشارف الجدران كل صباح تحتضن نورك الصبحي ، وتودع في الأصيل دميعاتك الصفراء الوالهة انكساراً.
هل عوضتني بالليل صديقاً؟؟ وتركت لي الغيوم بعدك تعتم الرؤية، وتصعق الآذان برعودها القاصفة ، وتذهب بسنا برقها البصر مني، وأنت هناك، وأنا هنا ما بيننا إلا عتب قديم، وملام سقيم، وقصة من القصص الأحادية في عالم الوجد ما زالت تسرد في سمع الزمان حدث المشهد الحزين الباكي؟؟.

أحمد الفلاسي
07-10-2010, 02:54 PM
عودي لما كنت عليه، ليس ثمة حاجة إلى قرب يملؤني بك فراغاً ..لمَ أطلت هذه المرة مقدار الشفقة ؟؟ أتراك سهوت عن وعدك ووعيدك؟ أم تراها الدقائق الضائعة ساعة الشفق استعصت عليك فأطالت فترة البزوغ المهددة؟؟.أم أم؟؟.
أم فتحت السماء أبوابها هذه المرة فارتفع دعائي ، ووصلت إلى قباب العلو استغاثة قلبي؟؟ فكانت السماء أكرم من أرض لم تعرف الخلف إلا لأنك أحد سكانها، رغم أنها لا تستغني عن إمدادك الضوئي لها، ولا تستطيع البعد عن مادة الحياة التي تكون منها اخضرار أوراقها..
أغرك تصفيق الزهر لك كل صباح؟؟ أم غرتك غرة الضحى ترسمينها على جبين، وناصية الضفاف من بحري الزاخر فأنسى البحر بأمواجه شغلا بغرتك الدرية يا حياتي الحائرة المحيرة..
أقسم بالله إني لأحبك!! وأقسم ثانية وثالثة، ورابعة، و.....ألخ مما يحلو لك من أنواع القسم أن حبك اليتيم لم يجدِ معه دواء الإيقاف، ولا عقار الضعف، ولا قاتل خلايا الحب ، فتكبر مثلك حينما لا ترين في الوجود حدا يوقف غطرستك، وغطرسة قرصك المضيء يا نوّارة الدنيا، ويا حبيبة قلب هو الدنيا في اتساعه لك.

أحمد الفلاسي
07-10-2010, 05:58 PM
هل بلغك أن سني قد كبرتْ! فودعت بها شقوة الصبا اللعوب ، وعلى مقربة من توديع مراهقة الشباب المتزحلقة عنوةً، المتوثبة خفةً، الشاردة خيالاً، وآن للشباب اليافع مني أن يثقل على زيغ الهوى شيئاً يسيراً لا يضر بعشقه لك؛ ذاك لأنك نوع من النساء لا تسوسه إلا مادة من طبيعته المتوهجة، ولا يحلو معه في فلسفة التمازج إلا طبيعة جنية غارقة في مارج من نار..وحينما يصيب المارج صلصالَ الفخار يشعله خلقةً جنيةً بها ما في الجن من تمرد، وما في الإنس من حلم.
ألم تعلمي بعدُ سرَّ هذا اللهيب الذي تجدينه في حروفي المصهورة لك؟ إنه تحول خِلقي من وداعة الطينة الآدمية إلى الملالة النارية الجنية..جاء هذا التحول تماشياً مع كل الالتواءات التي جننتني بها، ومع جميع التناقضات العشقية التي تقررينها علي وأنا في المراحل الأولى من مدرستك المشعة، أو من شمعتك المسترسلة على الكون من طلوعك حتى غروبك.

أحمد الفلاسي
07-10-2010, 06:22 PM
يالحروفك حينما يسوقني القدر إلى متابعة قراءتها! إنها تنسيني في لحظة من شرود كل إساءة اقترفتها في حقي، وكل حب اقترفته في حقك، ولا تحيط حدقتي إلا بتعويذة منك ، تعويذة بك منك، جمعتْ في ذاتها العلة ومسببها، والعلة ومداويها.
منذ فترة وأنا على الشط الآخر من حروفك المستورة، أتفاهم مع الأقدار تارة، ومع حبي تارة أخرى، وأخرج كما دخلت خالياً منك دخولاً، وخروجاً..واليوم حركتِ الستار الواهم عن قرصك المستديرلأراك، وبكل رؤية أكتبك، وبكل كلمة أعشقك، وبكل زفرة عشق أموت وأحيا مرتين بك.
تساؤلات تصعد وتنزل في خافقي ، لا تقترب خشية إحراق القرص، ولا تبتعد خشية إحراق الروح..وبها من الصعود أمل، ومن الهبوط يأس، وهي بينهما لا تعرف أرضاً، ولا سماءً.
كلماتك التي أكثرت من إيرادها اليوم حلوة مثلك، أراك فيها من خلال نبرة الأنثى الغارقة في قاع بحر من جنون، وعلى تحضر عباراتك ينبعث صوت خفي منها يلغي جميع بنود التحضر ليتمرغ في ساحة عشقي متهتكاً، متصلباً..وهل يغني تصلب الحال وهو في غاية التبعثر حتى تمن عليه يدي لتجمعه متسامتاً مع شفتيَّ لا يقول لا، حتى يصححها بألف نعم.

أحمد الفلاسي
07-11-2010, 12:25 AM
نزلت مني هذه اللحظات دمعة غريبة في وقتها، غريبة في تفسيرها، غريبة في كل المعاني التي جرتها وراءها، وبين يديها...ولست أدري أي جهة تمثل في ورودها ، وماالرسالة التي حملتني إياها لحظة سرد بيانها الفيضي .
دمعة صورت في بريقها قطعة من الماضي كبلتني بها، رأيتها معها نازلة من الجرف ذاته، استطاعت أن تصوغ الماضي بجميع أحزانه نسجاً حاضراً لا تكاد الذاكرة تسقط منه خيالاً ولا واقعاً إلا ويتبلور في شاخص عدستها كأن عهده بالحياة أمس. وما أكرم الماضي يحتفظ لنا بالسجل الأول للشقاوة البريئة الحلال، ويخلد شخوصها لنعيش معرفتهم تلك لا معرفة اليوم، فاليوم كله تبديل، وتجريح، وتغيير، وجحود سافر لمعنى هذه الدمعة يا حبيبتي .
دمعة قالت لي: اعبر لو استطعت ضفتي النهر، وتجاوز رسوم الإنسان على الأرض إلى خلوة طبيعية كتبت تاريخها بيدها، وحددت مقروء كيانها بقلمها، وأنت ما عرفتك إلا كبير المتجردين من الصنع الإنساني حينما يغدو استهلالاً ممجوجاً لا شطارة له إلا في تزويق حدود الظاهر يا هذا.
ومع وداع الدمعة وهي تترك خدي إلى جيب صدري تبلله بلؤلؤها الفضي أقرأ الوداع الليلة من مظانه الأولى، ولو أن كاتباً تحداني في تعمق فهم الوداع لما وصل إلى حصباء الشاطيء الذي أمشي عليه متبحراً في فلسفة الوداع وأنا أبحثه ساعة عناقي للأزمنة الثلاثة ورودا، وصدوراً..فهلا جرأة لأقول أهلا بالوداع يا دمعتي!! يا دمعتي !!.

أحمد الفلاسي
07-11-2010, 12:11 PM
بقيت بيني وبينك مُثُلٌ لا أعتقد أننا توصلنا بعد إلى محوها بمجرد إعراضة، أو انتقاد، أو مزحة تسلينا بها يوماً..وقد يحلو لي أحياناً شيء من المناورات أطلقها لتصلك وهي لا محالة تصلك شئت أم أبيت، وقد ألبس الحقائق غير ثوبها ليتتبعها لحظ ناظريك بغية حيرتك، أو قولي: إنها مناوشات الأقران لا تقف حتى يستدل الخيط إلى مرمى إبرته فيبدأ في حياكة الحقيقة ثوباً يناسب من هو له.
وكل ذلك مني، ومع ما يصدر منك من مناوشات إغلاق الباب، أو إغلاقه لفترة معينة، أو تضليل بصري بأن الباب لا بد له من قرع ذليل يقف بجانبه يرجوك الفتح، وكلها منك تشكيلة الغيم على وجه البدر كلما طلع لأهل الأرض شبك الغيم أصابعه فأخفاه ، بيد أن أهل الأرض يرونه مغازلة منه لصفاح وجوه الصحراء الواسعة.
ولست أدري إلى أين سينتهي بنا هذا الطريق؟ وهل يعني انعدام خيوط الرؤية بيننا وهْنَ جبال الحب بين قلبينا؟؟ ..إننا أشتات هذا العالم الذي لا يسمح بشبر من أرض الله الواسعة نلتقي عليه ما بين مصاف أقدامنا كما بين مطاف أرواحنا، ونعود أدراجنا لنبصر حقيقة الشتات لا تنصب رايتها إلا على مساحات القلوب المتواصلة، فإذا بالوصال يعلن عن تشرذم آخذ في محاربة الألفة حرباً لا مناص من التسعر بنارها.
ياليت هذا الشتات يبطل نظرية المعاكسة في طبيعته، إذ لا يزال ينحت فينا تفرقةً، وندحر تفرقته التصاقاً وحباً.

أحمد الفلاسي
07-11-2010, 12:27 PM
منذ زمن وأنا أقول: لماذا أنت بالذات؟؟ وما سر هذه الثورة من العشق أجوب بها البوادي، والقفار وليس على لساني غير اسمك، ولا على شغاف قلبي غير حقيقتك، ولا على بساط جدي وهزلي غير التمتمة بك. وأنا الذي لو شئت لما عرف متنفسي غير أنفاس الغيد عطراً، ولا ذاق لساني سوى شهد الأنوثة فاكهة وخبزاً، ولا أدرت الكأس حتى أشرب من كف النعيم المترجم بكف أنثى الدلال سقيا العمر حيث خلوده في معاطف أنثى.
لماذ أنت بالذات؟؟
قيل لي ذلك من أقرب صويحباتك اليوم عندك، ومن أشدهن معرفة بسرك فيّ، حتى إنها لأسيرة هذه السطور مذ كان الحب بيني وبينك إشارات استفزاز حتى صار في قلبي مشارط ابتزاز، وبقي السؤال قائماً يغم عليّ -أنا- جوابه، وماذاك إلا لأنني تلبست بك فلم أدرك بك ومنك من أين أبدؤه جواباً، ومن أين أنهيها حيرةً..وما زلت أدور حوله مستجدياً، فيزيد من غوره حتى يغيب عن عيني .
بالله عليك يا كوكب قلبي المضيء خبريني لماذا بالذات أنت؟؟؟

أحمد الفلاسي
07-13-2010, 12:33 AM
ليس لي أقرب من نفسي أسارها الحديث خاصة في مثل هذه الساعة، لكنك تتخللين ما بيني وبين نفسي بحكم الحب ، وتلتقم أذناك فمي وأنا أتحدث في عالم الوجدان أسبق ما يكون الإنصات إذا أسكت الكون حواليه، وألقى السمع نحو القول مشتاقاً.
لا تنامي الليلة وأنا ساهر لا يهدأ لي فكر، ولا تسكن لي جارحة...وكيف للنوم أن يهزم طيفي الساهر ملء جفنيك يا حبيبتي!! أم هو النوم ذلك المتسلط قسرا على ليل العاشقين لا يستطيعون مع توافد جيوشه إخماد شواظ الحضور وهم بين متأوه وشاك، ومتهالك وباكٍ، يرحمون الليل من رجع أنينهم، وياسون على النهار أن تطلع شمسه مغموسة في دماء دموعهم، وهم في استنفار الظعين لا يعترفون بالأرض لهم مقراً، ولا السماء لهم مفراً ..
حبيبتي أيتها الراقدة بعد أن طبعت على صفحة الماء قبلة الليل تخجل اللجين أن يمس منها موضع شفة، فإذا انهمر الماء غار سيلانه، وبقيت القبلة مضمخة بعطر الليل..بدمع الليل...بأحلام الليل يا حبيبتي.

أحمد الفلاسي
07-13-2010, 01:05 AM
مالليل يا حبيبتي يصمت بنجوانا كلما قلنا له: تحدثْ، قال: ليس بعد! وهل لمثلنا من "بعد" يرحل الحديث إليها بزمنها.. بمكانها؟ لكنها تعويذة الليل خشية أن تصيبنا العين ونحن بين أحضان المنى نركل الدنيا بأقدامنا، ونعلن حرية الالتصاق لأكبادنا.
والليل هو الليل تحت غطاء الحب لا يضم بتشابك الأضلاع تحت غطائه إلا حبيبين أولعا بالهرب لتزداد سرعة حضنهما لبعض ساعة غطاء..وأولعا بالغطاء لتحلو فرصة التفرد بينهما كلما قال القلب للقلب: هل تسمعني من خلف الأضلاع يا أنا؟؟
لا..لا تنامي يا حبيبتي قبل أن أغري بفرع شعرك سواد الليل حيث استنشاق اللون، ورؤية عطر الكفين، وتذوق اللون، والرائحة بعد أن أسدى الحب لجناب الليل على رواء الصدر شكراً.

أحمد الفلاسي
07-13-2010, 11:27 AM
شبيهة بحيرة ضائع في قلب الصحراء أمام ضبابيةِ وضوح الدرب هي حيرتي من الأمس ، وعلى امتدادها إلى اليوم، ولست أدري ما غايتها من أسري حداً لا حرية متنفسة منه حتى يفصح الهم، ويصفح الألم. ويْكأنها لن تبرحني حتى تعيدني إلى صفرها الأول رغم أنها مجموعة أصفار من ألفها إلى يائها؛ كل صفر له مخزونه الصفري إذ يستعرض إهابي تصفيقاً فارغاً فارعاً لا يفهمني من خلاله إلا صفره التالي له .
وأنت يا نفسي عليك وزر التبعية، ولك أجر التحمل، فوزرك متمنطق مع ذل تبعيتك لمتضاديْ عقلي، وقلبي، وأجرك مستساغ في أنك مخلوق حمل مني مالم تحمله الرواسي مع بُعد ما بينك وبينها. عشت معي أيتها النفس الصبور وكل يوم لي مع السراب رحلة، والعود أحمد، لكن ليس لي، إنه عود أحمد للسراب يا نفسي. وما إخال العود أحمد لأحمد.
تنمري مرة أيتها النفس، فإن العصر عصر الأقوياء، عصر المادة، عصر الغابة في لغة الأسد وأتباعه..مالك خانعة خاضعة لأهواء لا تنتهي أصفارها! أتراك استمريت الأصفار عالما تقطنينه! فأين صحيح الأعداد أمام حشوك كل يومٍ أطنان هذه الأصفار!!

أحمد الفلاسي
07-13-2010, 11:56 AM
حاولت التخلص من رغباتي المجموعة فيك فلم أفلح، فخالطتها بالعلقم المر لأطعمك كذلك فلم أجد للعلقم معك إلا ما هو أحلى من الشهد طعماً، ووردت ماءك المنهمر في روحي كل يوم، فسابقت انهماره بكدورة تفقده خاصيتك المسحورة بها أحشائي.. فماذا؟؟ صدقيني: لقد كنتِ كالناسخ كدورةَ الأرض كلها حينما يجمعها مسكوبة من بنانه أصفى من السحاب، وأنقى من رضف الرباب.
أنا معك في كل ما به تعتبين، لو أنني أفلحت في تحطيم تمثال عظمتك، وجمالك.. ذلك الماغط أسبابه طولاً، وعرضاً في أنحاء اتجاهاتي. ولو أنني صارحتك بمحاولاتي في ذلك لضحكت من المحاولات قبل الضحك من حال المحاول، وحينها ستدركين -يا ربعة القد- أن من الحب ما يصل بصاحبه إلى درجة الخضوع الملكي السلطاني قهراً، وتجبراً..وما سر الفروسية بكامن في صوت عالٍ، ولا عضلة موتورة، ولا احمرار حدق ، إن الفروسية الحقة تلك التي تبعثها في الرجل امرأة تسلبه منها فترة، ثم تعيده إليها بعد أن تضع عليه شارة استحواذها عليه؛ فلا يكون فارساً حتى يتخلص من إطلاق الفروسية إلى خصوصية فارسها فحسب.

أحمد الفلاسي
07-13-2010, 04:23 PM
الله ما أحلى التشبيه في بلاغة سطورك المائية الرائقة الوادعة! يحق- والله- هنالك أن يحسد المشبه به مكانة المشبه، وأن يتجاسر المشبَّهُ فيزهو على المشبه به زهو شبكة الميزان بين المتناثر من عامة النجوم. أتشبيهاً وأنت تعلمين أن التشبيه ينقسم على اثنين؟ وأن كلا الاثنين بينهما من تنافس السبق إلى قلبك كما بيني وبين قطرات الماء من غيرة تكاد تهتك حرمات الستُر، وتعيشني مطاردا لا من حماك فحسب، بل من عالم الأحياء عموماً.
مالك والتشبيه ؟؟ أأشفقتِ على طرفيه من الحذف ، والإسقاط ليتنازل إلى مستوى الاستعارة أقل ما يمكن؟ ومن قال لك: إن التشبيه مشاع الأخذ إلى هذا الحد لتسكبيه في موقي عيني أبلغ ما كتب الأدباء عن قتل العيون، وعيون القتل. دعيهم يكتبون ، وحياة بارق نحرك ما سكبوا ، وما عرفوا للسكب طريقاً، ولا للطريق خطواً.
وويلاه من تشبيهاتك ويلاه!.. حيرتني في معجزة اختيارك، كأنما تصطفين العلاقة بين طرفيه اصطفاءً عبقرياً لا يدع من مشترك الصفات بينهما موضع زفرة إلا ويسدها بقناعة بلاغية فريدة الصنع يا أخت البلاغة، وعروس حروفي كلما أعددت لزفتها توسلت بالقمر، ودعوت النجوم، ومِلْتُ بأغصان الدوح تظللك يا عروس حرفي بشهادة شاهدين..الشمس في ضحاها، والقمر إذا تلاها.

أحمد الفلاسي
07-13-2010, 05:56 PM
بمثل هذه الصحبة كان ينبغي أن تتشكل هالتك الوضاءة؛ فمن كان له مثل تلك الصحبة التي تبدعين في رسم ظلالها الآن حق له أن يفخر لأنها جمع في أخص خزاناته أبدع ما خلق الرحمن من أصول النفوس، وخيرة معادنها..ومثلك ومثلها صنوان في المنبت الطيب الطاهر، وصنوان في صناعة الرشاقة الأدبية على أصولها، بعيدا عن مدعيها من شوائب الهبوب الناشبة في اذيالها تطفلاً، لا تاصلاً.
تلك ورب الكعبة صحبة الكمال ، وكمال الصحبة في أسمى ما يمدح به الإنسان...لقد مدحت، وأثنيتِ على إنسانة لو وزنت معانيها بمعاني الكواكب السيارة لسارت هي مكانها في طريقها حبا وكرامة.وهي هي دائما محط إحناء الاحترام مني كلما لازمتها ، وجاورت معاليها الفائقة الراقية...

أحمد الفلاسي
07-14-2010, 10:22 PM
مساؤك مفعم بفيض قلمك، وقلمك لا يزال من قلبك عليه سلطان ، سلطان الإمداد الروحاني.. سلطان الآمر الناهي ، وأنت تكتبين أتابعك، بل أستشرفك من البعد الذي ارتضيته لي كحائم الطير أنى لاح له موطن سربه الأول رقبهم من بعد ، وبكى يوم كسر جناحه عن التحليق إليهم.
وأنت سربي كلهم، وناسي جميعهم، وأهلي قريبهم وبعيدهم..لا أشتاقك حتى أجمع لفلسفة الشوق مسلمات ، ودواعي حفظ الرحم، وصلتها، فأراك رحماً خاضعة في سبيل تأصيلها جميع روابط الأرحام من دم، ونسب، ومصالح..وأعتقد أن ذاك هو الفارق بين صدق هذا الأمر ، ومجرد ادعائه ادعاءً، فإن لصلة الأرواح مالا دخل له بألاعيب بني آدم اليوم الغارقة في التسميات غرقها في أكاذيب التمثيل إذ يفصل الحدث حسب جده، وهزله ، وهو حدث مختلق تديره أنامل العابثين بذمم الأمة، ومستحفظاتها.
وقد أكون أكثر وضوحاً معك عندما أدين قلمك غلبة قشعريرة المباديء عليه ، وكأنما حُمّل مسؤولية هداية البشر، وتصحيح مساراتهم..مع أنك حينما تسلطنين الحرف بإشارات الروح ، وسكرها تعلنين عن ملكة أدبية تأنف المحاكاة، وترفض المشابهة، وما عرفته عن قلمك عرفته عن قرب قبل إعلان النفي الظالم ، وخبرته، فألفته، فعشقته، فارتكبت في حق ذاتي أشنع الجرائم بسببي معه..

أحمد الفلاسي
07-14-2010, 10:42 PM
ما زالت صويحبتك تحدثني عنك حديث الكاشف عن سر الهوى بين قلبين كل غطاء سبّبَ للسائلين كل عناء..وهي تحدثني عنك تثير غيرتي عليك منها رغم كونها منك كالشرح لمختصره، وكالبيان لمبهمه، أتصدقين أنها وفي حديثها عنك تغريني بنفسها لأنصت إليها أكثر فأكثر، وماذاك لأجلها! بل لأن اسمك جرى على منحدر لسانها، وقلمها، فشمل الإغراء منك كل من ذكرك، أو تحدث عنك يا حبيبتي الغاضبة من لا شيء.
وما أحلاها من صاحبة! بالله عليك أوَ كل صويحباتك على هذا النمط من كمال الأخلاق، ومعالي الرقي، وبساطة السمت!! إن لصويحبتك هذه مزية البساطة في بعد النظر، وملكة التواضع في حفظ الكيان، فلا انسياب إلا بأمر العقل، ولا تشدد إلا بأمر القلب، فالخلق سهل ممتنع، والجبلة فضائل لا حصر لها إلا بقانون العد الطلسمي.

أحمد الفلاسي
07-14-2010, 11:06 PM
حدثتْني عنك يوماً، وسرى الحديث بيننا عنك وهي متعجبة من جنوني ، وثائرته عند ذكر اسمك، وأدركتْ أن ذكرك لو لم يكن حديثاُ لكان مني نفَساً يجري مع الزفير الخارج، ولكان مدار تقلب الطرف مني على مر الثواني وهي محملة بك كالمنقول من مستقره إلى مستسره.
وسألتني حينها عن سبب هذا الجنون، ثم أجابت نفسها بنفسها بصمت طال مد حيزومه، وأغرق في سكونه أمام حقيقة لا تكشفها أسئلة ساذجة، وأخرى ناقصة..وكأنما قاستني صويحبتُك على المارة في درب الهوى استجماماً، وتفكهاً ، ولم يعد لديها ثَمَّ حل إلا ذلك التصنيف الرجعي، المعهود المستهلك بحثاً..وأنا ، أنا جديدك في كل هذا الحب، وجديدك في كل هذا الوصف، لأنك قديمة عشقي، جديدة شوقي.
وتعجبت أكثر من طيش الشباب المولع بك مني، لا سيما وأنا الآن على مشارف الولوج إلى ركن الثلاثين من العمر، وبه تم توديع مرحلة كنت أنت رائدة عمرها، واستقبال أخرى أنت حبيبة آتيها..

أحمد الفلاسي
07-14-2010, 11:28 PM
وكان حديثها عنك بمثابة الراحل بي إلى جوار أنفاسك الزاكية، فإن لأنفاسك عشق الحشا لا يصده عنها نسائم الأرض مهما تحالفت على رئتي عشقا لا دواء له إلا بعشق مثله. وكنت أقترب من موجات حديثها أستشفي بذكرك الطاهر عن أسقام طال الأمد على استرقاقها عظمي نحولاً، وكبدي إتلافاً. واختبرتني مرةً ، بل مراتٍ بضرب الذكر عنك صفحاً، وليّ عنق الكلام عنك جانباً ، ومضت بي في حكايات، وحكاياتٍ، كلما ارتقت بها حَزْناً استقبلها سهلٌ ، وهكذا حتى إذا ما ونى بالحديث الونى، ومالت بجانبه شقائق الهواء انبريت اسألها عنك، وعنك أنسخ ما تم من حديث، وأراودها حثاً تحكي لي شيئاً عن قصتها معك ، فبدأ الحديث مختوما بك .

أحمد الفلاسي
07-15-2010, 01:32 PM
ترفعي عن جانب التعرض للناس بلفظ لا يناسبك، وقد يضعك في دائرة سوء الفهم لدى البعض من أنك خفيفة تهزك النسمة العابرة، وتعصف بمزاجك الفكرة الخاطفة. ولا تظهري ضعف الشكوى منك فإن للشخصية القوية عمقاً لا يرضى بحال أن تستند إليه نملة صغيرة فيضطرب منها، أو يتأفف من ثقل ظهرها.
وما أحسننا نحمل الخَلق على مبدأ العذر، ونصنفهم وفق بنود التسامح، ونلتمس لهم ما يتناسب وجبلتهم الطينية المعرضة للخطأ، والسهو، والغفلة. وهل من أحد من العقلاء يود الوقوع في الزلل، لولا ما ينتج عن تلك الطينة التي نشترك فيها جميعاً أيتها الأديبة الحاذقة؟؟.
إنني لأستكثر في حقك العالي تلك النفس المنقبضة المتضجرة من القذاة الصغيرة، وذلك الغضب الذي يحمر حرفك وكل ما في الأمر في منتهى البساطة..

أحمد الفلاسي
07-15-2010, 10:10 PM
آخر ما اتُّهمت به فيك أنني لا أكتبك إلا تغزلاً..وحلا للبعض أن يصم كتاباتي بهذه الكلمة الخفيفة في ميزان الثوابت العرفية لدى الناس، ويركنني في إحدى الزوايا المليئة بعبث الغزل السطحي الفارغ من مضامين الحب السامية الرفيعة..وكأني بهذا البعض من المنشغلين بقضايا الصدامات الفكرية يظنني ليس إلا ذاك المتلاهي بحديث النفس الفارغة، المتجافي عن سر إسعادها..وليس إسعادها في هذه الترهات المبثوثة في صفحات بعض المنتديات المشغولة بتبادل الرخيص العفن البالي من المناوشات بين الذكر والأنثى، المتهالكة على قنص الأوقات لتضيع في إشباع الرغبات الدنيئة من النفوس..وياللعجب مما ترى! إذ ترى الليل تمضي ساعاته بين كلمة منه، وأخرى منها، لا يصدق هو أنه كلم امرأة، ولا هي أنها غنمت بشبه رجل، وتمتد العلاقة لتقف أمام طريق مسدود ليس من شأنه أبداً وصل ما بين هذين من البشر إلا بأكذوبة ساقطة تسمى تجوزاً، وزوراً "الحب".

أحمد الفلاسي
07-16-2010, 01:02 AM
ليس بدعاً أن تبكي العيون ليلاً إذا أمضت النهار في ملء حدقتيها أحداثاً مبكية! ومضى النهار حافلاً بحركته، ومتغيراته، وصخب حديث أهله في كل مَجْمع وسوق..ثم أتى الليل، وتدانت ساعاته إلى حد انتصافه ، فكان عالماً حافلاً .
ومن عجائب الحال مع الليل أن البعض يراه كما أمضاه مخدةً تسند رأسه، وغطاء يتقلب فيه لا يعرف من الليل إلا بدء ناموس النوم، ثم التخلص من ذلك الناموس صبحاً..هذا وقد مضى الليل عليه عهدا معهودا بين إغفاءة، وانتباهة...ثم ليس إلا ذاك.
ومنهم من يفرده الليل كما يفرد هو لليل عمراً طويلاً يرى فيه مالا يرى، ويعيشه قصة حياة زاخرة بألوانها ، وأطيافها، وكامل معطياتها...وهو في الليل سادن مدرسته، وعاشق خلوته.
في ظرف ليلة واحدة كانت هناك قصيدة، وكان هناك حديث مناجاة، وكان ثَم أمل ، وقد يعقبه يأس..وتلك هي منظومة أهل الليل يردون ، ويصدرون بوضع جميع فلسفة حياتهم في ظرف ليلة. وفي ظرف ليلة ولدوا، ثم درجوا في لفة الطفولة ، ثم حبوا على ركبهم ، ثم هاهم في كامل قوام قد تشبعوا بفلسفة الميلاد حتى صاروا يرضعونها منه كهولاً.
وفي هذه الليلة عشت محبوبتي في جديد شعري قصيدة بدأت منذ النشأة الأولى لحياتي، وأرّختها من بدء هذه الليلة، أي من ولادتي هذه الليلة، ثم تدرجي في مراحل العمر الليلي حتى رأيتني في كامل قواي البشرية.

أحمد الفلاسي
07-16-2010, 10:40 AM
لك الحب كله مصحوباً بنفحات هذه الصبيحة المباركة من أيام الله، تغشاك رحماتها، وتهبك الخير فضائلُها، وتنعمين بمواهب الدعاء الصادق يا درة قلبي الثمينة، ويا منيته النادرة الأمينة.
أصبحت اليوم وأنت كما أنت تشرقين على الحاضر من حياتي والغائب، فما حضر فإنما حضر لمصافحة أشعتك الباعثة للحياة معنى الحياة، وما غاب فقد حضر مع صاحبه متصلا بنوارة قرصك ليشرق بك في عالم الغيب السالف..وأنا هنا أغنى منهم جميعاً، وأشد فخراً بحبي! لأنهم عشقوا المصابيح بأنواعها، وهاموا في كواكب الكون كل له كوكبه، وكل له نجمه، يبيتون معها وجميعها مسفر بنور شمسي، حتى إذا ما طلع النهار كان النهار لي وحدي، لأن بزوغ شمسي لا يترك مصباحاً، ولا نجما إلا ويضطره للانطفاء تعظيما وتقديراً لسراج الكون الأعلى.
فكيف ألام لأنني تربعت على عرش النهار، وتربعت على عرش الليل من باب أولى إذ لا إسفار فيه إلا ما وهبته الشمس لبقية المصابيح، ومع ذلك فأنا القائم على مدح النور في أصل جذوته، وهم ما مدحوا إلا مظهراً من مظاهر نوري الأصلي المستكن في بطون الغيب لا يعلم حقيقته إلا الله.
فلمن السبق إذا لم يكن لي، ولمن أحقية هذا الجوار إذا لم يكن لقلمي، وأنا مادح أصل النور لا فرعه..
أنا يا حبيبتي من تغنت الأطيار بنغمي حينما بان ووضح في ضحضاح نورك، فأرعد السحاب به ربيع الخلود، ووافته البرية عيد الوجود، وظنني البعض مادحاً ذاتي غطرسة وكبراً، وفاته أنني عاشق جمعت الشمس بكل ما هي فيه من سعير، وإحراق، وعظمة انتشار لتستقر في الكون المسمى قلبي.

أحمد الفلاسي
07-16-2010, 08:02 PM
يحببني فيك جديد مابك مما تقصر دونه محاولات الغيد ولو بذلن لغايته ماء الجمال على صحاف من ذهب، ومن قصر فهمه للجمال عند نقطة الشكل أو اللون فما فرّق بين جيم الجمال مفتوحة، و مكسورة، وحينها لم يعبأ به الجمال لو ارتسم في عينيه حرف الجيم خاء، أو حاءً، فإن لسر الإعجام هنا حقيقة طبعية لا يدركها إلا من ساس غورها لا من أغواه عورها، فتاه عن الحقيقة إلى ضياع لا عودة بعده البتة.
وأنتِ يا محبوبتي..يا مضنونتي ..أنت من أعياني اختيارك، وانتقاؤك، ومشورة رأيك، فلأنك سلطانة الجمال لا أراك تقعين إلا على مواطن الجمال..ويالله من اختيارك البديع كم يبهرني، ويحيرني وقوفاً على بابه كمن ضيع عقله، فضيع معه صوابه وتمييزه. ولا أدل على ذلك من سهامك المتلفة، تخترق الحجب لتأتيني باختيارك أحلى ما جادت به الدنيا من نغم الأرواح محمولا على بساط الذكرى الجميلة.
وأنا لم أتخصص فيك كلية، بل فصلته على مقاسك..فصرت أعنى بمواضع سمعك، ومواضع شمك، ومواضع تذوقك، ومواضع تفكيرك، ومواضع لمسك إذا جس مني قبل الملموس شغافي المنسوج من اسمك المشع يا نوارة روحي ضياء، ونورا مبيناً.

أحمد الفلاسي
07-16-2010, 11:44 PM
لم يزل قربك الغالي على روحي يراجعني الذكرى بين غرام الأمس، وحنين اليوم! لقد مضى الأمس حاملاً في مخلاته أياماً قدّر لي أنْ تتوافد على خاطري دون أن يمس النسيان منها حرمة، أو يطمس لها معلماً.ولو نسيت ما نسيت ليالي كانت النجوم بأقمارها تتساقط في فيء كَرمي وأنا عندك ، ولكل نجمة بريقها النافذ إلى عمق الدلال، وتمحكات التدلل..وافتراش مهاد الأنوثة الوفير الناعم لم يكن على بعد من جنبي الغارق في صدك، وبعدك، وقهرك، وقسوتك..
يالها من ليالٍ لو كان لها لسان متحدث لأقنعتك ربما ، وربما بصرتك بكنهي وأنا حينها كالجلمود الصلد لا يلين عنك، ولا يستكين لطرف من غيرك، ولا منه ولا إليه ، ولا له أن يتخير على مرقد وجنتيك يوما من الأيام مقيلا.
أتصدقين مجرد وهم يجيز لك اتهامي بحب غيرك؟؟ ومن تلك العارجة إلى مقاليد الفلك العليا سموا، ورفعة يمكن أن أضعها إلى جانبك؟؟
ومن التي مشت أو برقت في ناظري أهدت روحي ذرة إحساس كما تغدقني به حروفك الغالية كل يوم؟؟
ومن في الديار من تسمى امرأة استطاعت أن تخالل مبررات الرقي في طرحها، وشرحها كما هو شأن المكانة التي تتمتعين بها يا أميرة المكان؟؟...أحبك رغم تمنعك، وصدك.

أحمد الفلاسي
07-17-2010, 12:05 AM
أحيانا أقول: ربما أدركت أنها ظلمتني! وأحياناً أعتمد مقرا تصرفك ، وأعده حكيماً! إذ لا سبيل إلى إيقاف تمردي على جبال الصمت إلا بخلق نوع من الصمت القريب يضمن على أقل تقدير تفجير التمرد بعيدا بعيداً عن حمى الملك المصون.
وأحياناً أرده إلى طبيعة محضة لا تخدم الطرفين إنما هي لغرض ثالث تجامله نوعاً ما تطييبا لخاطر، او طمأنة لتخوف حاصل..
وعلى كل حال لم يغير من الحال شيئاً، ولم يخفف غليان القدر إلا أن الغليان بعُد عن عينيك حتى لا يؤذيهما تطاير شرر قطره..
وكان ولا زال لأقرب الصويحبات لديك تدلل يرغمني على النكوص لولا منازعة هذه النفس القتيلة في ميدان عزتها إذ لا صوت يعلو على صوتها وهي في قلب المعركة.

أحمد الفلاسي
07-17-2010, 02:20 PM
إلى متى سيمضي العمر بنا غريبي قلمٍ تسخر الحياة بهما وتعبث، وعلى امتداد الأنفاس الحارقة نطول بالآمال ، وتطول بنا كذباً، وزوراً، نرتاد الصفحات نملؤها خطوطاً متوازية لا تلتقي عند نقطة، ثم نأوي إلى عش الغربة القشي الهرم، ولغربتنا ليلها الخاص بها تركيزاً لا يقبل المخالطة، أو المكاثرة بغية التغيير.
قد تكون لنا ميزة القدرة على الصراحة البوحية مهما كانت صراخاً، أو ضحكاً، أو ما بينهما من اتزان السمت، أو قولي: ميزة سرد الحكايات عن تلك الغربة الغشاشة الملونة، والتي يرانا البعض بها نضحك، وبها نبكي، وبها نتزن سمتاً بين بين.. تشكيلة خادعة للنظر، مقامرة بالعقول والنهاية غربة قلم.
وأنا أكتب لك الآن دخلت علي قطتي المؤدبة بأدب الغربة، فتحولتُ أناجيها ، وأسألها: ما سر نظرتك إليّ هذه اللحظات وكأنما تقتحمين علي خلوتي لأقرأ من تمكين نظرتك معنى من معاني الغربة لم تهتد البشرية بعد إلى حروف هجائه أو تهجي صمت حروفه؟؟ أتراك -يا قطتي الغريبة- محمولة بكليتك لتطابقيني بعللي، وغربتي ، فوجمتِ معرضة عن "المواء" كدرس من دروس الإيحاء الصمتي سوف تجهر به حروفي بعد قليل؟؟ ..غرائب أنتم يا عوالم الجانب الآخر من كون الله العظيم..في صمتكم نكير فظيع لعويل ابن آدم الآخذ في شرح الحقائق الخفية بصوت عال لا يناسبها شكلا، ولا لوناً.

أحمد الفلاسي
07-22-2010, 10:42 AM
ليس لي حق في رفاهية الحب، والتحلي بجماله بين جملة الأهواء والمشارب في بني البشر، فكل حبيب أينعت ثمرة حبه بلقاء محبوبه فأراح واستراح، وتبادلا كأس اللقاء لا يكدر صفوه شيء من شائبات الحياة الماكرة بالمحبين مكرها بالأحياء على ظهرها..إلا أنا فما عدت أفكر في اللقاء، ولا مسبباته، ولا أجنح لأفرح قلبي مرة بلقاء من أهوى حتى أعود أدراجي لسحب أذيال الغرام كأنما تعارفنا للتو، وللتو نبسمل شق طريق الخطوة الأولى.
وأمامي من دهاليز الحيرة، والتساؤل ما أدرك مبتداه، ولا أعلم الظواهر عن منتهاه، ومفزعات النوم تلك الجاثمة على صدري لا تنذر بشيء كما تنذر بالقلى الجافي، والقطيعة الباغية، وما بين أطياف الشناعة يتسلل شيء من شعاع أمل يقول: تمهل! فإن في العمر بقية، ولا يعني إلا عمر الصبر العلقمي.
وأي صبر يا منى روحي وأنا أكوى بنار الآدمية المبعثرة في حواشيها بقايا ما جمعت يداي من نورك فأودعته ذاتي لتسلم فلم يكفها ، ولم يسد جوعة متاهها، وكم ناشدتك القرب وأنا خالٍ من آدميتي عل الذي أصابني منها لا يحول بيننا، ولا يشكل من طبقته العازلة إمتداد هذا العمر في بعده عنك. ومتى سيفهمني بنو جنسي وهم لا يفكرون إلا في نواقص هذه الطينة، ونواقض هذه الجبلة المتكاملة من حمأة الصلصال ، والمعتمدة في استنشاق معاني الحياة، والحب من تلك الروح المبثوثة فيها شحنة غيبية قلّ من يتنبه لسرّها.

أحمد الفلاسي
07-22-2010, 07:24 PM
أنا لم أطلب ما يتدلل به المحبون على أحبتهم من كامل الرضا، ولم أرسل شكاية الوجد وسيط رجاء يبيح لآمالي أن ترى النور مرة معهم ، أو تبصر بصيص انقلاب كوني في عالم عشقي فيصير ليل الأمس صبح اليوم المنقلب، ولم أجرؤ يوماً على مصارحتهم بعارم الحب حتى لا تهلكني قسوة الرد فأموت للمرة الثانية بعد موتتي الأولى بهم.
أنا حليف الصمت، وأسير الرضا، وجار الألم، وصاحب الصبر الأول في حميمية القرب اليائس من سوى الصبر قريناً..
أنا مجموعة من فقرات مكتوبة ، لو بحثوا عني بين الأحياء الآدمية فلا وجود، وبين الأجداث الرميمة فلا سبيل، وبين قبة الكون، وقعر أرضه يندر أن يجدوا لي شبيهاً في تحملي، وجلادة بأسي، ومسيل عذيبات شكي ويأسي..وهم لا يعلمون عني سوى أن ثمة عاشقاً مذ كان لا تعرف أنامله سوى سطور الغرام صدوراً، ولا يعرف صوته سوى آيات الحب العالي ترتيلاً، وقد وسمني شانئي بالمذلول مرة، وبالمتروك مرة أخرى، وحط على بقايا عقلي ماشاء له السباب من وعورة الألفاظ، ومكاييل الأحكام.
وهل أدرك هؤلاء يوماً أن عينا أبصرت، وأذنا سمعتْ، وقلبا خفق، وعقلا أيدهم جميعاً ..كل أولئك شهود أحقية هذا الحب لأحقية محبوبي، وأحقية عذابي لأحقية جماله، وروعة بهائه!!.

أحمد الفلاسي
07-23-2010, 11:42 PM
قضاءٌ أُبرم بأن أعيش هذا التنازع بينك وبين مغريات الحياة، وبين تلك الطعمة من لذيذ حبك وصنوف ألوان المشتهيات المنضودة على مستوى امتداد مطامعي، وشهيات حسي. هنا فقط أحسست بك، وكم هو حبك ملء خفوقي قناعة عقل، وانصراف قلب، وموافقة فطرية تجعل الحلم حقيقة ، والحقيقة واقعاً.
ما أشدها عليَّ منازعة هذه الجموع المحيطة بي من كل فن وذوق نسويٍّ يكاد سنا مغرياته يذهب بالجبال الرواسي ..وأنا على إصراري منك، ودوافعي المجموعة منك وإليك، وعهد قديم كلما ألمّتْ به قشعريرة التغير أراها منك ما لا بديل له بك عنك، فسارت نحوك عنهن تطوي تلك الساحات من ورود الروض دونما انتباه منها إلا حيث أنت مني .
تُرى هل سيغفر الحب لي تلك النوازع؟ ويْحها هلا علمتْ أن شدة نزاعها تقابلها شدائد ذراتي الناطقة باسم من أهوى ، فلا خوف على حبي المتعمق أمام ريشة النوازع المبثوثة في سماء الحقيقة كما يُبث من مخلفات الأرض فيتطاير أو تهوي به الريح في مكان سحيق.
اتركيني يا نوازع الأهواء أخلط دمي بدمعي حتى لا أترك قطرة من دم، أو دمع تحتجين بها علي لو قسا الحب علي يوماً فأغواني شيطانك أن أنسى، أو تحرف طرفي عن أحبتي منك خلائط الألوان المصطنعة!

أحمد الفلاسي
07-24-2010, 12:08 AM
ربما طفقتُ متوثباً في غرور من حبك، وربما مال بي الحال فرقصت من وقع الهوى على مفاصل جسدي ، ولربما عنك تحدثت مع الرفاق ليالي السمر زهواً بحبك، واعتماداً على مفاخرة وقوعي أسيراً في شباك عشقك، وما أسلفت من احتمالات المفاخرة حاصل ولو لم أتفوه ببنت شفة، ويكفي أن لوجهي تعبيراً في سرد قصة حبي يفطن إليها أنصافُ الحذاق قبل كُمّل الحذاق بداهة لا عِيّ في منطقها...غير أنهم في لبس من شرح قضيتي المقروءة في قسمات وجهي ، ولهم العذر في ذلك حينما نعلم أن لغة أهل الوجد لا يفك رموزها غيرهم.
تعجبت كثيراً من سابح هوى لا يدرك مرور مراكب أقرانه من حوله حتى يدعْ شرح أشرعتهم لغيره..وليس لأهل الحب إلا من شرب من ذات الكأس، وسكر من فم ذاك الدنّ، وضاع في ذات المتاهة الحائرة السائرة به، وبهم إلى مواقع تلك القبل، وهضاب هاتيك الخدود الساكنات بظبائها في مغيب الأبصار، ونهاية ما تنحرف عنه الأحلام.
وتالله ما حلف عاشق بغير خلخال محبوبته ساعة مشيتها إليه بين أنة ورنة، وآهة وآهة، وتلك قداسة الحب المغمورة في محراب الخلخال قبل انتقالها إلى مواطيء الأقدام، يحلو بها القسم، ويجلها اليمين خصوصية مجنون خلخال لا يقول بصوت حتى يخلق من أذن عاشقه مسمع ما وراء الآدمية الصماء عن لغة المحبين المنطلقة من صدى الخلخال حتى تبلغ صدى الشفاه المستوعب لحاجة مسمع الشفاه الأخرى.

أحمد الفلاسي
07-24-2010, 01:03 AM
آه مني أين مني مربعٌ= يُرجع الذكرى كأحلام المنامْ
رده الليل لعيني ساعة=طافت الليل على ريش الحمامْ
يا صداها بلل الروح بها=أقبل الصبح وفي القلب كلامْ
وسلامٌ يا سلام الليل مَن=يصطفيها مهجة أنى تنام
من يداوي شفةً مازجَها= من رضاب الليل أنداء الغمامْ
لا تقولوا اسلُ ومالي حيلةٌ=لغرام في عظامي قد أقام

أحمد الفلاسي
07-24-2010, 02:07 AM
سمها ما شئت، بيد أني أسمي لقاءنا في صفحة الخرير هذه الساعة وقفة من وفاء توديع يضع على عاتقه مسؤولية تعذيب روحين أضناهما الشوق، وأنهكما طول الانتظار.
وكما كان لقاؤنا قليلا فإن سطوره الموحي بها هنا ستكون قليلة كقلتهن بسيطة كبساطته..غير أن في لقائنا عناقاً أظنك استشعرته، ولا أظنك إلا ذقته، فمتى يتأتى أن يصطفينا القدر ساعة غفوة الرقيب ونحن متلازمان تلازم النظر راحلا في أبعاد نظر.. ويد ثملة في سكر يد.

أحمد الفلاسي
08-07-2010, 09:34 PM
سألت عنك جارات الذكرى من صفحات البوح، وتقلباتي بين دمعك وابتسامك...سألت عنك في غيابك تحرشاتي الساذجة بك وأنت تلطمينها بكف التعقل تارة، وبوشاح الإعراض تارة أخرى..وسألت عنك وشْي صفحاتك المفتولة من صوتَي العود والناي الرخيم تتعمدين بهما إغاظتي فيك حبا، وتصفيتي فيك التصاقاً وجذباً.
ألا فاسألي البعد الآن حينما غيّبك عن سواد حدقتي ماذا جنى من يدين عابثتين بمقاليد العشق، سادرتين في تقصي بنيات الشوق، رابضتين على صدري المولع بشمسه ولع النهار بشمسه..وما بعدك بالمغير في ملامح الجذب إلا كما يغير غضبك في ملامح الإصرار والعند لديّ، كأنما منك استوى في داخلي الشيء وضده؛ وأضحى الأمر في عداد التأقلم مهما أحرقت نارُه زلال مائه، وأطفأ ماؤه لهيب ناره، وتلك لعمرك توسلات الطبيعة بدموع العشاق لو أمكنها أن تتدرع بها ضد المتغيرات لما هزمتها الأغيار يوما في معركة البقاء.

أحمد الفلاسي
08-07-2010, 10:18 PM
وتلك هي أنتِ..يغيب بها الزمن ولا تغيب، ثم يحضرها في مشيمة الحاضر وليدة زمانها إذ الكون يحتفي، وجمال عرش الوجود يزدان ويزدهي. وفي مقلتي من غيابك بريقان..أحدهما مشغول بملاحظتك هناك، والآخر مشغوف بحفظك هنا، وعلى خدي من غيابك خطان..خط بلغة الحزن يشرح معنى الغياب، وخط برسم الخوف يشرح معنى ما بعد الغياب.
ويزهو الكون مفتخرا عليَّ بشمسه حينما تغيب لتعود، محاولا ثناء عنق عشقي بأن شمسي تعود لتغيب..ولو علم الكون فارق ما بين الشمسين لرأى سر شمسه في خال فوق خد شمسي، وما شمسه أمام بزوغ الفجر منشقاً من بين رمانتي صدرها يغري أفنان التفاح منشقة عن زوجين زوجين من نواهد ثمارها!!. هناك مجامع علتي، وبلسمها الراقي الترياق.
عودي يا حبيبتي!! إن خلو الساحات من غصنك الأخضر أحالها اشتعالا، وخلفها سقما عضالاً، فما مال إلا بالربيع يسرق من العيون أوهام النظر، ويخفق بالعقول في مجاهيل القدر.

أحمد الفلاسي
08-07-2010, 10:44 PM
ما أحلى مرأى عيني بك! وما أجلاه وما أخضره! أفتح عيني لأراك أمامي موعوداً بك مع القدر..ولا أصدق، وكم صدقت فيك أوهامي وهي تمثلك في خاطري كل ليلة في عرس جديد، وفي ثوب جديد، وفي غنج جديد . ما أحلاك يزفك الطيف لخلايا مخي فأستقربك في مركز الإدراك الحقيقي، ومن ثم أتمتع بك كلما حرمتني الأيام جموع ما تمنيت، وكثرة ما رجوت تأملت.. وأعيش معك أنتزع نصف اللقمة من ثغر شفتيك أضعه في فمي قسمة منك، ومن نكهة فمك العطرية الهانئة بها روحي يا روحي.
وأعيش معك..أباريك في تلازم العناق كأنما كتب العناق مني إليك، وما بين ضافي شعرك ومرمر نحرك أسكن البقية الباقية من تنهدات الشهيق، ثم أستردها زفيرا لم تشهد الرئتنان مني انتعاشة روح تلامس جدران النحر الشمسي مرة.
وأعيشك رغم جميع ما جرى أعيشك، ورغم غضب الحظوظ أعيشك، ورغم البعد، وذاك الصد، وسوء ظن منك لا يفلح معه قلب كقلبي...أعيشك.

أحمد الفلاسي
08-09-2010, 05:16 PM
أنا الآن في حضرة الحب الوارفة لأنني الآن في صفحة خريرك الوضاء الصافي! فانظري حالة شهودي، وحضوري كيف تمخضتْ عن قداسة حرف، وسمو بوح، وعناق يكاد يجعل من الكلمات أجساداً تختلف على بعضها، فيختفي بعضها في هيام بعضها.
هيا ابعثيني من سكرتي التي دفنتني في صفحتك! إنني مت هنا قبل موتي بسيف قسوتك وظلمك ..مت يوم أن كان بيني وبينك ليس إلا أسباب الموت حباً، وفناءً لا يبقي للحياة عودا إلا بصحبة شيء منك يا نوّارة قلبي حيث لا شموس إلاكِ.
أنا لم أحضر هنا لأقرأك! ولم أجثُ على منصة قلمك لأرى افترار ثغر قلمك يمنة ويسرة، ولم أدنُ منك من تيه البعد الذي حكمتِ به عليّ لأرى منك حروفاً كم رأيت مثيلاتها في خضم هذا العالم المفتون بالحرف دون تمييز الحرف...أنا حضرت لأجد في مجلسك مالا يجده غيري من دفء ريحك، ومواضع حركة أناملك، وهيئة تتلبسني منك تهديني كلك وأنت آخذة بزمام لوحة الكتابة ترفعين رأسك وتخفضينه ، وتلمسين مني قلباً صنعه قربك في مثل هذه الأيام.

أحمد الفلاسي
08-09-2010, 08:16 PM
شفتاك خلقتا من مغنطة جذابة لا يقوى نهم المحب الظاميء على الرحيل عنها، أو تجديد النفَس خروجا، ودخولاً..يرتسمان على وضّاح القمر المسمى تقريبا إلى الأذهان وجهاً فيشكلان دملجاً نضرا من شدة الوهج، وكأن وهج الشوق ملازم لهما صفة لا تزول، وسمة لا تنفصل..
شفتان يبرقان للروح بمعنى النشوة الأبدية فتكون قصيدة، ويبرقان للعقل العاشق فيكون تنظيرا لمعنى من معاني الجمال المخبوء في طيات الغيب حيث لم تر عين. ثم يرمزان إلى العين بمعنى من معاني القدرة الإلهية لا يقرأُ حروفا إنما يستسقى رقية لا سقم يخلف نفثها النوراني.
ولم يزل عراك شفاهنا يقرر مبدأ التمازج الخلقي بيننا، ويعيد لفطرة الإنسانية قصة الضلع الآدمي مهما طغت على هذا المفهوم المقدس تشوهات مختلقة منتزعة من آنية اللذة، وشبهة الشبق الذاهب أدراج الرياح..
ولكم أدركت يا حبيبتي ما في ذلك العراك من حقائق لا تكشف عنها إلا لحظة صمت ساعة عراك، ونظرة متبادلة تختزل منا لنا كل ما ظهر وبطن، ونحن ما نحن يا حبيبتي إلا ذلك السر الخفي يعمد البعض إلى تسميته سحراللقاء على مرافيء الشفاه المتعاركة.

أحمد الفلاسي
08-10-2010, 08:47 AM
ضاعت الجهات في تخبطات دليلي الحائر، وضرب التيه عليّ أسبابه فلم أعد أستجدي الغيم الدلالة لأن الغيم حائر مثلي، وهو الحر الطليق أينما توجّه لا ينقصه دليل، ولا يحوجه إلى شق بطن الفضاء مشرط. وبقيت وحدي في حيرتي المستعصية على منطق الخلق، الفاجرة بين جموع المهتدين، الفاسدة في محاولة الإصلاح فساد الغارق في الضلالة لا يرى الطريق إلا من خلال ثقب ضيق يثنيه عن السير، ويقنطه في محاولة المتابعة.
هذا أنا..أما أنتِ فأنتِ غيب طلسمي شارد في مجاهيل التلاشي ، متفرق في وسط لا يقبل اللمس، ولا الحس، ولا التحيز، ولا التعقل، ولا التجمهر تحت بنية مدركة من عقل، أو محسوبة على معرفة خيال..نعم مجرد خيال..ذلك ما أردتِ لي، وهو هو ما أردته أنا منك في اكتفائي بك معلومة عقلي الشارد، ومحبوبة قلبي العاشق..يعاتبني فيك جميع عقلاء الأرض، ويرفضني لأجلك مناطقة الطرق، ويتركني لخيبة حظي من أجلك أهلي، وكل قريب لي، بل لا يقرؤني بسببك أحد إلا ويكبّر على قسمتي معك أربع تكبيرات هي صلاة الجنازة على سعادتي المقبورة في وهم معرفتك.

أحمد الفلاسي
08-11-2010, 02:20 PM
لو طاوعني الوجع لغير اتجاهه منك إليّ ، فأنا من حملتُ منك مالا تحمله الأرض فوق سطحها، أو في باطن غورها ليس بعيدا علي أن أحمل عنك ذلك الألم الذي بعثك لتبعثي بصوت شكايتك إلي منه يا حبيبتي.
سبقت أنّتُك أمواج الأثير وهي مشمولة بما هي فيه من الألم، وجابت الأجواء تزاحم هلال رمضان في تعليها، وسيرها حتى استقرت مني ما بين الأذين والبطين، ثم تعمقت لتثقب الشغاف المحصن بحمياها ، ثم انبرتْ تنتشر في كل عظم ، ولحم في عالم الحشا من بقية ما أبقى حبك يا غناتي. وقلت حينها: أين مني شكايتك؟ أين مني سخين زفرتك؟ بل أين أنا منك يا حرقة الحشا أمد ذراعي حول خصريك طوقاً، وافتح قفص صدري لآهاتك الموجوعة مستقراً، وحُقاً، وأسكب على نيران وجعك دمي إخماداً، وتبريداً.
آه من ألمك يعيقني دونه أسلاك الموانع، وأسوار لم تعرفني يوما إلا برجع صدى صوتك إذا عانق صدى شوقي ونحن في غربة يعلنها الدمع، ويخفي مصيبتها الرضا.
ألف سلامة عليك يا روحي...وعذرا لو أعياني القدر، وتأخر بي الظرف، ونأى بي المكان عن تفديتك مني بالروح أولا، وبالنوح ثانيا..فلعل في قلب المرض رقة لنوحي تشفي لي على طول الزمان حبيبي..
كل عام وأنت السعادة يا حبيبتي.

أحمد الفلاسي
08-11-2010, 05:41 PM
كل مرة وأنا أتحدر إلى عينك النضاخة الثرة أستقي منها حالة مواعيد الظمأ، فإذا وردتُ نهلت من عذب طهرك حد التضلع، ثم صدرت عنه ري السكب، منهمر الدواخل قراحاً أندر في صفوه من تزاحم الرباب على ثغور الأجواء.
وأتمنى دوما لو ظل النبع في صفوه لم تكدره كلمات الغضب ، واستفزازات الصغار لك ممن لا يحسنون التفرقة بين بوح السحاب، وعواء اليباب..ومالك أنت وللصغار لا ترفعين عنهم عصا التأنيب!! إنهم أمام عظمتك وطهرك تجاسروا كثيرا ليشار إليهم يوما بشيء وهم لا شيء، وهل يتعاظم البعوض على أمثاله؟؟ إنهم كمجموعاته ضاقت الأرض بهم عن لسعة يدفقونها في أمثالهم فلم يجدوا إلا العبث بهامات الطهر محاولين تخديرها فلم تتخدر إنما أماتتهم بلا تخدير.
دعي النفائس من كمالات الطهر منك تحكم زمام القلم، وتختال فوق صفحات الأدب، واتركي الهوامش لأصحابها حيث لا علم ولا أدب.

أحمد الفلاسي
08-15-2010, 05:09 PM
فاجأتني يدي بكتابة السؤال عنها، ووجدتني بين نفسي وبينها أسأل الحروف عنها، وأبعثها لها توافيني بحالتها..كنتُ أتسنم أخبارها كعادتي مما شرد، أو ورد ، ومما غدا أو راح من مبثوثها اليومي المكتظة ساحاته بكثرة ما بي من عيون إليه ناظرة، وبجملة مابي من آذان لخصوصيته متعددة متناثرة، وفي كل يوم لي معها تصيد المفرط، وإفراط المتتبع، وكأني ما خلقت إلا أثراً في ظلها، وخيطاً في وشاحها، وشعاعاً مسلطاً قدراً على مواقع الليل والنهار من سكونها، وحركتها.
سألت عنها وكنت معتديا عندها بجريمة السؤال، ومؤاخذاً بذنب لا يغفر هو ذنب طلب الاطمئنان، وفي ظني ما يلتبس بذنبي من كبرى الجرائم التي لا تعاقب بأكبر من تسليط سيف الإهمال، والإقصاء، والحرمان..وأنا بين ظن وآخر ينتابني شعور بأن في مقاليد الإنسانية سعة تعامل لمثل هذه الجرائم لا يحملها على مثل هذا، وظللت أقول: مالذي يحملها على مثل هذا؟؟.

أحمد الفلاسي
08-17-2010, 11:37 PM
ومن مولاتي الأميرة إلى إحدى الأديبات وقد طلبت تعليقا على إبداعها النثري الثر...
مساء رمضاني ينثر على هامة عالمك البشر، والسعد كلما ترنمت بكلماتك وهي تعزف سيمفونية الإبداع الخالدة....
يعجبني في نصوصك ذلك القيد الذي تكبلني به من حيث لا علم لي بها سوى أنها حروف مفتونة بها كل الحروف..ويعجبني فيها ذلك التندي بسلسبيل المعنى دون احتياج إلى تبرير لفظ، أو حجة سبب..وهي مع ماهي عليه من فنية السبك، وتفرد المفردة، وجزالة النظم تبدي للقاريء الحاذق سر الروح الخفي إذا نابت عن كل من : اللسان، والقلم، والإشارة، ثم عمدت إلى القلم كضرورة ناقلة ليس إلا.
في نصوصك تولد الخاطرة العربية ولادة طبيعية لا تضطرها الصنعة إلى قيصرة قسرية تسلبها أول ما تسلبها نفخة الجبلة الأولى في مشيمة اللفظ العربي الصحيح..وماالخاطرة العربية بالتي يضيق جمالها بها إلى اختلاق شكل لا إلى النثر يعزى، ولا إلى الشعر ينسب، إنما هي ضرورة المفلس، وجهد المقل، والزاوية الضيقة المكتظة بمسمى كاتب.أما عن الأخطاء في نصوصك ..فليس ذاك بالعيب المخفي في ظلامه صبح الجمال فيها،إنها هفوات أهل الكمال لا تخلو من سمة الضعف الإنساني، وما هي إلا سحابة صيف سرعان ما تنقشع عن الدر اليتيم ...

أحمد الفلاسي
08-17-2010, 11:55 PM
ومع نصوصك لي تقرير موعد أتحينه خلوةً لا تقبل الشريك جاراً، ولا الجار شريكاً، فأنا وحدي القاريء من ملايين العالم ، تماشيا مع كوني العارف بها من ملايين العالم..وأنا أمام حديث الأرواح لست أنا الذي تعرفين، أو تعهدين، أو تذكرين، فأنا بين أحضان الكلم طفل تلطمه الكلمات لطمة الأم الرؤوم لا تقسو إلا من حيث هي راحمة. وقد أحبو بين أفانين كلماتك فلا أكسرها، ولا أخدشها، وإن شئت فقولي: إنه حبو متعقل في مقام قدسي روحي يفرض هيبته على الطفل يحبو، وعلى الكبير يدرج ويسعى.
لا تسأليني عن نصوصك كيف غدت في خلدي واحدة من جملة دواخلي، ولعلني أتنفسها داخلاً ثم أثوب إلى ذاتي لأجدها صدى ذاتي في غياب ما به تقر ذاتي..ولو سألت مهما سألت فلزاما على إعدادات قلمي الاعتراف الكامل بأنك كاتبة يغيب تفسيرها لدي لغيابي في نصوصها تائها أبحث عن ذاتي بين أسوارها المنيعة.

أحمد الفلاسي
08-18-2010, 12:22 AM
قرأت في نصوصك حكاية عقتها جموع السنين والأيام لأنها ليست أرضية المنشأ، دارجة السلالة البشرية..إنما في سردها تكمن قوةُ ملَك، وتتبدى عظمةُ كون، وتتمخض حقيقة وجود، تشرحينها في إيجاز الحكماء، وإطناب البلغاء، وتقررينها وقد خرجت مع المنطق العقلي من مشكاة واحدة...فليت شعري أيكما الكاتب، وأيكما المكتوب؟؟ وأيكما الشارح، وأيكما المشروح على منصة الجمال المودعة سره ، الموفدة لبيان كنهه.
حنانيك أيتها الأديبة ! فما أنا بمجرب كل هذا المراس إذ أنت غايته، وكيف لي بذلك وأنا من طوى في سبيل الوصول إليك غاية البيان الكبرى أعظم محطات الزمن، لقد اجتزت مفاوزها ، وفي طريقي إليك رأيت..آه كم رأيت، وقلت وآهٍ مما قلت، وكتبت، ويالهول ما كتبت ، وكنت على يقين أن ثمة في عالم الأنوثة الراقية من سيحل طلسم بوحي، ويعرف قدر ضحكي ونوحي..

أحمد الفلاسي
08-18-2010, 12:46 AM
أنا أيتها الأديبة الجميلة عنفوان صبا خرّ صريعاً بين أكناف روض لا يعرفه الورد إلا بلسعة شوكه ، فاجتمع الوخز الوردي على صفاء وجهي الضاحك من ثغر بشرته ، الممتليء من لبائن شبابه، فحمّلني الوخز جريرة النظر إلى مفاتن الورد فكتبت، وحمّلني الورد جريرة الصبر على مثاقب الوخز فكتبت...فبالله عليك ، وبكتاب بسمتك المفتوح على صفحة تعلقي ، وقدر تبتلي...هل أذنب الورد بوخزه؟؟ أم أجرم الوخز لأنه أغراني بورده؟؟ ..
أيتها الأديبة ..لا تغمضي عليّ جفن البوح بهذه السكرة الخاتلة، الكامنة، فإنني حذر كل الحذر من مغبة السكر على عقلي المشوب من تلاقي أغصان الفتنة عليه مطوقة! وفي المقابل من ضفة الحذر ، حاذري من تركي خاليا من السكر..فما عاش الأدب في كينونة الأديب إلا مخموراً ثملاً!!

أحمد الفلاسي
08-18-2010, 11:37 PM
امنحيني في زفة نصوصك إلي نفَساً طالما تمنيته وأنا بين نزاعي الروح والجسد في أيهما أحق بتمليك ، وبنثر نثرك فوق مراهم جروحي ، ومفتضحات شوقي..
امنحيني تلك الأنفاس ..فمازالت تراودني رغباتي كلها ، ومدلهات حنيني البائس أن تحظى بأطياف نفس، أو قشور نفس، أو اسم نفس..المهم أن يكون منك وحدك..فوحق من أذاب حروفك بين حرتي كبدي فذابت بها قبلها ما أروتني شرايين الأنوثة قاطبة، ولا أغنتني أحضان التدلل، ولا أصوات التغنج مالم تستأذنك رسالة حب على صفحات من أحضان بوحك.
أخبريني من أي الأصقاع أنت ؟؟ ولم تتعمدين فنائي برؤية ابتسامتك على حين غرة من غفوة الحجب الكونية، أما كفاك فنائي الأول وأنا متربع على كرسي الاعتراف أنك مجنونتي لولا فضيحة التصريح لأعلنت جنوني بك كتاب عقل لم يزل لأولي الألباب مرجع الهداية الأكيد.
أنتِ..ولا أنت إلا موعد القلم أغريت شفته بتقبيل اسمك ، ففقد صوابه بين ترنح الورد، وإطباق أرضاف الديباج القاني.

أحمد الفلاسي
08-19-2010, 02:29 PM
لا تصنفيني في جملة العشاق كي لا أسلب حبك في قلبي أخص ما به يتميز عنهم، لقد برئتُ منهم براءة ليس في وسعها العودة بي ثانية إلى التمرغ في أوحالهم الآسنة، والتلطخ بإفرازاتهم الداحنة الداكنة. وإليك ما تطفح به الساحات اليوم من التمثيل في كل شيء حتى في سمو الأرواح ، وتعلي همم العزائم، وسيظل التمثيل محاكاة لا ترتفع عن مفهومها قيد أنملة مهما كثرت حوله الطبول، ورقصت حياله القيان.
أما حبك فبناء قائم على أسس ركينة عليها قام وجود، وارتفع سقف كيان، وبذخت قضية من أهم قضايا الإنسانية المتحفزة لصنع حياة..وحبك الغنى لا يعوز أحداً مد يده مستجدياً إلا ما يتلاعب به البعض حوله من فنون التملق العاطفي السمج.
الا فأنيليني من محيط عالمك كوّةً صغيرة تريني ما يقبع خلف أسوارك من مشاهد الكمال والجمال؛ فإنك اختيار قلبي وعقلي مجموعين على وفاق القدر.

أحمد الفلاسي
08-19-2010, 05:01 PM
بمن التشبب والحبيب مباعد= بيني وبين سنا ضياه سباسبُ
قد كان مني معصمي ولثامتي=ولموق عيني محجر وحواجبُ
لو قيل لي أي النساء تنيلها=منك اصطفاء قلت ذاك العاتبُ
أنا في الهوى غرّيده وحبيبه=ولصيقه وطليبه والطالبُ
وجليسه أنسا أجلْ وربيعه=وصفيه ورغيبه والراغب
ووداده وغرامه وهيامه=وجنونه عشقا وشوق غالبُ